حدث في مثل هذا اليوم (15 محرم الحرام)

حدث في مثل هذا اليوم (15 محرم الحرام)

ذكر الأمين في (الأعيان)، عن كتاب (الطبقات)([1]) لابن سعد أنَّ في هذا اليوم من السنة 2 هجرية خرج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى غزوة قرقرة الكدر، وقد يقال: قرارة الكدر، وهي أرض لبني سليم، كثيرة الطيور المتلوّنة. وكان النبي (صلى الله عليه وآله) قد بلغه أن بهذا الموضع جمعاً من بني سليم وغطفان قد أرادوا السوء للمسلمين، فقصدهم النبي (صلى الله عليه وآله) في مئتي رجل من أصحابه، وكان لواؤه بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فلم يجد أحداً سوى الرعاة، وفيهم غلام اسمه يسار، فسأله عن الناس فقال: لا علم لي بهم. فانحدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالنعم، وكانت خمسمئة بعير، فأخرج خمسها، وقسم الباقي على أصحابه الذين خرجوا معه، فأصاب كلَّ واحد بعيران. وكانت مدة غيابه عن المدينة خمس عشرة ليلة([2]).

ويحتمل أن تكون هذه الغزوة في الخامس عشر من صفر سنة 2 هـ؛ لأنهم قالوا عنها: إنها على رأس ثلاثة وعشرين شهراً من الهجرة المباركة، والهجرة بتاريخ 12 /3.

***

وفي هذا اليوم 15 /1 من سنة 7 من الهجرة فُتحت حصون خيبر. وفي السيرة التي ألفها ابن إسحاق المتوفى ببغداد سنة 151هـ، وهذبها ابن هشام المتوفى سنة 218 هـ أن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج إلى خيبر في المحرم، وفتحها في صفر سنة 7 هـ([3]).

وعلى أية حال فإن ليلة ذلك اليوم هي الليلة التي قال فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كراراً غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه». فلما صار الصباح طلب علياً (عليه السلام) فجيء به إليه يقاد؛ لرمد في عينيه، فشفاهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) بريقه، ودفع إليه رايته، فتوجّه إلى حصون خيبر، فجدّل أبطالها، وفتح حصونها([4]). وفي ذلك يقول الأزري، المتوفى 1/5 /1211 هجرية:

وأتوا بالوصي أرمد عين *** فسقاها من ريقه فشفاها
ومضى يطلب الصفوف فولَّت *** عنه علماً بأنه أمضاها
وبرى مرحباً بكفّ اقتدار *** أقوياء الأقدار من ضعفاها
ودحا بابها بقوة بأس *** لو حمتها الأفلاك منه دحاها([5])

وإذا كان في هذا اليوم فتح خيبر، ففيه التقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بابن عمه جعفر الطيار قادماً من الحبشة بعد أن غاب فيها نحو 15 سنة. وقد فرح النبي (صلى الله عليه وآله) بلقائه فرحة تساوي فرحته بفتح خيبر، حتى روي عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «ما أدري بأيهما أنا أسرّ، أبفتح خيبر، أم بقدوم جعفر؟»([6]). ثم قال له: «ألا اُعطيك؟ ألا أحبوك؟ ألا أمنحك؟». قال: بلى يا رسول الله. قالوا: فظنّ الناس أنه يعطيه ذهباً أو فضة، وإذا به يقول له: «أعلمك صلاة إن أنت صليتها كلّ يوم أو كلّ جمعة أو كلّ شهر أو كلّ سنة غفر لك ما بين الصلاتين ولو كانت ذنوبك مثل زبد البحر، ولو كانت مثل رمل عالج، ولو كنت قد فررت من الزحف»، وعلَّمه صلاة جعفر المشهورة([7])، وتسمى هذه الصلاة صلاة التسابيح.

وقيل: إن فتح خيبر وقدوم جعفر كان في اليوم 14 أو 24 من شهر رجب سنة 7 هـ. ولعلنا نشير إلى ذلك إن شاء الله عند وصولنا إلى شهر رجب.

***

وفيه من سنة 213 هجرية توفي بالكوفة أبو الهيثم خالد بن مخلد الكوفي القطوني، أحد شيوخ الإمام البخاري المولود سنة 194، والمتوفى سنة 256 هجرية. رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 249 هجرية ولد ابن عقدة، أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الكوفي، الزيدي، الحافظ الثقة، الذي أجمع أهل الكوفة على أنه لم يَرَ الناس مثله بالكوفة من زمن ابن مسعود، الصحابي الهذلي ـ المتوفى بالمدينة سنة 32 هجرية ـ إلى زمنه مَنْ هو أحفظ منه، حتى قيل: إنه يحفظ مئة وعشرين ألف حديث، وقيل: أكثر من ذلك. وله عدة كتب نافعة، منها: تفسير القرآن، وكتاب (من روى حديث الغدير)، وكتاب (صلح الحسن)، وكتاب (الرجال الذين رووا عن الإمام الصادق (عليه السلام))، وهم أربعة آلاف رجل، خرَّج فيه لكل واحد منهم الحديث الذي رواه. توفي (رحمه الله) بالكوفة سنة 323 هجرية، وعمره (74) سنة. ومن شعره (رحمه الله) قوله:

وقائل كيف تهاجرتما *** فقلتُ قولاً فيه إنصافُ
لم يكُ من شكلي ففارقته *** والناس أشكال وأصنافُ([8])

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم، وكان يوم الأحد 15 /1/ 539 هجرية، توفي ببغداد أبومنصور موهوب بن أحمد الجواليقي، الإمامي البغدادي الأديب. كان إماماً في فنون الأدب، حتى عدّ من مفاخر بغداد، وقال عنه ابن خلكان: إنه متدين ثقة، غزير الفضل، وافر العقل، مليح الخط، كثير الضبط، صنف التصانيف المفيدة، مثل: (شرح أدب الكاتب)، وكتاب (المعرب)، الذي لم يكتب في جنسه أكثر فائدة منه، وكتاب (تتمة درة الغواص)، تأليف الحريري صاحب المقامات، المتوفى بتاريخ 6 /7/ 516 هجرية.

وكان ولده أبو محمد إسماعيل إمام أهل الأدب بعد أبيه بالعراق، واختصّ بتعليم أولاد الخلفاء العباسيين، وكان إماماً للخليفة المقتفي لأمر الله العباسي([9])، المولود 28 /3/ 489، والمتوفى في هذا الشهر سنة 555 هجرية، ثم كان إماماً للمستضيء بالله العباسي، المتوفى سنة 575 هـ، وتوفّي هو أيضاً في هذه السنة 575. رحمه الله برحمته.

ومن اللطيف أن الجواليقي مع علمه سئل عن معنى هذين البيتين، وهما قول الشاعر:

وَصل الحبيب جنان الخلد أسكنها *** وهجره النار يصليني به النارا
فالشمس بالقوس أمست وهي نازلة *** إن لم يزرني وبالجوزاء إن زارا

فلم يستطع الجواب عنهما، وقال للسائل: يا بني، هذا شيء من علم النجوم، لا من صنعة أهل الأدب. واستحيا لعدم علمه بذلك، ثم قام من حلقته، وآلى على نفسه ألّا يجلس فيها حتى ينظر في علم النجوم، فلما نظر في ذلك، وأحسن علمه، رجع إلى حلقته.

قال ابن خلكان: ومعنى البيت أن الشمس إذا كانت في آخر القوس كان الليل في غاية الطول؛ لأنه يكون آخر فصل الخريف، وإذا كانت الشمس في آخر الجوزاء كان الليل في غاية القصر؛ لأنه آخر فصل الربيع، فكأن الشاعر يقول: إذا لم يزرني الحبيب كان الليل عندي في غاية الطول، وإذا زارني كان الليل عندي في غاية القصر([10]). وكان عمر الجواليقي يوم وفاته (73) سنة؛ لأن ولادته بتاريخ سنة 466 هـ، ووفاته كما تقدم 15 /1/ 539 هجرية.

وفي كتاب (أدب الطف) أن أبا منصور الجواليقي كان متشيِّعاً، وله في ذم يزيد ابن معاوية حين ضرب رأس الحسين (عليه السلام) قصيدة كان منها:

واختال بالكبر على ربه *** يقرع بالعود ثناياهُ
بحيث قد كان نبي الهدى *** يلثم في قبلته فاهُ([11])

رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 589 هجرية ولد السيد ابن طاوس (رحمه الله). وسيأتي أن وفاته بتاريخ 5 /11/ 664؛ فيكون عمره الشريف 73 سنة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 684 هجرية ولد الخليفة الثالث من خلفاء بني العباس بمصر المستكفي بالله، وبويع له بالخلافة في جمادى الأولى سنة 701، وله من العمر سبع عشرة سنة، وبعد مضي خمس وثلاثين سنة من خلافته وقع بينه وبين سلطان مصر (بيبرس) خلاف، فاعتقله بيبرس، ثم نفاه وجميع أهله إلى قوص، وهي مدينة في مصر على ضفة النيل الشرقية، ورتب لهم ما يكفيهم من المال، وكانوا نحو مئة نفر، وما زالوا بقوص إلى أن توفي بها في شعبان سنة 740 هـ، وبايعوا بعده ولده الواثق، رحم الله الجميع برحمته.

***

وفيه من سنة 703 هجرية توفي الفقيه الحنبلي إبراهيم بن أحمد بن محمد الرقي، ولد بالرقة، واستقر بدمشق، إلى أن توفي بها. له مصنفات وشعر وخطب مفيدة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 906 هجرية بدأت الدولة الصفوية بسعي الشاه إسماعيل الصفوي الحسيني الذي ما أتم الرابعة عشرة من عمره حتى ألف جيشاً من أتباع أبيه، وكان هو وآباؤه من العرفاء وشيوخ الصوفية، ولذلك كان يلقب أبوه بالسلطان، فألف شاه إسماعيل جيشاً من أتباع أبيه، وقاده ليغزو بنفسه. وكانت إيران يومئذ موزعة الأطراف بين عديد من الملوك والأمراء ورؤساء القبائل، فاستخلصها منهم الواحد تلو الآخر، ووحَّدَها تحت سلطانه. ففي سنة 906 استولى على شيروان، ثم فتح تبريز بلا مقاومة، وفي سنة 907 هـ استولى على همدان، وفي سنة 909 استولى على كيلان، وفي سنة 912 استولى على ديار بكر، وفي سنة 914 استولى على بغداد.

وامتدت رقعة مملكته من نهر جيحون إلى خليج البصرة من بلاد الأفغان إلى الفرات، وأمر أن يؤذن بـ «حيَّ على خير العمل»، ونقش على النقود اسم علي وبعض أولاده الطاهرين، وشاء الله أن يكون تاريخ جلوسه على تخت الملك (من هنا حق) 906 هجرية.

وسيأتي الكلام على دخوله بغداد بتاريخ 25 /6/ 914، وأن وفاته بتاريخ 19 /7/ 930 هـ. وقد تقدم شيء من الكلام عن الصفويين عند الكلام على جدهم المقدس السيد الأردبيلي، بتاريخ 12 /1/ 735 هجرية، رحمهم الله جميعاً برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 15/ 1 من سنة 1312 هجرية ولد الفاضل الحاج عبد الحسين ابن الحاج أحمد المتوفى بتاريخ سنة 1322 هجرية، من آل نمر العوامي القطيفي، أحد تلامذة الحجة الشيخ محمد بن نمر، المتوفى بتاريخ 9/ 10 /1348هـ، ومؤلف كتاب (المدمع الصبيب في مقتل الإمام الحسين الغريب). وقد قرظه أستاذه المذكور، وجماعة من العلماء الأعلام، ومنهم المقدس الشيخ فرج العمران، المتوفى بتاريخ 22/ 3 /1398 هجرية، فقد قرظه وأرَّخ عام تأليفه، وهو عام 1340، فقال (رحمه الله):

كل كتاب فيه ذكرى كربلا *** (المدمع الصبيب) قد فاضله
وعند ذكرنا لتاريخه *** (المدمع الصبيب قد فاض له)([12])

رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم، وهو اليوم الخامس عشر من شهر المحرم الحرام سنة 1358 هجرية، توفي بالنجف الأشرف الشيخ عبدالغني الحر، العالم الفاضل، والأديب الشاعر، والكاتب الحافظ، الذي كان لا يمر عليه يوم إلا ونظم شيئاً من الشعر، بل قيل عنه: إنه ألزم نفسه أن ينظم قصيدة في كل يوم. وكان أعجوبة في الحفظ، قيل: إنه كان يحفظ القرآن الكريم، ونهج البلاغة، وأحاديث الكتب الأربعة، ومقامات الحريري، ومقامات بديع الزمان الهمداني، ويدرِّس رسائل الشيخ الأنصاري عن ظهر قلب. وينسب له بعض الاكتشافات والتجليات والكرامات التي تدل على روحانيته. ومن شعره قوله لما جاء لزيارة الحسين (عليه السلام):

أنخت بباب باب الله رحلي *** محطّ رحال كل رجاً وسؤلِ
وقد يممت بحر ندى وجودٍ *** ومعروفاً بمعروف وفضلِ
ولذت بظل كهف حمى حسين *** لجا اللاجين في حرم وحلِّ
بنائله الظمي يروى وروداً *** وغيث نداه منهل كوبلِ
وفدت عليك يحدوني رجائي *** وأحشائي بنار جواي تغلي
رجاء أن تحط الثقل عني *** فأنت القصد في تخفيف ثقلي
وغوثك فيه يكشف كل خطب *** وغيثك فيه يخصب كل محلِ
وغفران الذنوب وكل وزر *** بدا مني بقول أو بفعلِ
ونصري يا ملاذي على الأعادي *** وإعزازي على مَنْ رام ذلّي

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1378 هجرية توفي العلامة الكبير والشاعر الشهير الشيخ محمد جواد ابن الشيخ علي الجزائري، صاحب المؤلفات الكثيرة، وصاحب القصائد الشهيرة، ومنها: (حل الطلاسم)، التي رد فيها على قصيدة الطلاسم لإيليا أبي ماضي، المولود سنة 1890، والمتوفى سنة 1957 م. وقد كان لهذه القصيدة صدى إعجاب في الأوساط الأدبية والعلمية.

ومن شعره في الإمام الحسين (عليه السلام) قصيدة قال فيها:

أرزاء هذا الكون تعبث في *** سر الحياة وما لها حدُّ
أنا لا أغالط في حقائقها *** كلا فأمر عيانها جدُّ
لكن رزايا الطف ليس لها *** في نوعها مثل ولا ندُّ
طوت الحقوب حدودها ولها *** في كل آونة لنا حدُّ
هل أنها نوع وكان له *** في قلب كل موحد فردُ
أو أنها فرد وكان له *** بعد ليوم الحشر ممتدُّ
نزلت بحومة كربلا ولها *** آل النبي محمد قصدُ([13])

إلى آخر القصيدة المذكورة في مظانّها. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1384 هجرية، والموافق تقريباً 27 /5/ 1964م، توفي جواهر لال نهرو أول رئيس لوزراء الهند، وأحد الزعماء البارزين في العالم ثراءً في الفكر والثقافة، وكان عمره يوم وفاته 75 سنة؛ فقد كان مولده 14 /11/ 1889م، والموافق تقريباً 20 /3/ 1307 هجرية. وسيأتي الكلام على ذلك إن شاء الله.

***

وفي ليلة الثلاثاء 15 /1/ 1424 هجرية، والموافق 2003م، وهي سنة تأليف هذا الكتاب، بدأ الغزو الأمريكي البريطاني للعراق. وفي يوم الخميس 17 /1/ 1424 هجرية بدأت المعارك تدور بين الفريقين في عدة مواقع، وبدأ القصف الجوي بالطيارات، والأرضي بالمدافع والدبابات. وبدأ احتلال البلدان العراقية واحدة بعد أخرى، حتى احتُلّت بغداد بتاريخ 7 /2/ 1424 هجرية، وسقطت حكومة البعث، وعلى رأسها صدام حسين التكريتي، ولكنه أفلت من القتل، وقد ظفروا به بعد نحو من عشرة أشهر، مستتراً في حفرة من الأرض في مزرعة من مزارع العراق، فأخرجوه كأنه قرد، وهو الآن في السجن، وسيحاكم وسينفذ فيه الحكم إن شاء الله.

***

وفي هذا اليوم 15 /1/ 1429 هجرية، الموافق يوم الجمعة، توفي بأم الحمام القطيف العبد الصالح محب أهل البيت وخادمهم الحاج مهدي بن محمد آل عبد النبي. ومع كونه في العقد التاسع من عمره، وبعد الداء العضال الذي مرَّ به، فإن أهالي البلدة قد عمهم الأسى لفقده، وما ذاك إلا لمكارم أخلاقه وصلاح سريرته. وقد أبَّنه شاعر البلد المشهور أبو حمدي سعيد الحاج معتوق الشبيب، المولود بتاريخ 12 /3/ 1375 هجرية، وفقه الله وكفاه، فقال في قصيدة له قالها فيه:

الشعر يرثيك يا مهدي إجلالا *** لما رحلت عن الأحباب مفضالا
نشأت توءم حب للنبي وقد *** مضيت عبد نبي يخدم الآلا
صدى المجالس في شهر الصيام لنا *** أضحى على شفة العشاق موالا
صنعت من بيتك المكتظ قافلة *** تسير بالذكر أجيالاً وأجيالا
أبا محمد والتحنان بحر ندىً *** يستاف من قلبك الفياض سلسالا
وهذه أدمع الأحباب قد سكبت *** فهل ستبلغ منك اليوم مثقالا
وأنت ستين عاماً ناصباً علماً *** للسبط تبكيه يا مهدي إعوالا
يا أنت يا صفحة بيضاء قد طويت *** عنا تخلدك الأيام أعمالا
أم الحمام ترى هل شيعت رجلاً *** أم شيعت لتراب القبر آمالا
يا طيب القلب يا روحاً تعانقنا *** بالابتسامات إدباراً وإقبالا
ها نحن في ذكريات الأمس تصهرنا *** حرارة الفقد إن الموت ما بالى
عزاؤنا فيك أن الجنة احتفلت *** لما رأتك وهذا شأن من والى

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

____________________

([1]) الطبقات الكبرى 2: 31.

([2]) أعيان الشيعة 1: 251.

([3]) السيرة النبوية 3: 791.

([4]) الأمالي: 604؛ مسند أحمد بن حنبل 1: 185.

([5]) الأرزي، الأرزية: 62.

([6]) الخصال: 77.

([7]) الفقيه 1: 552.

([8]) الكنى والألقاب 1: 358.

([9]) وفيات الأعيان 5: 342.

([10]) وفيات الأعيان 5: 343 ـ 344.

([11]) أدب الطف 3: 39.

([12]) الأزهار الأرجية م1، ج2: 319.

([13]) أعيان الشيعة 9: 208.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top