حدث في مثل هذا اليوم (23 جمادى الاُولى)

حدث في مثل هذا اليوم (23 جمادى الاُولى)

وفي هذا اليوم 23 من شهر جمادى الأولى من سنة 393 هجرية توفي ببلدة «تَنيسّ كتيّن» ـ وهي مدينة بمصر بالقرب من دمياط ـ أبومحمد الحسن بن علي بن أحمد بن محمد المعروف بابن وكيع الشاعر البارع، والعالم الجامع الذي برع في أيامه على أهل زمانه، فلم يتقدمه أحد في أوانه. له كل بديعة تسحر الأوهام وتستعبد الأفهام. فمن مُلح شعره، وغرائب قولِه قولُه في مدح أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):

قالوا علي لماذا لست تمدحه *** فقلت أصبحت في ذا الفعل معذورا
صرفت مدحي إلى من نزر مدحته *** يعده الناس إسرافاً وتكثيراً
ولم أطق مدح من فاقت فضائله *** قدر المدائح منظوماً ومنثورا
ومن جواد قريضي إن بعثت به *** في مدحه من علاه عاد محسورا
أأزعم الغيث يحيي الأرض وابله *** أم أزعم البدر قد عم الورى نورا
ما قلت ذاك وذا بالفضل مشتهر *** ولا أتيت بفضل كان مستورا
متى صرفت إليه الشعر أمدحه *** شهرت من وصفه ما كان مشهورا
وظلت أتعب فيمن ليس يرفعه *** مدحي وأنشر مدحاً كان منشورا
سارت مآثره بالفضل ظاهرة *** فما ترى لمديح فيه تأثيرا
وأصبح الوصف منه لاستفاضته *** كاللفظ كرر في الأسماع تكريرا
يعد جهديَ تقصيراً بمدحته *** ولست أرضى بجهد عد تقصيرا([1])

وجده الثاني المعروف بوكيع ـ كوضيع ـ هو محمد بن خلف، كان فاضلاً نبيلاً من أهل القرآن والفقه والنحو والسيَر وأيام الناس وأخبارهم، وله مصنفات. توفي ببغداد سنة 306 هجرية. رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 578 هجرية توفي أحمد بن علي الرفاعي الشافعي الإمام الزاهد الذي تنسب إليه الطائفة الرافعية. ولد في قرية حسن من قرى واسط بالعراق، وتأدب وتفقه بواسط، وتصوَّف فيها فانضم إليه خلق كثير من الفقراء، وكان لهم به اعتقاد كبير. وكان يسكن قرية «أم اعبيدة» بالبطائح بين واسط والبصرة، وتوفي بها، وقبره إلى الآن محط الرحال لسالكي طريقته. وقد صنف كثيرون كتباً خاصة به وبطريقته وأتباعه. وجُمع بعض كلامه في رسالة سميت (رحيق الكوثر). وينسب إليه شعر منه قوله:

إذا جن ليلي هام قلبي بذكركم *** أنوح كما ناح الحمام المطوَّق

رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.

__________

([1]) أعيان الشيعة 5: 161.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top