بشراكم !! اليوم جاهلية أخيرة !! الجزء الثالث

ومن الطبيعي أن رمز أي أمة يمثل قيمها ومبادئها وأخلاقها فإذا  حُجِمَ رمز

الأمة وظهر للعيان بعضاً من التصرفات والممارسات  الشاذة منه – المنسوبة إليه بغياً وعدواناً -! كان ذاك بوابة يلج منها كل من لا لب له يتخذها  ذريعة  ،  لا لإلغاء  العقل فقط وإنما بحجة أن كبير القوم فعلها فنحن العامة أحق وأولى  بالفعل  ! وإن بدا  في ظاهره مستقذر مستهجن مشين !    على قاعدة أن كبيرنا وعظيمنا وقدوتنا فعلها سابقاً ! فإذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت هي الرقص !! وبناءً على قوله تعالى : ”   لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُول اللَّه أُسْوَة حَسَنَة لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِر وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا “. كما قال الحكيم الخبير :” وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ” . كما قال : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ “. [-  تلك قيم وأخلاق بذل الرسول   عمره الشريف  ( ص ) يدعو لها  جديرة بالإتباع -]مع ملاحظة إن الكثير من الإمعات والأفاقين  يتطلعون إلى فعل ما لم يَحْجُم رسول الله عن فعله وأعني بها تلك الفحش من القول والفعل المفترى به على سيد مكارم الأخلاق !!! متناسين أقواله الحقة  معتمدين على عمائم الغدر الذين لا ينطقون عن الهوى !!!! ! قال اللطيف الخبير :”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ “. ثم ما الفرق بين  النبي المعصوم وغيره من عامة الناس إذا كان يأتي بالصغائر والملذات ومشكوك في أسلوب حديثه فهو سباب نمام متكالب على زينة الحياة الدنيا من أوسع الأبواب !! { ( حاشاك يا رسول الله عن ذاك وغيره من الفحش المنسوب إليك بغياً وعدواناً ) . فقد قال النبي صلّى الله عليه وآله: “كثرت عليّ الكذّابة “.} وقال الإمام الباقر ( ع ):” لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله ، ولا دين لمن دان بجحود شيء من آيات الله “.أيها الناس. هؤلاء المعتدون على مقام النبوة  بهذا الحجم  والكثافة  البغيضة انما هم المفسدون في الأرض  ولا ريب !! الراغبون بنشر الفساد والإفساد! جاء في الكتاب الحكيم : ” الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً  “.  كما قال تعالى  :” وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ”.  كما قال تعالى :” إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ “.

-وادعى أحد مشايخ المؤامرة الصهيوتكفيرية  الطاغوتية الجبتية ! أن رسول الله  ( ص ) حقاً لم يكن يشرب الخمر وإنما كان يهدي الخمر  فقط !!!!يقول اللطيف الخبير  :”  إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ “.  فأي قول سقيم فج خرج من فاه أفعى تريد النيل من شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء،  فقد قال الحق في من هو نور على نور  ( ص )  :”   أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَافِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ  ” .  ولاحظوا معي إخوتي وأخواتي في الله ما رواه الترمذي ،  عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لَهَا وَالْمُشْتَرَاةُ لَهُ “. { ( فهل كان رسول الله يلعن نفسه الطاهرة إذ أن عملية الإهداء تقتضي حمل الهدية إلى المهدى إليه ) [ حاشا رسول الله (ص)] وهل جَوَزَ الرسول لنفسه ما حرمه الله ونهى عنه ؟! وهل الرسول القدوة يشجع الآخرين من الملل الأخرى على شرب ما يعتقده حرام على طائفة المسلمين ؟!وهل في اعتقاد الرسول ( ص )  أن الخمر حرام على المسلمين دون عداهم من الناس ؟!  وهل في اعتقاد الرسول أن في ممارسات الآخرين مما نهى الله عنه منطقاً وحكمة ؟!  فلا موانع ولا مثالب في تشجيعهم على مواصلة فعلهم بإهدائهم الخمر مثلاً ؟!   فواعاره من فرية منحطة لم تصاغ بإحكام ؟!  وأي فرية ساقطة تلك التي يراد تسويقها إلى البلهاء من الناس وضعاف الإيمان من القلوب المريضة والمتهيئة نفسياً لتصديق ما لا يصدق من البدع والتهريج الفاسق المعيب المشين  لتشويه سمعة وكرامة الأسطورة التي لا تقهر  !!  المعجزة الإلهية محمد صلى الله عليه واله وسلم  !؟!؟ ما لكم كيف تحكمون ؟! ( استغفر الله وأتوب إليه ) }

وما ورد في صحيح مسلم :”   إِنَّ رَجُلًا أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاوِيَةَ خَمْرٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَهَا ؟ قَالَ : لَا . فَسَارَّ إِنْسَانًا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِمَ سَارَرْتَهُ ؟ فَقَالَ : أَمَرْتُهُ بِبَيْعِهَا . فَقَالَ : إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا “. كما روى مسلم ، عنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ قال : ” إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ ،  قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟!  قَالَ عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ . ”  وقال رب القرآن العظيم والشريعة الحقة :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ “. والآية الشريفة  والحديثان  خير رد على فرية  إهداء الخمر !! قال العدل :” قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا”.

 ونحن أمام هكذا وضع مأساوي ذاك الذي  ينسب إلى رسول الله إهدائه الخمر !!   فإننا سكارى وما نحن بسكارى  !! حيارى ما الصنيعة إزاء هذا الموقف؟؟!  ما هذا التضارب والتناقض  الغريب في أحاديث رسول الله ( ص )- هذا إذا سلمنا جدلاً بهذا المزيج من التناقض – ؟!  فتارة هو يهدي الخمر وتارة يحرم بيعها أو إهدائها كما في الحديث السابق !!  أتراه تضارب حقيقي  ؟! وهل في الحديث النبوي والأخلاق المحمدية تضارب ولبس ومتشابه حتى نقف حيارى بين مصدق ومكذب  ؟! وهل الله يأمرنا باتباع النبي القدوة  حتى نساق إلى دائرة تيه وغموض ،  ولبس يستحال  تحري الأمر الإلهي الواجب الإتباع فيها ؟!!  – مع العلم أن الدين الحنيف يسر لا عسر فيه !!؟ وواضح لا لبس ولا غموض ولا تناقض فيه –    فأين الحق فيتبع؟! وأين الحديث المعقود عليه الآمال في صدقيته فيلتزم به المسلمون كافة ؟!؟   وما جانب الحقيقة يضرب به عرض الحائط !!! ؟؟ وأين العالم العابدالصادق  الذي لا يخاف لومة لائم فيتبع ويفضح الدخلاء على الدين ؟!  قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) : من خير خلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى ؟ قال : العلماء إذا صلحوا .  قيل : فمن شر خلق الله بعد إبليس وفرعون ونمرود ، وبعض المتسمين  بأسمائكم والمتلقبين  بألقابكم ، والآخذين لأمكنتكم ، والمتأمرين في ممالككم ؟ قال : العلماء إذا فسدوا ، هم المظهرون للأباطيل ، الكاتمون للحقائق ، وفيهم قال الله عزوجل :” أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ  إِلا الَّذِينَ تَابُوا “..

    أنصدق أن أحدهم  – يزعم أنه من طائفة المسلمين -يتجرأ على نسبة الفحش والشين من الموبقات والكبائر  إلى  رسول الله الصادق الأمين  ( ص ) ؟!  وهو المنصب من رب العالمين بكونه قدوة لخلقه أجمعين  !! ثم بعد هذا يدعي ذاك المعمم  زيفاً أنه جندي من جنود السماء يسعى لصلاح الأمة ويبغي فلاحها وخيرها، ويتربع عرشاً من عروش الإفتاء في دين الله وتنقاد الأمة له تبجيلاً وتقديساً !!!  فإن أساء سهواً أو عمداً  جهاراً ونهاراً   إلى نبي الأمة ( ص )  -المفترض طاعته وتقديسه -فالواجب تلقائياً أن نبتهل الى الله طلباً  للعفو والمغفرة لهذا القديس   لحسن نواياه  الشيطانية وإن أتى بفرية تكاد تتفطر منها السموات والأرض  ؟! قال تعالى :”قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ،  وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ “.   أم نرجح  الرأي الآخر بأن الشيطان استولى عليه  وعلينا  -ونحن نحيا زمن عبادة الشيطان -فنستمع إلى الأباطيل تنسب إلى رسول الله  ( ص ) فنصدقها  ونصفق ونهلل لجند  الإله الجديد !! ونواصل المشوار ! ونصدق جنود الأراضيين السبع الجدد ونضرب بعرض الحائط قيم المنطق والحكمة المرآة الفاضحة  زيفهم وانحطاط كذبهم وبراءة الصادق الأمين  ( ص ) من هكذا فريات براءة الذئب من دم يعقوب !!   أو نستسلم  ونصاب بإحباط وقهر  ونقف مكتوفي الأيدي مسلوبي  العقل والإرادة صم بكم عمي لا حول لنا ولا قوة معتمدين سياسة أضعف الإيمان  !! الإنكار بالقلب  و لا نفعل شيئاً  !!!قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  :”  من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان “. ولندع القافلة تسير والكلاب تعوي  حتى يقض الله أمراً كان مفعولاً   !!     . أتنطبق علينا الآية الشريفة :”قال تعالى :”صُمٌّ بُكْمٌ عُمْي فَهُمْ لَا يَرْجِعُون “. وامحمداه  وامظلوماه !! .

  فهل حقاً  لم يبلغ السيل الزبى ؟! وهل بلغ الصمم والعمى في زمن الجاهلية الجهلاء الأخيرة  كل مبلغ فلا حول لنا ولا قوة ؟! وهل زمام أمورنا بيد أولئك أتباع  الجبت والطاغوت وابن آكلة الأكباد ؟! فأين نهضة المؤمنين ودفوعهم عن سيدهم  ومولاهم رسول الله ( ص )   ؟! هل هم أحياء فيجيشوا الجيوش للدفاع عن أبي الأمة رسول الله  ( ص )  ؟؟!!!ولكن  ماذا لو كانوا أمواتاً فهل من سبيل إلى إحيائهم ؟!  قال الحق :”أَمْوَاتٌ.غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ  “. فلا حول لهم وقوة إلا بالله العلي العظيم  ؟! وهل بلغ الصلف والوقاحة فينا مبلغه فنقف أمام  هكذا موقف  حيارى لا نلوي على شيء ؟! أم حب الدنيا طغى علينا فمن أجل زخارفها ومباهجها نقايض الأمن والأمان وأيام معدودات – هن رهن المولى عز وجل الذي بيده ملكوت السموات والأرض وحده لا شريك له – مقابل بيع الدين ورجالاته في صفقة العصر بيننا وبين مندوبي المعبود الجديد ؟! ولنردد مقولة بني إسرائيل :” فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا  إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ “.

  فهل في موقف المتفرج أو مواقف حيادية  سلبية  سبيل إلى إنقاذ الأمة من فتنة تكاد تطيح بالأخضر واليابس على حد سواء ؟!   بمعنى قطع دابر المتربصين بالأمة والدين  شراً ، والساعين بخطى حثيثة للقضاء على الدين ورموزه بحيث  لا نعطي مبرراً للفتنة أن تستفحل في جسم الأمة ؟! أم هي البلادة  والبلاهة والحمق المسيطرة على الأمة بحيث نسلق كالنعاج الخاضعة لتنويم مغناطيسي مرامها  تصديق أكاذيب واضحة في زيفها وافتراءاتها على سيد الخلق ( ص ) وضوح الشمس في رابعة النهار ؟!!

  عموماً  ليس لدي ما أطرحه على مشايخ الظلام  وسفهاء الأحلام سوى سؤال واحد في تلك المسألة  تحديداً ،بم فُضِلَ علينا هذا الرسول ( ص ) ؟ ؟! ولم اختير سيد مخلوقات ربه بما فيهم صفوة خلقه الأنبياء  ؟! ولم جُعل قدوة للعالمين إذن ؟! ولم لم يصرح القرآن الكريم بجعله إستثناء من  نواميس ربه يحق له مالا يحق لغيره ؟؟!  فقد عرف الإسلام سابقة للنبي استثني  بها من الخضوع لحكم الله في مسألة تعدد الزوجات ،  وسابقة أخرى في تحريم نساءه على الآخرين ، فلا يحق لأحدهم الزواج من زوجات النبي اللواتي دخل بهن ، وجَعْلِهِنَّ أمهات المؤمنين بأمر الله تبارك وتعالى!!!!! .   هل كان رسول الله يأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر ولا يلزم ذاته الطاهرة  بالحق وبأمر الحق ليكون مثالاً يحتذى به ؟ قال تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا  تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون “.

– كما  ورد على لسان ذات الشيخ ألا إنه من شيوخ الفتنة الصهيوتكفيرية في أحدى جلساته التنويرية !!!  إدعاءه أن رسول الله ( ص ) – وحاشاه أن يفعل -كان في حال الوضوء ووضع الماء في فمه الطاهر ثم مَجَّه ( لَفِظَهُ ) في وجه رجلٍ بجانبه للبركة وللدعابة !! مما أضحك هذا التصرف الجالسين المستمعين للشيخ المتسربل بكوفيته  !!  واستدرك ذاك المدعو شيخاً قائلاً ووجهه متهللاً بإبتسامة صفراء:  استغفر الله أتضحكون على فعل أتاه النبي محمد ( ص ) !  واستطرق موضحاً أن الفعل مقبول من كبير القوم لا لكون الفعل صحيحاً -وهذا مربط الفرس وغاية المنى – ! ومصداقية  ذاك الفعل مرجعها سطوة  الكبير الذي يحق له ما لا يحق للآخرين ،  ومستساغ منه مالا يستساغ من الصغار ،  ومباح له ما لا يباح لصغار القوم  !! أو لنقل قبوله من باب مُكْرَهٌ أخاك لا بطل !!  ولكن الفعل على القطع لا يرتكز على أسس أخلاقية  شرعية تجعله مباحاً للجميع – هذا حسب رغباتهم وسمومهم  الشيطانية الدفينة والتي يجاهدون لبثها بين السذج وطلاب التسافل في نواحي الدين !!   فهم يصورون للغير بطريقة مبطنة  أن الفعل مستقذر مستهجن  !! غير مقبول من صغيرهم وأن للقيام به من قبل صغار القوم عواقب غير محمودة النتائج  قد يترتب عليها عقاباً صارماً  يستحقه فاعله  لجرأته الفظة  ولفداحة  وانحطاط الفعل ! إنه فعل سمج ولكنه مرهون بفاعله  !!!! شاهت الوجوه !! شاهت الوجوه!! قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :” خيار أمتي العلماء إن صلحوا.. ثم سئل ومن شرار الأمة ؟ قال ( ص ):” العلماء إنْ فسدوا “.  حسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

    ولقد روي عن رسول الله (ص) أنه قال: ” هل تدري ما الغيبة؟ ” قالوا: الله ورسوله أعلم. قال ( ص ): ” ذكرك أخاك بما يكره “، قيل له: أرأيت ان كان في أخي ما أقول؟ قال: ” إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته  “.  ولنحلل معاً  ما قاله ذاك المدعو شيخاً والذي ذكرنا حديثه  سابقاً  :” أولاً أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان في حال الوضوء ومع ذلك لم يعر رسول الله  ( ص )  اهتماماً لحالة التعبد التي يحياها وهي الوضوء  ومقام العبادة ! وأتي بالمزاح وهو  في هكذاوضعية -المقبول من  الرسول باعتباره كبير القوم فقط ! وإلا فالفعل بحد ذاته سمج مشين  –  !!ولست أدري من المراد بالإساءة ؟!  الرسول المدعى عليه الإستخفاف بحالة عبادية وهي الوضوء وهو بين يدي الله قائماً  !مع العلم بشرائط الوضوء ومنها الترتيب والمولاة ونقضها بالمزاح أو بفعل ما هو  من الوضوء بشيء ! يبطل الوضوء تلقائياً  باعتبار المزاح فعل خارج عن سياق الوضوء ! فهل يجهل النبي  شرائط ومبطلات الوضوء  !؟  أم المراد غنيمة أكبر وهي الإساءة إلى رب محمد ( ص ) الله تعالى !!  بالإيحاء أن النبي مستخفاً بربه  فلا اعتبار له ولا وزن  له عند رسوله ( استغفر الله وأتوب إليه ) !! فلا حاجة إلى الخشوع والخضوع والتذلل ولا إلى حضور القلب ،  فهذا تكليف غير مبرر وغير منطقي !!  والدليل تصرف النبي محمد حال الوضوء !!   قال علام الغيوب :”وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ  ” .    “. كما   قال الحق :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ “.   حجة دامغة تلك المستندة إلى مزاحه البريء المتعمد   في وضع يفترض فيه الجدية وتغشاه الخشوع والمهابة لله رب العالمين !!!!؟وأما الجائزة الكبرى ضرب عصفورين بحجر واحد ! رب الخليقة ورسوله الأمين ونسف علياءهما إلى غير رجعة !!!!! فإن كانت الإساءة إلى شخص الرسول كامل النور فهي بهتان محض من داعية ينسب إلى نفسة العلم والدعوة إلى الله ويقدح في تصرفات النبي ولا يُنْتَصَرُ له ! وتسدد السهام إلى صدر رسول الله  ( ص ) في حضور بعض المحسوبين على الأمة الإسلامية ولا يشكل لهم إحراجاً فقد صدر من ممثل إرادة السماء  الشيخ الصهيوتكفيري ؟! قال علام الغيوب :” قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً ،  الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً”.  ولقد حذر سبحانه من اتخاذ البطانة من دون المؤمنين في قوله جل وعلا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ “.

الكاتب ام عزيز (سلوى الشيخ علي)

ام عزيز (سلوى الشيخ علي)

مواضيع متعلقة