الترتيل فضله واحكامه_القسم الثاني

حكمة:
قال المحقق البحراني في حدائقه: قد أجمع العلماء كافة على استحبابه في القراءة في الصلاة وغيرها لقوله عز وجل: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ انتهى.
وحكى العلامة الشيخ حسين آل عصفور في كتابه اللوامع عن المجلسي الأول الشيخ محمد تقي في شرحه على الفقيه، بأنه قسّم الترتيل المأمور به في القرآن الكريم إلى: واجب ومستحب وفاقاً للمعتبر والذكرى والفوائد الملية، وذلك في قوله: الترتيل الواجب هو أداء الحروف من المخارج وحفظ أحكام الوقوف بان لا يقف على الحركة، ولا يصل بالسكون، فانهما غير جائزين باتفاق القراء وأهل العربية.
والترتيل المستحب هو أداء الحروف بصفاتها المحسنة لها، وحفظ الوقوف التي استحبها القراء وبيّنوها في تجاويدهم.
وأضاف المحقق الحلي في المعتبر بقوله: وربما يكون واجبا إذا اريد به النطق بالحروف من مخارجها بحيث لا يدمج بعضها في بعض.
ولا يستحب للامام في الصلاة التطويل هي تلاوة السور الطوال، أو اطالة القراءة بالترتيل الزائد عن الحد فيشق على من خلفه لقوله صلى الله عليه وآله: (من أمَّ الناس فليخفف).
وللمنفرد الإطالة، ولو عرض عارض لبعض المأمومين يقتضي خروجه استحب للإمام التخفيف قال صلى الله عليه وآله: إني لأقوم في الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز فيها كراهة أن يشق الولد على أبيه.
كما يكره أن تكون تلاوة آيات كثيرة بنفس واحد، كما ورد النص في سورة التوحيد عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: يكره أن يقال ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ في نفس واحد. الكافي: ج 2.