حدث في مثل هذا اليوم (3 شوال)

حدث في مثل هذا اليوم (3 شوال)

وفيه من سنة 252 هـ ـ وقيل: ليومين بقيا من شهر رمضان من السنة المذكورة ـ قتل الخليفة العباسي المستعين بالله وله من العمر سنة 31، وشهران، ونيف وعشرون يوماً، وذلك بعد أن خلع نفسه وبايع للمعتز بالله، وحملوه إلى واسط وأقام بها تسعة أشهر، ثم حمل إلى سامرا وقتل. رحم الله المؤمنين برحمته.

***

وفيه من سنة 351 هـ توفي أبو بكر محمد بن الحسن النقاش الشيعي الإمامي البغدادي الذي جعل يحرك شفتيه عند موته بشيء لا يعلم الحاضرون ما هو، ثم قال بأعلى صوته: ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ([1])، يرددها ثلاثاً، ثم خرجت نفسه (رحمه الله). وله كتاب تفسير سماه (شفاء الصدور)، وله غيره من الكتب.

وقد نسبه الخطيب البغدادي إلى التدليس؛ لأنه روى عن ابن عباس قال: كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى فخده الأيمن الحسين بن علي، وعلى فخده الأيسر ولده إبراهيم وكان يقبل هذا مرة، وهذا مرة، إذ هبط عليه الأمين جبرئيل، فلما سرى عنه أخبر (صلى الله عليه وآله) أنه أخبره عن ربه أن الله لن يجمعهما له، فعليه أن يفدي أحدهما بالآخر، ففدى الحسين بإبراهيم. وكان النبي (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك إذا رأى الحسين (عليه السلام) ضمه وقبله، وقال «فديت من فديته بولدي إبراهيم». رحم الله الجميع برحمته.

***

في هذا اليوم 3 /10/ 405 توفي أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة السعدي الشاعر. كان شاعرا مجيداً جمع بين حسن السبك وجودة المعنى كما قال عنه ابن خلكان، وطاف البلاد، ومدح الملوك والوزراء والرؤساء. وله في سيف الدولة بن حمدان غرر القصائد ونخب المدائح، ومنها قوله:

لم يبق جودك لي شيئاً أؤمّله *** تركتني أصحب الدنيا بلا أملِ

وكان عمره يوم وفاته 77 سنة، فقد كان مولده سنة 327 هجرية. رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم 3/ 10 من سنة 567 هجرية توفي بعيذاب ـ وهي بلدة على شاطئ بحر جدة ـ القاضي الأعز أبو الفتوح نصر الله بن عبد الله بن قلاقس الأزهري الإسكندري الشاعر المشهور. دخل في آخر عمره اليمن، وامتدح بمدينة عدن أبا الفرج ياسر بن أبي الندى وزير محمد وأبي السعود ولدي عمران بن محمد الراعي صاحبي بلاد اليمن، فأحسن إليه، وأجزل عطيته، حتى أغناه، فركب البحر راجعاً إلى أهله، فانكسر المركب الذي هو فيه بجزيرة الناموس بالقرب من دهلك، وذلك يوم الجمعة 5 /11/ 563 هجرية، فغرق كل ما معه من المال والمتاع. ولما نجا، عاد إلى ياسر، ودخل عليه وهو عريان، وأنشده قصيدة يصف فيها غرقه، فقال:

سافر إذا حاولت قدرا *** سار الهلال فصار بدرا
والماء يكسب ما جرى *** طيباً ويخبث ما استقرا
وبنقلة الدرر النفيـ *** ـسة بُدّلت بالبحر نحرا
يا راوياً عن ياسر *** خبراً ولم يعرفه خبرا
اقرأ بصفحة وجهه *** صحف المنى إن كنت تقرا
والثم بنان يمينه *** وقلِ السلام عليك بحرا
وغلطت في تشبيهه *** بالبحر فاللَّهم غفرا
أولست نلت بذا غنىً ***
جماً ونلت بذاك فقرا
وعهدت هذا لم يزل
*** مدّاً وذاك يعود جزرا

والقصيدة طويلة، وقد أحسن فيها كل الإحسان؛ ولذلك فقد أحسن الوزير جائزته، وعوضه عما ذهب منه. وكان مولده بثغر الإسكندرية يوم الأربعاء 4 /4/ 532 هجرية؛ وعلى هذا يكون عمره يوم وفاته 35 سنة فقط. رحمه الله برحمته.

***

وفيه من سنة 1315 هجرية توفي بكربلاء آية الله السيد الميرزا محمد حسين الشهرستاني الذي كان أبوه الحاج الميرزا محمد الشهرستاني. ذهب في أيام شبابه إلى زيارة جده الإمام الرضا (عليه السلام)، فمر ببلدة كرمانشاه، وعندما نزل بها زاره كثير من علمائها ووجهائها، وعندما عرفوا عنه الفضيلة العلمية والعملية، رغبوا منه أن يتزوج في بلادهم. ولما حصلت منه الموافقة خطبوا له بنت أكبر علمائهم الميرزا أحمد، فلما خطبوها له تردد والدها في القبول لا لشيء إلا لغربتها عنهم؛ لأن السيد الشهرستاني من أهالي كربلاء المقدسة، فإذا تم الزواج فإنه سيأخذها معه، فتردد هو وأمها عن القبول لذلك السبب، فلما ناما تلك الليلة رأى والدها النبي (صلى الله عليه وآله) معرضاً عنه، ورأت اُمّها الزهراء (سلام الله عليها) معرضة عنها، ولما سألاهما عن سبب إعراضهما قالا لهما: «ولماذا لا تزوجان ابنتكما بولدنا؟ ألا تعلمان أنه سوف يولد منهما ولد فقيه؟».

فلما صار الصباح أعلنا له الموافقة، وولد منهما السيد المذكور بتاريخ 15/ 10/ 1256 هجرية، فحفظ القرآن كله وهو في السابعة من عمره، وبلغ درجة الاجتهاد قبل بلوغه، وتلألأ نجمه في سماء المرجعية وهو في أيام شبابه. وما زال مرجعاً إلى أن توفي بالتاريخ المذكور، وعمره نحو ستين سنة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1358 هجرية توفي بالأحساء المجتهد الكبير، والعالم الشهير السيد ناصر الأحسائي الذي قال فيه المرحوم الشيخ عبد الكريم الممتن المتوفى 12 /7/ 1375 هجرية:

ناصر الدين من تود الثريا *** أنها شسع نعله أو ثراها
هو علّامة الوجود الذي كم *** شبهات عرت فحلّ عراها
إي ومن خصه بما قيل فيه *** إذ يسمى المقدّس الأواها
ليس إلّا النفس البسيطة خلقاً *** مع عقل مجرد عن هواها
جوهر لم تشبه أعراض دنيا *** عرضت نفسها له فأباها
فعفاء على عقول أناس *** لست يا خير مقتدىً مقتداها

رحمه الله برحمته، وجعل البركة والخير الكثير في ذريته.

____________

([1]) الصافات: 61.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top