حدث في مثل هذا اليوم (30 ربيع الثاني)

حدث في مثل هذا اليوم (30 ربيع الثاني)

في كتاب (نور اليقين في سيرة سيّد المرسلين) للشيخ محمد الخضري المصري قال: وفي سنة عشر في ربيع الآخر من سنة 10 هجرية أرسل النبي (صلى الله عليه وآله) خالد بن الوليد في جمع من المسلمين لبني عبد المدان بنجران من أرض اليمن، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام ثلاث مرات، فإن أبوا قاتَلَهم. فلما قدم إليهم بعث الركبان في كل وجه يدعوهم إلى الإسلام فأسلموا، فأقام خالد بينهم يعلمهم الإسلام والقرآن، وكتب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك، فأرسل إليه أن يوفدهم إليه، فلما اجتمعوا برسول الله (صلى الله عليه وآله) سألهم: «بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية؟». فقالوا: لأننا كنا نجتمع ولا نتفرق، ولا نبدأ أحداً بظلم. فقال: «صدقتم». وأمر عليهم قيس ابن الحصين (رحمه الله).

***

وفي أواخر ربيع الثاني على رأس ثلاثة عشر شهراً من هجرته (صلى الله عليه وآله) ـ يعني في أوائل السنة الثانية ـ خرج (صلى الله عليه وآله) إلى غزوة سفوان. وسببها أن كرز بن جابر الفهري القريشي أغار على سرح المدينة فاستاقه، فطلبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى بلغ وادياً يقال له سفوان من ناحية بدر؛ ولذلك تسمى هذه الغزوة غزوة بدر الاُولى، وفاته كرز، فلم يدركه، فرجع النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة ولواؤه بيد علي (عليه السلام).

وقد أسلم كرز هذا بعد ذلك وحسن إسلامه، ثم استشهد في يوم الفتح هو وصاحبه جيش بن خالد الكعبي، كانا في جيش خالد بن الوليد فشذّا عنه وسلكا طريقاً غير طريقه، فلقيهما المشركون من قريش وبني بكر، فقتلوهما، (رحمهما الله).

***

وفي هذا اليوم من سنة 21 هجرية أو سنة 22 هجرية توفي ببلاد حمص من أرض الشام خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي. كان من أشراف قريش في الجاهلية، وشهد مع المشركين حروب الإسلام إلى عمرة الحديبية، ثم قبل فتح مكة أسلم هو وعمرو بن العاص سنة 7 من الهجرة، فولاه النبي (صلى الله عليه وآله) قيادة بعض السرايا. ولما ولي الخليفة أبوبكر وجّهه لقتال مسيلمة ومن ارتد من أعراب نجد، ثم سيره إلى العراق سنة 12 ففتح الحيرة وجانباً عظيماً من العراق، ثم حوله إلى الشام وجعله أمير من فيها من الأمراء.

ولما ولي الخليفة عمر بن الخطاب عزله عن قيادة الجيوش بالشام، وولي أبا عبيدة بن الجراح، فلم يثنِ ذلك من عزمه، واستمر يقاتل بين يدي أبي عبيدة إلى أن تم لهما الفتح سنة 14 هجرية، فرحل إلى المدينة، ثم هاجر إلى حمص وبقي بها نحو أربع سنين، ثم مات ولم يجاوز الخامسة والخمسين. ومن أبنائه المهاجر بن خالد بن الوليد، قيل: إنه استشهد بصفين بين يدي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

***

وفي هذا اليوم وكان يوم جمعة سنة 463 توفي بمدينة شاطبة من شرق الأندلس أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي الأندلسي إمام عصره في الحديث والأثر وما يتعلق بهما، وهو صاحب كتاب (الاستيعاب في معرفة الأصحاب) وكتاب (بهجة المَجالس واُنس المُجالس) في ثلاثة مجلدات، وغيرهما من الكتب النافعة.

وكان مولده يوم الجمعة 25 /4/ 368، وتوفي يوم الجمعة 30 /4/ 463 هجرية؛ فعمره 95 سنة. رحمه الله برحمته. قال ابن خلكان: وكان له ولد اسمه عبد الله بن يوسف من أهل الأدب البارع والبلاغة، وله رسائل وشعر. ومن شعره قوله:

لا تكثرن تأملاً *** واحبس عليك عنان طرفكْ
فلربما أرسلته *** فرماك في ميدان حتفكْ([1])

رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم 30/ 4 من سنة 988 هجرية توفي بالمدينة المنورة السيد أحمد النقيب بن سعد بن علي بن شدقم الحمزي الحسيني المدني. في كتاب (أعيان الشيعة) أن جماعة من بني سليمان إحدى قبائل عنزة قطعوا الطريق، وأخافوا الناس، وذلك في سنة 987 هجرية، فجرد النقيب أحمد هذا عزمه وخرج إليهم بجماعة من بني إبراهيم الغمراش أشراف ينبع، وأمده الشريف حسن بن أبي نَمي أمير المدينة المتوفى سنة 992 هجرية بمئة رامي بندق، فسار بهم إلى وادي محسوس بأعلى وادي ينبع، فأحاط بهم يوم التروية ضحوة، واستأصل شأفتهم، وقتل الأبطال وأسر الرجال، وغنم الأموال، ولم ينجُ منهم إلّامن هرب. ثم عاد إلى وطنه، فأتاه الشعراء بالقصائد، ومنهم محمد بن الحسين الحسيني الموسوي، فقال فيه قصيدة كان منها:

لا يدرك المجد إلا من له همم *** تخالها فوق متن السبعة الشهبِ
وعزمة شمخت للعز طالبة *** كاحمد نجل سعد منتهى الطلبِ
هو النقيب الذي شاعت مناقبه *** ودونتها رواة العلم في الكتبِ
والفاطمي الذي عمت مكارمه *** سكان طيبة من عجم ومن عرب
من سادة قادة أغصان دوحتهم *** موصولة برسول الله خير نبي
مغنى الرسالة مرباهم ومعهدهم*** معاهد الوحي عزاً غير مكتسب

إلى آخر القصيدة المذكورة بصفحة 596 مج2 في كتاب أعيان الشيعة، رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي أواخر هذا الشهر وهو شهر ربيع الثاني من سنة 1353 هجرية توفي بخانقين العلامة الجليل الشيخ موسى ابن الشيخ عبد الله ابن الشيخ حسين ابن الشيخ علي أبو خمسين الأحسائي المولود في الهفوف عاصمة الأحساء في حدود سنة 1295 هجرية. قرأ جملة من المقدمات العلمية من نحو وصرف وبلاغة ومنطق وأصول وفقه في بلده الأحساء، ثم هاجر إلى النجف الأشرف، وبقي بها نحو خمس عشرة سنة، حتى أصبح عالماً فقيهاً مجتهداً. وقد أجازه بالاجتهاد عدة علماء منهم السيد أبو تراب الخونساري النجفي، وتاريخ إجازته له بالاجتهاد 18 /6/ 1322 هجرية، ثم قفل راجعاً إلى بلده، فكانت له فيها مكانه سامية ورتبة عالية.

وفي سنة 1353 هجرية سافر إلى إيران لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام)، وفي طريق عودته منها قاصداً العراق وافته المنية في المنزل المسمى خانقين مركز الحدود العراقية الإيرانية، ونقل جثمانه إلى مدينة النجف الأشرف، ودفن في إحدى غرف الصحن العلوي الشريف. وقد رثاه وأرخ عام وفاته العلامة الشيخ عبد الكريم الممتن المتوفى بتاريخ 12 /7/ 1375 هجرية بقصيدة قال فيها:

ذب يا حشى الدين من الوجد *** وطأطئي يا هامة المجد
وابكِ شجًا يا قائلاً أرخوا *** (موسى نحا الجنة للخلدِ)

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

______________

([1]) وفيات الأعيان 7: 72.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top