بشراكم !! اليوم جاهلية أخيرة ……الجزء الثاني

– قال  رسول الله ( ص )  :” بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وقال عنه ربه العلي علام الغيوب  : ” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ” .  وهذه الشهادة الإلهية منحصرة في خُلق النبي محمد ( ص ) دون غيره من البشر بما فيهم الأنبياء  ، ولإن كان الإعتراف سيد الأدلة فالشهادة الإلهية للنبي محمد ( ص )  هي شهادة لا تموت ولا تتحض إلى يوم يبعثون وكل إدعاءات وفريات وأقاويل تخالف أو تناقض هذه الشهادة باطلة لا يعتد بها لا من قريب ولا بعيد ولزاماً قذفها ومدعيها في مزبلة التاريخ فقد ضعف الطالب والمطلوب . قال اللطيف الخبير :” قال الله تعالى : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ” .

ومع ذاك يَتَجَرأَ أحدهم  بالإدعاء على سيد الخلق والأخلاق وكامل النور الإنساني بأنه كان سباباً !  شتاماً !  وينسب إلى  عائشة أنها  قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدرى ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما، فلما خرجا قلت: يا رسول الله، ما أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان، قال: وما ذاك؟ قالت: قلت: لعنتهما وسببتهما، قال: أوما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجراً “.

 فهل تمعن أحدهم في معنى اللعن ؟! اللعن يا أخوتي وأخواتي لغوياً أولاً:  لعن المرء  :أي  سبه وأبعده من الخير ، أو  طرده .واللعن فقهياً : يعني الإبعاد والطرد من الرحمة الإلهية.  فكيف يستقيم الحال في الحديث السابق أن يكون لعن رسول الله لأحدهم يعني زكاة أبدان لهما وأجراً عظيماً ؟! وهل بعد الطرد من رحمة الله أجراً أو مغفرة ؟!  وهل لإبليس اللعين الملعون على لسان الله والملائكة  والأنبياء والمرسلين وخاتمهم محمد وآل محمد مغفرة وأجراً ؟! قال تعالى :”فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ، وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ   “. فكيف جمع الحديث النقيضين في كلمة واحدة فهل الطرد من رحمة الله هو الأجر والمغفرة ؟! ثم كيف تحول السباب والشتم إلى زكاة ومغفرة  ؟!فهل يعقل أن الفعل أو القول القبيح يتحول إلى حسن ونتائجه جنة ورضواناً ؟!!  ولقد روي عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – قوله : ”  إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذئ قليل الحياء , لا يبالي ما قال ولا ما قيل له “. ولقد ورد على لسان الباقر ( ع ) قوله :” أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً “.

– وأضف  الحديث  الصادر من قعر جهنم إلى جملة الفريات على رسول الله ( ص )!! {“عن معاذ بن جبل قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك، فكان يجمع الصلاة، فصلى الظهر والعصر جميعا، والمغرب والعشاء جميعا، حتى إذا كان يوماً أخر الصلاة، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا، ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا، ثم قال: إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي، فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان، والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، قال: فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل مسستما من مائها شيئاً؟ قالا: نعم، فسبهما النبي صلى الله عليه وسلم، وقال لهما ما شاء الله أن يقول…”( مسلم : الفضائل ؛ في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم)”. }  أقسمت عليكم برب السموات والأرض ،  هل هذا خلق القدوة الحسنة والميزان الضابط لأخلاقنا وقيمنا ؟! هل في ذاك  الحديث ما يطرب القلب ويحاكي العقل ويبشر بمكارم الأخلاق  فيصدق ؟! ألا يخالف ذاك الحديث الفرية قول الله تعالى :” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ “!حسبي الله ونعم الوكيل  !!! أليس في الآية الكريمة السابقة ما يقرر أن الليونة والسماحة واللسان العذب من متطلبات  القيادة الواعية المعصومة والتي يمثلها سيد الانبياء والمرسلين محمد ( ص ) كما أن فيها من الألفاظ حجة دامغة على فرط عقد الناس حول النبي محمد لو كان فظاً خشناً في أسلوب حديثه ومعاملاته مع الناس . يقول الحكم العدل :” وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ “.

[1]{ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال (لما توفي عبد الله بن أبي بن سلول جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه أن يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأله أن يصلي عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما خيرني الله فقال (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة )وسأزيد على سبعين قال إنه منافق فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ) وحدثناه محمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد قالا حدثنا يحيى وهو القطان عن عبيد الله بهذا الإسناد في معنى حديث أبي أسامة وزاد قال فترك الصلاة عليهم .}…

هذا الحديث لا يستحق عناء الرد عليه غير أني أتساءل   وإياكم فإما القرآن قول الله حق لا يأتيه الباطل وأن ما بين دفتيه صدق وعدل إلى يوم يبعثون ، وأن هذا النور الفرقان العظيم نزل على الحبيب المصطفى المطاع ثم أمين ( ص) وأن علينا التصديق بالوحي والموحي إليه دون تفريق وفصل بينهما .. قال تعالى : وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ “. كما قال سبحانه :” ‏قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ “. ولم يسبق لمؤمن أن وضع يده على آية في نور الله جلَّ شأنه  البين أن وجه الناس لطاعة عمر بن الخطاب ولكن على القطع وبشكل صريح لا لبس فيه أمرنا بطاعة نبيه وجعل طاعته من طاعة الله إذ قال سبحانه:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تأويلا. ” . كما قال سبحانه :”رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ “.  وإما الحديث السابق حق وعلينا تصحيح بوصلتنا واتباع مبعوث السماء  الذي يعمل ويناضل في السر والعلن لتصحيح اعوجاج النبي الظاهر الأمي !! فلولا عمر لهلك محمد !! ( استغفر الله وأتوب إليه ) .

  وما برحت الإرادة الإلهية تؤكد وتوثق إلزامية  طاعة الرسول في كافة الظروف المستقرة منهاوالمتزعزعة منها  والصعبة أيضاً بما فيها الظروف  الإستثنائية لمن يخاف وعيد  ، ولم تتطرق المشيئة الإلهية في فرض طاعة أحد من المسلمين على رسول الله  ( ص ) وذلك لامتناع الموضوع شرعاً وعقلاً ،  فكيف يخضع  النبي المعصوم والذي ذكره ربه بقوله : “وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى”  لتوجيهات وأوامر شخص هو ذاته خطاء  يحتاج إلى التوجيه وإنارة البصر والبصيرة .؟! ولتقريب المعنى  هل يتصور أن تلميذاً في المرحلة الإبتدائية يصحح لمدرسه ؟! أو أن يتقدم رجل جاهل من عامة الناس الى عالم فنى عمره في البحث والدراسة والتفكر والتأمل والتحري -في بحور العلوم الدينية مثلاً- ليصحح له معلوماته ؟! قال تعالى :” قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ”  أو هل يقبل أو يعقل أن  يقود الأعمى البصير ؟!   قال تعالى : وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ، وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ ، وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ ، وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ وَلا الأمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ  ، إِنْ أَنْتَ إِلا نَذِيرٌ “. أَتُفْرَضُ طاعة الإنسان المسلم الخطاء على طاعة مبعوث السماء المعصوم من الزلل الممثل إرادة ربه؟!  ولنتحاور بطريقة جريئة أكبر  فنسأل  هل تعلو إرادة العبد – أياً  كان هذا العبد – على طاعة رسول الإرادة الإلهية أي تعلو إرادة العبد على إرادة الله؟! إنها  فرضية مرفوضة عقلاً وشرعاً ومنطقاً ؟! قال تعالى :” قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ “. كما قال :”ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ “. وهل يعقل أن يُتَبَع رسول يدعي أنه يمثل إرادة السماء وإذا به يأخذ أوامره ويصحح له  ويوجه من عامة المؤمنين ؟!وأنه إما جاهل بما يرضي ربه  وإما متحدٍ لإراة ربه بالصلاة على سيد المنافقين  عبد الله بن أبي بن سلول ؟! أهذا هراء أم عبث ؟! أم هي جريمة مع سبق الإصرار والترصد لإطفاء نور  الله بأفواههم ؟! . . يقول المتفرد بالألوهية جَلَّت قدرته : ” يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ “.

  سؤال يقض مضجعي ومضجع كل مؤمن ومؤمنة  : من  أين لهؤلاء إرهاصات وفريات كتلك  ؟! وأين ضمائرهم وهم يسوقون تلك الترهات ويسعون  إلى نشرها؟! قال الحق :”  وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} كما لابد لنا تذكر قوله: {‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ “.

    أولئك  أصحاب الأباطيل  هم الفاسدون المفسدون لا ريب ولا شك !!  قال الحق :” وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ “. وقال سبحانه :” مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا “. وقال السميع البصير :” وَاللَّهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ “.

    ولقد كثر على رسول الله (  ص ) الكذبة  قديماً وحديثاً ! كذبة من كافة الطوائف والملل والأديان وكأن تلك العصابة الآثمة لا هم لها إلا القضاء على الإسلام  ورب الإسلام !! فقد صور النبي عاص لله  وشرائع السماء !  فالله ينهى عن الخمر ورسول الله حسب زعمهم يهدي الخمر  ! الله جلت قدرته يأمر بغض النظر ورسول الله يمعن ويمتع النظر في النساء فإذا اشتهى أحدهن ذهب ليفرغ شهوته مع إحدى نسائه !! قال تعالى :”يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ “.

  ورسول الله الذي اصطفاه الله لحمل أمانة بحجم السموات والأراضين القائم  بالدعوة إلى الله نهاراً والمتعبد ليلاً حتى تورمت قدماه من طول وقفته بين يدي الله ساجداً راكعاً  فخاطبه الله تعالى قائلاً :” طه ، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى  “. يتجرأ ويردد من لا يعقل حديثاً مفتراً عليه -روحي لأعتاب موطئ قدميه الفدى –  !  قال تعالى :” وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ “.

     واستباحة شخص الرسول صلى الله عليه بلغت حداً من الطغيان والعداوة مبالغاً فيها لا يجوز السكوت عليها،  فهؤلاء الحقدة يضمرون أحقاداً بدرية وخيبرية ولا يتناهون عن منكر وعن إرتكاب جرائم  هدامة في حق الرسول الكريم  ( ص )  تفوق في همجيتها الجرائم الجنائية كبيرها وصغيرها أمثال جرائم القتل وجرائم الشرف وخلافها من الجرائم الجنائية ، جرائمهم تستهف الوجود كله ورب الوجود !! قال الحق :”مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ “.

، قال تعالى :  إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ “.

        أما عن  الفريات والأباطيل في المواقف والأفعال المنسوبة إلى رسول الله ( ص ) فالأحاديث الواردة فيها كثيرة ولكن قلبي وقلمي لم يطاوعاني على  نقل أكثر مما سقت إليكم سادتي سيداتي من أحاديث مفبركة بأقلام شيطانية  للكم الهائل من الإفتراءات المخزية المبالغ في سردها بحيث تولد لدي قناعة أنه لو كان المنسوب إليه تلك الإفتراءات المخزية ،عدواً لنا  لرحمناه وجملنا صورته قليلاً !!فقد ورد في الحديث: ” أن الله تعالى إذا ستر على عبد عورته في الدنيا فهو أكرم من أن يكشفها في الآخرة، وإن كشفها في الدنيا فهو أكرم من أن يكشفها أخرى”. وقال أمير المؤمنين (ع): ” قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا الخير تكونوا من أهله، ولا تكونوا عجلاً مذاييع. فان خياركم الذين إذا نُظِرَ إليهم ذُكِرَ الله، وشراركم المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، المبتغون للبراء المعايب “.

 فإن تبين أن دفوعي بدون الكم الهائل من الكذب الفاضح والخزعبلات الماجنة ضعيفة وغير وافية ومحتاجة إلى الكثير من الدعم بتوفير براهين أخرى من الأحاديث المغلوطة الفاسقة  -لابناء آكلة الأكباد وتوابعهم من المأجورين والصهيوتكفيرية الطواغيتية والجبتية – على سيدنا ومولانا رسول الله  ( ص )   فلتكن كذلك،  وذاك لمغالبتي النفس في عرض هذا الكم من الفريات ولقد حاولت جهدي اختيار أهون الشرين    !! وأكرر على مسامعكم فلتكن دفوعي ناقصة  ولا أساهم في إلإساءة لنبي الرحمة والأخلاق محمد ( ص ) في إضافة جراحات إلى آل المصطفى  ( ص ) من أكاذيب يتفطر الفؤاد من قراءتها وتتقيح العيون من سماجتها ، ولا تستسيغ أذان واعية سماعها ، غير أني طمعت في المساهمة بشيء بسيط متواضع في فضح زيفهم وكذبهم ومساعدة الإخوة والأخوات المؤمنين كشف الغطاء عن مؤامرة دبرت بليل على الإسلام وربه وممثلي الإرادة الإلهية !. .. وحباً في مساهمة متواضعة نزولاً عند أوامر العلي الأعلى لنصرة محمد ( ص ) ! ومن أراد التحقق من صحة ما أدعيه فبطون كتبهم تشهد على إفتراءاتهم وأباطيلهم ! وفتواهم تملأ الصحف ولا يكاد يمر يوم إلا وفتوى جديدة تنتهك حرمة الدين بل تصوب رصاصة الرحمة عليه في عصر الجاهلية الأخيرة !!  وبطون كتبهم المعتمدة والمشهور لها بصحتها تتضمن بين طياتها الكثير من تلكمو الأحاديث المفبركة !!وبضغطة زر على الإنترنت واحدة تفتح لكم مغارة علي بابا والأربعين مفترياً ! فهل رُوِعيَّ شرع الله عندما نُسِبَ إلى المصطفي ( ص )  تلك الأباطيل ؟! فأين تلك الأحكام وأين التطبيق لحدود الله المستهدفة باستباحة كرامة رسول الله  ( ص ) ؟! فوامحمداه !! وامظلوماه !! فمن ينتصر لسيد خلق ربه ( ص ) “إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ “.

الكاتب ام عزيز (سلوى الشيخ علي)

ام عزيز (سلوى الشيخ علي)

مواضيع متعلقة