العباس معجزة الطف

img

بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صل على محمدٍ وآلِ محمدٍ و عجّل فرجهم الشريف ..

يا رسول الله عون .. يا أمير المؤمنين مدد .. يا سيدة النساء توفيق .. يا أبا محمد الحسن جود .. يا أبا عبدالله الحسين نظر .. يا أبا صالح المهدي أغثني .. يا سادتي تسديد ..

وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْم تَشْخَصُ فِيهِ الاَْبْصَرُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) إبراهيم .

الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم حقاً في حد ذاته معجزة إلهية تذهل العقول ، مشهد مهول رهيب يُرسم بعبارات قصيرة لكنها رغم قصرها تؤدي أكمل بيان و تعطي أوضح صورة .

يريد المولى في هذه الآية الإفصاح عن شدة هول يوم القيامة ، فلا يأتي بأوصافها و لا بعرض ما يحدث فيها و لا يذكر الأهوال الشديدة بل يستعيض عن ذلك الشرح الطويل ببيان حال الناس في ذلك الموقف ، بيان حال من يعيشون رهبة اللحظة ، بيان انعكاس هذا الهول و تأثيره عليك أيها الانسان عله يكون أقرب في الشعور و التصور .. و مع ذلك ولم يأتِ بوصف طويل للحال – والحال أنه مقام عظيم شديد ثقيل لا يتصوره انسان – بل أتى اكتفى بذكر أوصاف خمسة .. وحين نقترب و ندقق أكثر نراه ركز في أوصافه على نقطتين فقط من جسم الانسان وهما الرأس و العين ..

  • تشخص فيه الأبصار : «تشخص» من مادّة «الشخوص» بمعنى توقّف العين عن الحركة والنظر إلى نقطة بدهشة.
  • «مهطعين» من مادّة «إهطاع» بمعنى رفع الرقبة، وقال آخرون: تعني «النظر بذلّة وخشوع».
  • «مقنعي» من مادّة «الإقناع» بمعنى رفع الرأس عالياً.
  • (لا يرتدّ إليهم طرفهم) أي لا يقدرون على أن يطرفوا من شدّة الهول، وكأنّ أعينهم كأعين الأموات عاطلة عن العمل!
  • (أفئدتهم هواء) بمعنى قلوبهم خالية عن التعقل و التدبير لشدة الموقف، ومضطربة بحيث ينسون كلّ شيء حتّى أنفسهم وفقدت قلوبهم وأنفسهم كلّ إدراك وعلم، وفقدوا كلّ قواهم.

إنّ بيان هذه الصفات الخمس: تشخص الأبصار، مهطعين، مقنعي رؤوسهم، لا يرتدّ إليهم طرفهم، أفئدتهم هواء، صورة بليغة لهول وشدّة ذلك اليوم على الظالمين الذين كانوا يستهزئون بكلّ شيء، وأصبحوا في هذا اليوم لا يستطيعون حتّى تحريك أجفان أعينهم، تلك الحركة اللإرادية البسيطة التي لا نلتفت إليها لخفتها ، في ذلك اليوم نكون عاجزين عنها ، فكيف ببقية التصرفات .

ولماذا النظر للأعلى بالذات ، مع أن النظر للأسفل هي علامة الذل والاستكانة لكن اللهه يقول مقنعي رؤوسهم ؟ بلى هم كذلك لكي لا يشاهدوا المناظر المفجعة  والأهوال الشديدة لذا فهم ينظرون إلى الأعلى فقط، مدهوشين لدرجة أنّ نظرهم نظر المجانين. بل الأموات نظر جاف عديم الروح ومليء بالرعب والفزع ..

حالة الفزع و الجزع و الرهبة و الرعب لا يمكننا تصورها أبدا .. هول القيامة عظيم جدا وتبلغ عظمته وشدته إلى حد أن الأموات في عالم البرزخ والقبر يفزعون منه أيضا و يعيشون مثل هذه الحالة وذلك يستفاد من بعض الروايات التي تتحدث عن أموات الذين عادوا الى الحياة الدنيا بدعاء أولياء الله كانت شعورهم مبيضة جميعها . . ولما سئلوا عن سبب ذلك قالوا : عندما أمرنا بالحياة ظننا أن القيامة قامت فابيض شعرنا من هول القيامة ووحشتها !!

أهوال هكذا صفتها ماذا أعددنا لها .

 يدخل النبي على فاطمة الزهراء عليها السّلام فيجدها تبكي، فيقول: يا قرة عيني، ما الذي أبكاك ؟ تقول: ذكرت قول اللّه تعالى: « وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً»  . يقعد النبي  و يقول: يا قرة عيني، لقد ذكرتِ يوماً عظيماً. ثم قال لها: يا فاطمة، تُحشر أمتي عراة حفاة عُطاشا، أوزارهم على ظهورهم، و دموعهم تجري على خدودهم! فقالت فاطمة : يا أبتاه، أما تستحي النساء منالرجال؟! فقال النبي  : يا فاطمة، إن ذلك اليوم كل نفس مشغولة بنفسها. أما سمعت قول اللّه تعالى: «لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ». فقالت فاطمة  : يا أبت، أين ألقاك يوم القيامة؟ فقال: تجديني يوم القيامة على الحوض، أنا و أبو الحسن علي، أسقي أمتي من العطش. قالت: فإن لم أجدكم على الحوض؟! قال: تجديني على الصراط، و الأنبياء حولي و أنا أقول: ربّ سلّم أمتي، ربّ سلّم أمتي، و الملائكة يقولون: آمين، آمين.

الأنبياء يلوذون بجناب رسول الله  من شدة الهول ، رسول الله في ذلك اليوم مشغول بأمته عن حبيبته فاطمة لدرجة أنها تسأل أين أجدك ؟ لذلك ذكر لها موضعه عند الحوض قالت فإن لم أجدك هناك قال حتما ستجديني على الصراط .. لأنه العقبة و المحطة الأشد و بعدها إما جنة أو نار .. شغل شاغل للحبيب في ذلك اليوم الذي رغم هوله و شدته إلا أنه يوم إظهار الكرامة لمحمدٍ وآل محمد ولمن أطاع الله .. في الرواية الشريفة عن رسول اللّه : حوضي أشرب منه يوم القيامة أنا و من آمن بي و من استسقاني من الأنبياء، و تبعث ناقة ثمود لصالح فيحتلبها، فيشرب من لبنها هو و الذين آمنوا معه من قومه، ثم يركبها من عند قبره حتى توافي به المحشر. لها رغاء، و هو يلبي عليها.

فقال معاذ: إذن تركب العضباء يا رسول اللّه؟ قال: لا! تركبها ابنتي و أنا على البراق اختصصت به من دون الأنبياء يومئذ.

الانبياء في يوم العطش الأكبر يستسقون رسول الله ، لكن لنبي الله صالح كرامة و استسقاء خاص وهي ناقة الله ..

هذه الناقة المعجزة سيكون لها حضور يوم القيامة ليُقتص ممن قتلها و ظلمها في محكمة العدل الإلهية ، « وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً»، كل شيء سيحشر حتى من رفع للسماء لكرامته سيحشر ، حتى الأجزاء من الأجسام ستحشر  ، أنتم تعلمون أن هناك من رفع للسماء : و مارفع على نحوين : فهو إما أشخاص كأنبياء الله إدريس و عيسى ، أو أجزاء من أجسام : ككفوف مولانا أبي الفضل العباس التي رفعتهما معها سيدتنا فاطمة  للسماء وادخرتهما ليوم القصاص العظيم .

جاء في كتاب ( أسرار الشهادة ) نقلاً عن بعض كتب المقاتل : أنّه إذا كان يوم القيامة واشتدّ الأمر على الناس ، بعث رسول الله  بإذن من الله تعالى الإمامَ أمير المؤمنين  إلى ابنته الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء  لتحضر مقام الشفاعة . فيقبل الإمام أمير المؤمنين  إليها ويخبرها بما قاله أبوها رسول الله  ، ويطلب منها حضور مقام الشفاعة ، ثمّ يسألها قائلاً : يا فاطمة , ما عندك من أسباب الشفاعة ؟ وما الذي ادّخرتيه لأجل هذا اليوم الذي فيه الفزع الأكبر ؟  . 

فتجيبه فاطمة  بقولها له : يا أمير المؤمنين , كفانا لأجل هذا المقام اليدان المقطوعتان من ابني العبّاس  .

يقول الأعلام تعليقا على هذه الرواية : في هذا الخبر دلالة كافية على قبول الله تعالى اليدين المقطوعتين لأبي الفضل العبّاس ، [ اللّتين ] قطعتا في سبيله ، وفي نصرة دينه ووليّه .

هو العباس و كفى ، كفوفه هي أول ما يُستشفع بها في يوم الفزع الأكبر ،  هذه الكفوف لشرافتها و عظمتها أصبح لها مستقر عند فاطمة التي مالتقطت من كربلاء الحسين شيئا لتدخره في منديلها إلا تلك الكفوف ، لم تلتقط شيئاً من جسد حبيبها الحسين المقطع وهو أكرم عند الله وأعز وذلك لأن الحسين له خصوصية خاصة لا نعلمها و جسده له حالة خاصة ، اللله جل شأنه بعث حبيبته فاطمة لتختار من بين كل الأجساد المقطعة في كربلاء جسد العباس لتصطفي إليها الكفين الطاهرين ليكونا معها في الجنان ، مثله في ذلك كمثل دماء الحسين الشهيد ( أشهد أن دمك سكن في الخلد ) معلوم أن الدم من النجاسات التي يجب لها الطهارة ، بينما دم الحسين له حكم خاص يبعث الله أشرف خلقه محمد ليلتقط دمه من كربلاء ليسكنه الخلد ، يقول المرجع آية الله الشيخ الوحيد الخراساني : و لا مقام أرفع من هذا المقام فإن سكنى دمه الذي هو من عالم الدنيا و دار الفناء في دار البقاء و جنة الخلد يكشف عن انقلاب الدم الذي هو من عالم الملك بمجاورة روحه إلى عالم الملكوت وأنه بلغ من الطيب و الطهارة إلى مرتبة قال الله سبحانه فيها :  إليه يصعد الكلم الطيب  . يعني إن صح التعبير يقول : هذا الدم الذي هو مخلوق ملكي ( أي من عالم الملك ) انقلب لمخلوق ملكوتي ، ليتناسب مع سكنى عالم الملكوت ، كذلك هي كفوف أبي الفضل عباس فأي كرامة أكبر من هكذا كرامة ، أن يسكن دم الحسين في جنة الخلد و تسكن كفوف العباس في جنة فاطمة !!

العباس وجود خاص و تميّز خاص لا ندركه ، حتى اسمه المبارك ينطق بذلك : جاء في لسان العرب أن معنى العباس هو الأسد الذي تهرب منه الأسود . هو النوع المتميز بين أفراد جنسه ، هو أسد كبقية الأسود لكن له خصوصية جعلت الأسود – بما هي أسود – تهرب منه .

كثيرة هي الأمور التي تميز بها العباس منها أنه قمر بني هاشم ، لكن مثل هذا اللقب يشاركه فيه غيره وإن كان التميز فيه للعباس أقوى و أشد ، علي الأكبر مثلا كان له من الجمال و صباحة الوجه و الشباهة من حبيب الله ما جعله يتبرقع عن الناس ، و من اللطيف الذي يوضح ما ذكرناه ماورد في فرسان الهيجاء من : أنّ أبا الفضل العبّاس   إنّما دُعي قمر بني هاشم ؛ لأن نور مُحيّاه كان يُضيء كلّ ظلمة ، وجمال هيئته كان يبهر كلّ ناظر ؛ فإنّ نور وجه أبي الفضل العبّاس وجمال مُحيّاه كان بدرجة من العظمة والبهاء ، بحيث أنّه لو اتّفق أن رافق في الطريق ابن أخيه علي الأكبر الذي كان أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً بجدّه رسول الله  اصطفّ أهل المدينة في طريقهما ليتفرّجوا على جمالهما ، ويزوروا مُحيّاهما ، ويتزوّدوا من نور إيمانهما ومعنوياتهما العالية.

لكن هناك ميزات اختص بها هذا العظيم دون غيره من الناس ، كانت لديه جعلته يشارك المعصوم في بعض خصوصياته .. منها ماورد من أن الإمام الحسين  أشركه في غسل في تجهيز الإمام المجتبى (عليه السّلام) ، وتغسيله له وتكفينه إيّاه ، مع أنّه لا يلي تجهيز المعصوم إلاّ المعصوم ، ومَنْ أوصى المعصوم ، ورآه المعصوم صالحاً لأن يشارك المعصوم في تجهيزه .

يقول صاحب كتاب الخصائص العباسية : والظاهر : أنّ أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) هو مَنْ قد أوصى الإمام المجتبى (عليه السّلام) أخاه الإمام الحسين (عليه السّلام) بمشاركته له في تجهيزه ، ورآه الإمام الحسين (عليه السّلام) أيضاً صالحاً لذلك ، فشرّكه معه في تجهيزه كما شرّك الإمام أمير المؤمنين ابن عمّه الفضل بن العبّاس بن عبد المطلب في تجهيز رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، لكن مع إلزامه في تعصيب عينيه ؛ خشية العمى إن وقع بصره على ذلك الجسد الطاهر ؛ فإنّ غير المعصوم كما لا يحقّ له تجهيز المعصوم ؛ لعدم المجانسة في العصمة والطهارة معه ، فكذلك لا يحقّ له النظر إلى جسد المعصوم عند تجهيزه ، وإلاّ عمي بصره .

بينما أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) قد شارك أخاه الإمام الحسين (عليه السّلام) في تجهيز الإمام المجتبى (عليه السّلام) ، ولم يذكر في التاريخ أنّه عصّب عينيه أو غضّ طرفه عند مشاركته له ، وهذا يدلّ على عظمة شأن أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) وجلالة قدره .

هذه شهادة من الحسين و شهادة أخرى ووسام شرف آخر يهدى له من أمير المؤمنين  .. ياتي إعرابي ليهدي للأمير هدية في صندوق ، يفتح الصندوق فإذا فيه شيء ملفوف ، ففلّه فإذا هو سيف عضب من السيوف الجيّدة ، وله حمائل جميلة ، يقدمه للأمير فيشكره على هديته ، ثمّ أخذ – بأبي هو و أمي – يقلّب السيف بيده وينظر إليه ، وهو يقول لمَنْ كان معه من أصحابه : أيّكم يستطيع أن يؤدّي حقّ هذا السيف فيكون حقيقاً بأن أهديه له ؟  . موقف حازم و صعب فارس الفرسان و مجدل الابطال يبحث عمن هو حقيق و يليق بهذا السيف ، أي يبحث عن الفارس الأوحد بعده الذي يستحق أن يحمل السيف بدلاً عنه ، لذلك لا أحد يتجرأ أن يقف أمام علي ليقول أنا أؤدي حق هذا السيف !!

وبينما هم كذلك إذ يدخل أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) المسجد ـ وهو إذ ذاك لم يبلغ الحلم ـ , وأقبل نحو أبيه أمير المؤمنين (عليه السّلام) فسلّم عليه ، ووقف بين يديه متأدّباً ، وأخذ يُطيل النظر إلى السيف الذي في يد أبيه ، فأجاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) سلام ولده ، ثمّ أخذ ينظر إليه وهو يعيد مقالته ويقول : أيّكم يستطيع أن يؤدّي حقّ هذا السيف فيكون جديراً بأن أهديه له  . فقال أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) : وما حقّ هذا السيف يا أبتاه ؟

فقال الإمام أمير المؤمنين  : ولدي عبّاس ، حقّ هذا السيف هو أن تحمي به أخاك الإمام الحسين (عليه السّلام) وتحامي عنه  . فقال أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، وبكلّ انشراح ورحابة : أنا لذلك يا أبتاه .

فقال أمير المؤمنين ، وقد ابتهج بشجاعة ولده العبّاس (عليه السّلام) ، وهشّ لبسالته ووفائه : نعم ، أنت له  .

وقد أشار إليه بأن يدنو منه ، فلمّا دنا منه قلّده إيّاه ، فطال نجاد السيف على العبّاس (عليه السّلام) فقصّره له ، ثمّ جعل ينظر إليه ويطيل نظره ، وهو يبكي ودموعه تتحادر على خدّيه ، فقال له أصحابه : وما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ لا أبكى الله عينيك ! فقال (عليه السّلام) ، وقد اختنق بعبرته : كأنّي بولدي هذا وقد أحاطت به الأعداء من كلّ جانب ، وهو يضرب فيهم بهذا السيف يمنة ويسرة ، ويحمي به أخاه الإمام الحسين (عليه السّلام) ، ويحامي عنه حتّى تقطع يداه في نصرته ، ويقصف رأسه بعمد من الحديد في حمايته والدفاع عنه  .

هذه الشهادة من الأمير لها قيمة عالية ، وسام الشجاعة و الأوحدية قلده إياه أباه أمير المؤمنين كما قلده الله شرافة و كرامة وسام باب الحوائج .. فكما أنه أدى مع أخيه حق وسام الشجاعة الحيدرية فإنه يؤدي مع قاصديه و محبيه و مريديه وسام بوابة الحوائج ..

لذلك التوسل بأبي الفضل له مراسم خاصة وألفاظ خاصة يذكرها الأعلام ..

  • نقل عن العلاّمة المازندراني صاحب كتاب معالي السبطين أنّه قال : مَنْ كانت له حاجة ويشكو مشكلة فليتوسّل إلى الله تعالى بأبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، وليكرّر هذا التوسّل أياماً حتّى تُقضى حاجته ، وترتفع مشكلته ، وذلك بأن يصلّي على محمّد وآل محمّد ( 133 ) ، ثمّ يقول : يا عبّاس ( 133 ) مرّة ، ثمّ يعود فيصلّي على النبي وآله ( 133 ) مرّة ، فإنّ الله تعالى يقضي له حاجته ، ويفرّج عنه مشكلته .
  • يا كاشف الكرب عن وجه أخيه الحسين  , اكشف كربي بحقّ أخيك الحسين   (133مرة)
  • وجاء في كتاب ( الكبريت الأحمر ) للعلاّمة النحرير الشيخ البيرجندي أنّه قال وهو يتحدّث عن نفسه ، ويقصّ بعض خواطره : أنّه كان قد توسّل بأبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) إلى الله تعالى في إنجاز بعض مهمّاته ، ووسّطه في حلّ شيء من مشكلاته ، ولكنه لم يرَ أثراً من الإجابة .
  • فرأى ذات ليلة رؤيا صادقة في منامه أنّه رأى شخصاً يقول له : كلّ مَنْ كانت له حاجة إلى الله تعالى فليقرأ هذه العبارة متوسّلاً بأبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) إلى الله ؛ فإنّ الله تعالى يقضي له حاجته بوجاهة أبي الفضل (عليه السّلام) عنده ، والعبارة هي كالتالي : عبد الله ، أبا الفضل ، دخيلك . قال الشيخ البيرجندي : فما توسّلت إلى الله تعالى بعد ذلك بأبي الفضل (عليه السّلام) وقرأت هذه العبارة إلاّ وقضى الله تعالى حاجتي ، وكشف عنّي همّي وغمّي ، وبلغني مناي وأملي .
  • حتى مولاي الحجة بن الحسن يوجه قاصديه لبوابة التوسل بأبي الفضل ينقل عن أحد المراجع العظام نقلاً عن بعض العلماء المقيمين في قم المقدّسة أنّه قال : عرضت لي مشكلة فتوسّلت بإمام العصر الحجة بن الحسن العسكري (عليه السّلام) إلى الله تعالى في حلّها ، وكنت أذهب في ذلك إلى مسجد جمكران المعروف في قم المقدّسة .

مضت على ذلك مدّة من الزمان ولم أرَ أثراً من الإجابة ، فانكسر قلبي ذات مرّة وأنا في الصلاة المستحبة التي تُصلّى في مسجد جمكران ، وأخذت أُخاطب سيّدي ومولاي الإمام الحجة (عليه السّلام) وأقول : سيّدي ومولاي ، لقد توسّلت بك إلى الله تعالى في حلّ مشكلتي وقضاء حاجتي فلم أرَ أثراً للإجابة ، فهل يسوغ لي أن أتوسّل بغيرك وأنت إمامي ، ومَنْ له حق الطاعة عليّ في عنقي ؟!

ثمّ قلت : فإنّي لا أسمح لنفسي أن أتوسّل إلى الله سبحانه وتعالى بأحد سواك حتّى لو كان وجيهاً عند الله مثل باب الحوائج أبي الفضل العبّاس  .

ثمّ قال : وهنا غلبني الحزن والبكاء وانكسار القلب والخاطر ، وبينما أنا كذلك إذ سمعت مَنْ يقول لي : لا بأس عليك بالتوسّل إلى الله تعالى بعمّنا أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، ونحن ندلّك على ما تقوله عند التوسّل إلى الله تعالى به ، فإذا كانت لك حاجة فتوسّل به إلى الله تعالى بهذه العبارة وقل : يا أبا الغوث أغثني .

باب الحوائج ما دعته مروعة                              في حاجة إلاّ ويقضي حاجها

لذلك يعتبر عتاب قاسي و حار حين يناشده السيد جعفر الحلي :

أو تشتكي العطش الفواطم عنده                             وبصدر صعدته الفرات المفعم

الكاتب أم أحمد مهدي

أم أحمد مهدي

مواضيع متعلقة