حدث في مثل هذا اليوم (24 ذي القعدة)

حدث في مثل هذا اليوم (24 ذي القعدة)

في اليوم الرابع والعشرين ـ أو الذي قبله، أو الذي بعده، أو في (26) ـ من شهر ذي القعدة سنة 10 هجرية خرج النبي (صلى الله عليه وآله) لحجة الوداع. وإنما سميت حجة الوداع؛ لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودّع فيها البيت الحرام، وودّع فيها الناس وداع مفارق.

وتسمى أيضاً حجة الإسلام؛ لأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يحج قبلها ولا بعدها حجة منذ فرض الله الحج على المسلمين، أما قبل ذلك فقد كان يحج عندما كان بمكة.

وتسمى حجة البلاغ؛ لأنه (صلى الله عليه وآله) بلغ الناس فيها مناسك حجهم، وأوقفهم فيها على واجباتهم، وأزال عنهم كل ما علق بمناسك الحج من جاهليتهم.

وخرج معه خلق كثير من المدينة وغيرها من سائر الأقطار التي وصل إليها الإسلام؛ لأن الله سبحانه أمره أن يؤذن في الناس بالحج كما أمر جده ابراهيم (عليه السلام) قال تعالى: ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ([1]) فخرج معه خلق كثير يقارب التسعين ألفاً، وصحب معه جميع زوجاته، ومعهن ابنته فاطمة (عليها السلام)، أما علي (عليه السلام) فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجهه إلى اليمن، ولكنه أخبره بعزمه على الحج، فأقبل من اليمن، والتقى برسول الله (صلى الله عليه وآله) قريباً من مكة، فحجَّ بحجة، وكان حج النبي (صلى الله عليه وآله) حج قران.

***

وفي هذا اليوم من سنة 169 هجرية خرج الحسين بن علي الحسني صاحب فخ من المدينة متوجهاً إلى مكة بمن معه من العلويين والأتباع ـ وهم نحو ثلاثمئة ـ وأمّر على المدينة ديناراً الخزاعي، وقال له الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام): «يابن العم، إنك مقتول، فأحدَّ الضراب؛ فإن القوم فُسّاق، يظهرون إيمانا ويضمرون نفاقاً وكفراً؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون وعند الله عزّ وجل أحتسبكم من عصبه».

قالوا: وانتهى الخبر إلى الهادي العباسي ـ وقد كان حج في تلك السنة رجال من أهل بيته بني العباس، منهم محمد بن سليمان بن علي، والعباس بن محمد، وموسى بن عيسى ـ وكان على الموسم سليمان بن أبي جعفر المنصور، فأرسل إليهم الهادي يأمرهم بقتال الحسين، فما قرب الحسين من فخ إلّا والجيوش تستقبله، فالتقوا في يوم التروية وقت صلاة الصبح، فأمر موسى بن عيسى بالتعبئة، فصار محمد بن سليمان العباسي في الميمنة، وموسى بن عيسى في الميسرة، وسليمان بن أبي جعفر المنصور والعباس بن محمد في القلب، وأرسل موسى بن عيسى أبا العرجاء ـ أو أبا القرناء ـ الجمال، وقال له: اذهب إلى عسكر الحسين حتى تراه، وتخبرني بكل ما رأيت.

قال: مضيت، فما رأيت إلّا مصلياً، أو مبتهلاً، أو ناظراً في مصحف، أو معدّاً للسلاح، فجئت إلى عيسى، فقلت: ما أظن القوم إلا منصورين. فقال: وكيف ذلك يابن الفاعلة؟ فأخبرته بما رأيته منهم. فبكى، وقال: هم والله أحقّ بما في أيدينا منا، ولكن الملك عقيم، والله لو أن صاحب القبر ـ يعني النبي (صلى الله عليه وآله) ـ نازعنا الملك لضربنا خيشومه بالسيف. ياغلام، اضرب طبلك. ففعل، وسار إليهم، فوالله ما انثنى عن قتلهم. رحمهم الله برحمته، وأسكنهم فسيح جنته. وسيأتي الكلام على ذلك بتاريخ 8 / 12.

***

وفي هذا اليوم ـ 24/ 11 ـ 1301 هجرية ـ والموافق تقريباً 14 /9/ 1884 م ـ توفي الأديب العربي سليم البستاني صاحب (دائرة المعارف)، ومجلات (الجنان)، و(الجنة)، و(الجنينة)، والذي ترجم عشـرات الكتب، وقد أجاد هذا الأديب عدّة لغات، وعمل مترجماً في القنصلية الأمريكية. رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم ـ 24/ 11 ـ من سنة 1391 هجرية توفي ببلدة سمنان المرجع الديني الكبير العلّامة الشيخ محمد صالح بن المقدس الشيخ فضل الله المازندراني الحائري، صاحب التآليف القيمة عن عمر يناهز (95)؛ فقد كان مولده بكربلاء المقدسة سنة 1297 هـ. وقد ذكره الشيخ آقا بزرك في كتاب (الذريعة)، وذكره السيد مهدي الأصفهاني في كتاب (أحسن الوديعة). رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

__________________

([1]) الحج: 27 ـ 28.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top