حدث في مثل هذا اليوم (21 محرم الحرام)

حدث في مثل هذا اليوم (21 محرم الحرام)

وفي هذا اليوم من سنة 430 هجرية توفي الحافظ أبونعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق الأصفهاني، من أعلام المحدثين والرواة، ومن أكابر الحفاظ والثقات، أخذ عن الأفاضل، وأخذوا عنه. له كتاب (حلية الأولياء)، و(كتاب الأربعين) من الأحاديث التي جمعها في الإمام المهدي#، وله كتاب (تاريخ أصبهان).

وعن المولى نظام الدين القرشي تلميذ الشيخ البهائي (رحمهما الله) أنه قال: رأيت قبر أبي نعيم بأصبهان، وكان مكتوباً عليه: قال رسول الله (صلد الله علیه وأله): «مكتوب على ساق العرش: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد بن عبدالله عبدي ورسولي، أيدته بعلي بن أبي طالب»([1]) رحمه الله برحمته.

***

وفيه، أو في اليوم الذي بعده، من سنة 460 هجرية توفي شيخ الطائفة على الإطلاق، ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق، عماد الشيعة، ورافع أعلام الشريعة([2])، أبوجعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي (رحمه الله).

تتلمَذ على الشيخ المفيد والسيد المرتضى وأبي الحسن بن أبي جيد القمي (رحمهم الله)، وتتلمذ على يده الخلق الكثير. وكان فضلاء تلامذته المجتهدين يزيدون على ثلاثمئة، ومؤلفاته الكثيرة ومصنفاته النافعة أكثر من أربعين كتاباً. ولد في شهر رمضان سنة 385 هجرية بعد وفاة الشيخ الصدوق بأربع سنين. وقدم العراق سنة 408 هجرية، بعد موت السيد الرضي بسنتين. وأقام ببغداد، وقدّر له أن يبلغ بالمدرسة التي فتح أبوابها أستاذاه الشيخ المفيد والسيد المرتضى إلى القمة، ويفرض وجودها على الأجواء الثقافية في بغداد وفي العراق عامة، حتى إن الخليفة السادس والعشرين من خلفاء بني العباس ـ  وهو القائم بأمر الله ـ المتوفى بتاريخ 13 /8/ 467 هجرية، جعل له كرسي الإفادة والبحث، وكان لذلك الكرسي ببغداد في ذلك الزمان مقام كبير.

ثم حصلت الفتن، واعتدي على مقام الشيخ، وحرق كرسيه ومكتبته، فانتقل إلى النجف الأشرف، وبانتقاله إليها في سنة 448 انتقلت مدرسة أهل البيت من بغداد إلى النجف الأشرف. وما زال هناك إلى أن توفي بالتاريخ المذكور 21 /1/ 460 هجرية. وقيل: كانت وفاته ليلة الاثنين 22 /1/ 460 هجرية، وعمره حينئذ 75 سنة؛ لأن مولده في شهر رمضان سنة 385 هـ. ودفن في داره التي تحولت بعد ذلك إلى مسجد ينسب إليه& فيقال: مسجد الطوسي، وقبره فيه ظاهر معروف. وقد رثاه بعض المتأخرين، وأرَّخ عام وفاته، فقال في مرثيته:

يا مرقد الطوسي فيك قد انطوى *** محيي العلوم فكنت أطيب مرقدِ
أودى بشهر محرم فأضافه *** حزناً بفاجع رزئه المتجددِ
وبكى له الشرع الشريف مؤرخاً *** (أبكى الهدى والدينَ فقدُ محمدِ)([3])

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 21/ 1 من سنة 1337 هجرية توفي بالبحرين العلامة الجليل الشيخ أحمد بن عبد الرضا بن حسين بن محمد بن عبد الله آل حرز الذي. تولى القضاء والجمعة في جدحفص في عهد الشيخ خلف العصفور، وكانت له شهرة واسعة في مجال القضاء، وكان متحرزاً من أبواب الرشوة، حتى إنه لا يقبل هدية من أي أحد، حتى كان مضرب المثل في الورع.

قال صاحب كتاب (أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين): وتروى عن تعففه حكايات عديدة، لا مجال لذكرها. وقد أرخ عام وفاته السيد محمد صالح ابن السيد عدنان (المتوفى بتاريخ 30/ 12/ 1427 هجرية) فقال:

اليوم عدل قضا البحرين فيك قضى *** واليوم شرع رسول الله عنك مضى
أنى لك اليوم يا بحرين في أمل *** حظ وسور بني الآمال قد نقضا
ما للهدى فيك داعٍ حين أرخه *** (داعي الهدى آل حرز أحمد قُبضا)

وقد خلفه ولده الشيخ سليمان في القضاء، ولكنه لم تطل مدته، فتوفي سنة 1340. وهو جد الشيخ سليمان المدني المولود بتاريخ 1/ 4/ 1329 هجرية، لأمه. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1363 هجرية توفي بالأحساء آية الله العظمى الشيخ حبيب بن قرين الأحسائي، فتأثرت له قاطبة أهل العلم، ولا سيما من أهالي الأحساء والقطيف والبحرين، وشاركهم غيرهم، ووضعت له الفواتح الكثيرة في هذه المناطق وغيرها، ففي القطيف أقام فاتحته الحجتان الشيخ علي أبو الحسن الخنيزي والسيد ماجد العوامي. وقد قال فيه المقدس الشيخ فرج العمران& قصيدة جاء فيها:

لبس العلم الأسى برداً قشيبا *** وتجلى كاسف اللون كئيبا
راقياً في منتدى الحزن على *** منبر التأبين يدعو وا حبيبا([4])

وكان عمره الشريف يوم وفاته 88 سنة؛ فقد كان مولده سنة 1275، وتوفى (رحمه الله) سنة 1363 هجرية.

وقد رجعت إلى تقليده الأكثرية الساحقة من أهالي الأحساء بعد وفاة المجتهد الكبير السيد ناصر المتوفى بتاريخ 3 /10/ 1358 هجرية، وبعد وفاة الشيخ عمران الفضلي بتاريخ 25 /1/ 1360 هجرية.

رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 21/ 1/ 1423هـ توفي العلامة الشيخ سليمان المدني، وكان مولده (رحمه الله) في تاريخ 1/ 4/ 1359 هـ. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

________________

([1]) انظر الحديث في الأمالي (الصدوق): 284/ 412، المعجم الكبير 22: 200.

([2]) الكنى والألقاب 2: 294.

([3]) أعيان الشيعة 9: 166.

([4]) مستدركات أعيان الشيعة 2: 79.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top