الترتيل فضله واحكامه_القسم الأول

img

 

﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ البقرة: 121.

الناس أمام الآيات على أقسام:

1ـ قسم يكرسون اهتمامهم على أداء الألفاظ بشكل صحيح وعلى قواعد التجويد، ويشغل ذهنهم دوماً الوقف والوصل والادغام والغنة في التلاوة، ولا يهتمون اطلاقاً بمحتوى القرآن فما بالك بالعمل به! وهؤلاء بالتعبير القرآني ﴿كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾.

2ـ وقسم يتجاوز إطار الألفاظ ويتعمق في المعاني، ويدقق في الموضوعات القرآنية ولكن لا يعمل بما يفهم.

3ـ وقسم هم المؤمنون حقاً، يقرأون القرآن باعتباره كتاب عمل، ومنهجاً كاملاً للحياة، ويعتبرون قراءة الألفاظ والتفكير في المعاني وإدراك مفاهيم الآيات الكريمة مقدمة للعمل، ولذلك تصحوا في نفوسهم روح جديدة كلما قرأوا القرآن، وتتصاعد في داخلهم عزيمة وارادة واستعداد جديد للأعمال الصالحة، وهذه هي التلاوة الحقة.

المعنى اللغوي للترتيل: هو التأني والتمهل في القراءة من غير عجلة، وتبيين الحروف بحيث يتمكن السامع من عدها، وكلامه رتل بالتحريك اي مرتل، مأخوذ من قولهم: ثغر مرتل، ورتل بكسر التاء، ورتل إذا كان مثلج الأسنان مستوية النبات لا يركب بعضها على بعض.

المعنى الاصطلاحي: هو علم بقوانين يعرف بها كيفية إخراج كل حرف من مخرجه الحقيقي والاتيان به بالنحو الذي يستحقه منفرداً ومجاوراً مع غيره.

فضله:

عن الامام الصادق عليه السلام في قوله تعالى: ﴿آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِقال عليه السلام: «حق تلاوته هو الوقوف، عند ذكر الجنة والنار، يسأل في الأولى ويستعيذ من الأخرى).

وعنه عليه السلام: (أنه قال في قوله تعالى: ﴿يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ﴾: يرتلون آياته ويتفهمون معانيه، ويعملون بأحكامه، ويرجون وعده، ويخشون عذابه، ويتمثلون قصصه، ويعتبرون أمثاله، ويأتمرون أوامره، ويتجنبون نواهيه، وما هو والله بحفظ آياته وسرد حروفه، وتلاوة سوره ودرس أعشاره وأخماسه، حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده، وانما هو تدبر اياته يقول الله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾).

﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا

قال الطبرسي في مجمعه في تفسيرها: أي بينه بياناً اقرأه على هينتك، وقيل: معناه ترسل فيه ترسلا، وقيل تثبت فيه تثبتاً، وروي عن امير المؤمنين عليه السلام في معناه أنه قال: (بيّنة بياناً ولا تهذه هد الشعر، ولا تنثره نثر الرمل، ولكن أقرع به القلوب القاسية، ولا يكوننّ همّ احدكم آخر السورة).

وعن الامام الصادق عليه السلام قال: «هو أن تمكث فيه وتحسن به صوتك، وإذا مررت بآية فيها ذكر من النار فتعود بالله من النار، وإذا مررت بآية فيها ذكر من الجنة فاسأل الله الجنة).

وعنه عليه السلام: في قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ قال: «قف عند وعده ووعيده، وتفكر في أمثاله ومواعظه).

وعنه عليه السلام قال: (هو الوقوف عند ذكر الجنة والنار).

الكاتب ــ ــ

ــ ــ

مواضيع متعلقة