دور الإمام العسكري في إعانة شيعته

img

حسين آل إسماعيل

روي عن الإمام الحسن العسكري× أنه قال: «ما مني أحد من آبائي بمثل ما منيت به من شك هذه العصابة في».

أشد المصائب التي مرت على الإمام العسكري× تعريض شيعته للتعذيب والتنكيل فكيف تمكن الإمام العسكري× من مساعدتهم؟

الجواب: تمكن الإمام العسكري× من مساعدتهم بطرق ثلاثة هي:

1ـ تثبيت قلوبهم وتهدئة نفوسهم

2ـ تقديمه للمعونات المالية لأسرهم

3ـ تحذيره لشيعته من الوقوع في الفتنة

1ـ أما تثبيت قلوبهم وتهدئة نفوسهم: فإن من الشواهد التاريخية الدالة على ذلك ما رواه عبد الله بن جعفر الحميري كنت يوماً جالساً مع الإمام العسكري× إذ وردت عليه رقعة من أحد السجناء الشيعة يشكو له فيها سوء الحال وتحامل السلطان عليه وشدة التعذيب عليه فأخذ الإمام العسكري× القلم وأخذ ورقة وكتب فيها: «إن الله يمتحن عباده فيثيبهم على ذلك ثواب الصابرين، فعليك بالصبر، وإن كنت تريد الخلاص من سجنك الذي أنت فيه، فاكتب رقعة إلى الله وأنفذها أي أرسلها إلى مشهد الإمام الحسين بن علي× واكتب فيها: اللهم إني قصدت بابك، ونزلت بفنائك واعتصمت بحبلك، واستغثت بك، واستجرت بك، يا غياث المستغيثين أغثني يا جار المستجيرين أجرني، يا إله العالمين خذ بيدي، إنه قد علا الجبابرة في أرضك وظهروا في بلادك، واتخذوا أهل دينك خولا ومنعوا ذوي الحقوق حقوقهم، واستأثروا بفيء المسلمين، ومنعوا أهل الحقوق حقوقهم التي جعلتها لهم وصرفوها في الملاهي والمعازف، واستصغروا آلاءك وكذبوا أولياءك… الخ».

ونستنتج من هذه الرواية الشريفة أن المعمول به عند أبناء الشيعة من كتابة رقعها وجعلها في الضريح الشريف للمعصوم عمل ووسيلة حث عليها الأئمة.

2ـ أما تقديم المعونات المالية: فإن هؤلاء السجناء تركوا أسر وعوائل محتاجين وقد نقل الشيخ المجلسي في الجزء 50 من كتاب بحار الأنوار ما يدل على إعانة الإمام العسكري× لهؤلاء الأسر قال: أمر الإمام العسكري× وكلاءه بتخفيف العوز ورفع الحاجة عن هؤلاء الذين تعدت عليهم السلطة وممن شملهم بره وعمهم إحسانه وأحاط بهم عطاؤه أبو هاشم الجعفري وعلي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر.

3ـ تحذير الإمام العسكري× لشيعته من الوقوع في الفتنة بطرق:

أ ـ أوصى شيعته بعدم إذاعة الأسرار: روى أبو الحسن الأربلي في كتابه كشف الغمة في معرفة الأئمة قال: قال الإمام العسكري× لرجل من بني أسباط: «إياك والإذاعة وطلب الرئاسة فإنهما يدعوان إلى الهلكة واقرأ من تثق به من موالينا السلام ومرهم بتقوى الله العظيم وأداء الأمانة وأعلمهم أن المذيع علينا حرب لنا».

أما كيفية إذاعة الأسرار فإن الأخبار المروية على قسمين هما:

القسم الأول: أجاز لنا الأئمة^ إظهاره كمحاسن كلامهم فإنه ورد في الرواية: «أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا».

سئل الإمام الرضا×: كيف نحيي أمركم؟ قال: «بأن يتعلم الرجل علومنا ويعلمها للناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا».

القسم الثاني: نهانا الأئمة^ عن كشفه ونذكر مثالين هما:

أولاً: بعض الأدعية فقد جاء في الأخبار كان الإمام الصادق× في الحج فلما كان يوم عرفة قبل أن يشرع في الدعاء قال لأصحابه: «ضعوا الأحمال، وسدوا الخلل» فقيل له لم؟ فقال×: «لئلا يأتي هؤلاء فيسمعون الدعاء».

لأن هذه الأدعية تشتمل على مضامين عالية فقد يسمعها المخالفون فينسبوننا للغلو.

ثانياً: بعض الأحكام الفقهية الخاصة فقد دخل رجل على الإمام الصادق× وقال: جارية عندنا نزل منها دم من الفرج وتحيرت بين أن يكون دم البكارة أو دم الحيض؟ فعلمه الإمام طريقة للتمييز بين الدمين ثم قال له: «واستره عن هؤلاء يعني المخالفين وارضوا لهم ما رضي الله من الضلال».

ب ـ أخذ الحيطة: استدعى الإمام العسكري× داود بن الأسود وقال له: «خذ هذه الخشبة وسر بها إلى وكيلي عثمان بن سعيد العمري» ولا يعلم عثمان ما في الخشبة، فزاحمه أحد السقائين على دابة ضاقت به الطريق فقال السقاء: وسع لنا الطريق، فحصل بينهما تنازع، فلجأ داود إلى الخشبة ووجهها تجاه الدابة رفعها بقوة تناثرت وإذا فيها رسائل وصحف، فسمع الإمام العسكري× ما دار بين داود والسقاء فقال له: «يا داود إذا سمعت شاتماً لنا فامص في طريقك التي أمرت بها وإياك أن تجيب شاتماً لنا ولا تعرفه نفسك واعلم أن أحوالك وأخبارك ترد إلينا».

ج ـ حذرهم من التصريح بإمامته: بل نهاهم من السلام عليه بل حتى بالإشارة فقال لأصحابه: «ولا يشر إلي أحد منكم بيده ولا يومئ برأسه».

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة