من وحي الأخلاق

img

كمال الصبر:

كتمان المرض والفقر وسائر المصائب. فعن الإمام الباقر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: قال الله تعالى: من مرض فلم يشك إلى عواده أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه، فإن عافيته عافيته ولا ذنب له، وإن قبضته قبضته إلى رحمتي.

وسئل الإمام الباقر عليه السلام عن الصبر الجميل؟ فقال ذاك صبر ليس فيه شكوى، وأما الشكاية إلى الله تعالى فلا بأس بها كما قال يعقوب: {إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله}

دواء الصبر وعلاجه:

فالصبر وإن كان شاقاً، ولكن يمكن تحصيله بالعلم والعمل، بتقوية باعث الدين، وتضعيف باعث الهوى بالمجاهدة والرياضة وذكر قلة اللذة ودقتها، وأضرار الجزع وقبحه، وأن يكثر فكره في فضل الصبر وحسن عواقبه في الدنيا والآخرة، وأن يعلم أن ثواب الصبر على المصيبة أكثر مما فات، وأنه بسبب ذلك مغبوط بالمصيبة، إذ فاته ما لا يبقى معه إلا مدة الحياة الدنيا وحصل له ما يبقى بعد موته أبد الدهر.

ثم إن كان ذلك بتعب قوي وإن كان يسير فصبر، وإن كان بجهد ففرض وإن كان بتلذذ فشكر، وهو بالغيبة عن حظوظ النفس والشهود مع الله تعالى وعدم التمييز بين الألم واللذة.

وأحب أن أختم حديثي بهذا الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم حيث قال: ((الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية. فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش)).

الكاتب ــ ــ

ــ ــ

مواضيع متعلقة