شعراء القطيف (المرهون)

img

{94} الأديب سعيد البريكي

المولود عام (1361) ه

هو الأديب سعيد نجل الفاضل الشيخ الميرزا حسين الحاج حسن البريكي، المولود سنة (1361) من أبوين كريمين قاما بتربيته أحسن قيام، فشبّ وترعرع محبّاً للعلم وذويه. تلقى مبادئ علومه على يد أبيه، ثم التحق بالمدارس المدنية حتّى فاز بشهادتها العالية، ثم حمله طموحه إلى أكثر من ذلك، فهاجر إلى الخارج ليتخصّص فيما يلائمه (وفّقه اللّه لما فيه الصالح العام). وقبل هجرته كان ينظم الشعر في المناسبات، ومنه قوله:

في رثاء الحسين عليه السلام

جدّدت للوجدان عهدا *** وبعثت للإسلام مجدا   

سطّرت في التاريخ أر *** وع صفحة للحق تبدى   

وهتفت فانتفضت لك الــ *** ـدنيا بها سهلاً ونجدا   

وصرخت في الأجيال تبـ *** ـعث في الورى هدياً ورشدا

وحملت مشعل نهضة *** وقدحت للأحرار زندا    

وأردت إيقاظ الضما *** ئر منهُمُ فأروك صدّا 

فوجدت أن إقامة الـ *** ـمعوجّ بالبتار أجدى  

وأثرتها حمراء دا *** مية تفيض لظى ورعدا    

ورأيت موتك في سبيـ *** ـل الحقّ والعلياء سعدا  

فحثثت نحو مراتب الـ *** ـعلياء سابحك العلندا   

ظمآن للمجد المؤثّـ *** ـل تبتغي في الموت خلدا

ومضيت في طرق الكفا *** ح مصاحباً كرماً وزهدا 

وسررت حين رأيت نفـ *** ـسك في سبيل الحق تردى  

عاهدت نفسك أن تمو *** ت مجاهداً فصدقت وعدا   

علمتنا أن المبا *** دئ بالنفوس الطهر تفدى  

حسبت اُميّة أن تذ *** لّ لدى الصراع وأن تردّا

زحفوا إليك ليخضعو *** ك فكنت في الهيجاء جلدا

وصمدت كالطود الأشـ *** ـمّ وكان أمر الحرب جدّا

ومضيت تهزأ بالرما *** ح ولم تهب زرداً وقدّا 

جذلان تبسم للسيو *** ف كاْنما أدركت قصدا  

مستلئماً بيض الظبا *** خلعتْ عليك النبل بُردا  

قد كنت فرداً في الكفا *** ح فكان يومك فيه فردا   

غضب الفرات ودمدمت *** جنباته حنقاً وحقدا    

أيسيل دافقه وقد *** أذنوا لوحش البر وردا   

ورضيعك المذبوح أفـ *** ـعم قلبك المشبوب وجدا 

لكن ما صدع القلو *** ب وأورث الأجفان سهدا   

يوم بقيت على الصعيـ *** ـد تخذْت وجه الأرض مهدا

شلواً تزملك الدما *** ء بها وما بُوّئت لحدا 

وبنات أحمد في الوثا *** ق إلى لئيم الأصل تهدى

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة