حدث في مثل هذا اليوم (8 شعبان)

حدث في مثل هذا اليوم (8 شعبان)

في كتاب (الكنى والألقاب)، أنّه كان لسيف الدولة الحمداني ملك حلب وبعض الشام والموصل المتوفّى 25 / 2 / 356 مجلسٌ يحضره العلماء كلّ ليلة فيتكلّمون بحضرته، فوقع بين المتنبّي وبين ابن خالويه الحسينِ بن أحمد النحوي اللغوي الإمامي المتوفّى سنة 370 هـ كلامٌ، فوثب ابن خالويه على المتنبّي فضرب وجهه بمفتاح كان معه فشجّه، فخرج ودمه يسيل على ثيابه، فغضب وخرج إلى مصر وامتدح كافور الإخشيدي ثمّ رحل عنه وقصد بلاد فارس، ومدح عضد الدولة بن بويه فأجزل جائزته، ولمّا رجع من عنده قاصداً إلى بغداد ثمّ إلى بلده الكوفة في شعبان لثمانٍ خلون منه سنة 354 هجرية، عرض له فاتك ابن أبي الجهل الأسدي في عدّة من أصحابه فقتله هو وابنه محسد وغلامه مفلح([1]).

أقول: وإنّ هذا القول لا يتنافي مع القول بقتل المتنبيّ رحمه الله بتأريخ 28 / 9 / 354؛ لأنّه ذكر تأريخ رجوعه من عند عضد الدولة ولم يذكر تاريخ قتله، فسيأتي الكلام على قتله إن شاء الله بتأريخ: 28 / 9 / 354. رحم الله الجميع برحمته وأسكنهم فسيح جنّته.

***

في هذا اليوم من سنة 1137 هجرية تُوفّي السلطان محمود الأفغاني الذي انتزع أفغانستان من يد الصفويين سنة 1135 هجرية، ثمّ احتلّ عاصمتهم أصفهان وحبس الشاه حسين الصفوي الذي انتهتْ بملكه دولة الصفويين، فسبحان مَن لا يزول ملكه.

***

وفي هذا اليوم ـ 8 / 8 ـ من سنة 1248 هجرية تُوفّي الميرزا أبو القاسم بن حبيب الله ابن الميرزا عبد الله الرضوي.

 نقل الأمين في الأعيان أنّه كان موصوفاً بعلوّ الشأن معروفاً بالتقوى والتديّن، صاحب ضياع وعقار، وأنّه من نوادر أسخياء الدهر، وكان له في عصره رئاسة نقابة سادات خراسان([2]). رحم الله الجميع برحمته وأسكنهم فسيح جنّته.

***

وفيه من سنة 1261 هجرية تُوفّي بأصفهان الحاج محمد إبراهيم الكرباسي أو الكلباسي. قال صاحب كتاب (وقائع الشهور والأيام): وله زهد وكرامات مشهورة.

***

وفيه من سنة 1358 هجرية تُوفّي بالبصرة الشيخ الكبير والشاعر الشهير الشيخ مهدي بن داود بن سلمان بن داود الحجَّار، المولود سنة 1318؛ فعمره يوم وفاته (40) سنة فقط، ونُقل جثمانُه الشريف في موكب فخم إلى النجف الأشرف ودُفن بوادي السلام. ومن شعره في الحسين عليه السلام قصيدتُه الهائية المشهورة، التي منها:

أثرها تعجّ بأصواتِها *** ألا يا لفهر وثاراتِها
وقدها عرابا ألفن الفلا *** كأنّ العنا في استراحاتِها
عليها من الصيد غلابة *** تصيدُ الأسودَ بغاباتِها
طلائع هاشم يقتادُها *** إلى الحربِ خيرُ بقياتِها
حنانَيكَ يا خَلَفَ السالفينَ *** ووارثَها في كراماتِها
أعدتكَ آل لوي لِمَنْ *** لوَاها وَسَوَّدَ راياتِها
فحتامَ تُغضي وأنتَ الغيورُ *** على هَضْمِهَا واغتصاباتِها

إلى آخر القصيدة الموجودة في كتاب (أدب الطف) للسيد جواد شبّر. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنّته.

***

وفي هذا اليوم ـ وكان يوم جمعة ـ من سنة 1361هجرية تُوفّي بالبحرين العلّامة المجاهد والوطني الخالد الشيخ محمد علي ابن الحاج أحمد ابن الشيخ محمد علي الجشّي. وإذا كان مولده كما جاء في كتاب (الأزهار الأرجية)([3]) سنة 1300 هجرية؛ فعمره (61) سنة فقط. ولمّا تُوفّي بالبحرين شُيِّع بالتشييع الباهر، وصلّى عليه العلّامة الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد صالح ابن الشيخ أحمد آل طعّان البحراني المتوفّى في شيراز ليلة الأحد 21 / 2 / 1381، ولقّنه هو في قبره، وبكى عليه وهو في القبر بكاءً عالياً حتى بكى الناس لبكائه، ودُفن في مقبرة الحورة بالبحرين، وأقيمتْ له الفواتح في القطيف والبحرين.

وقد أبّنه ثلّةٌ من أبناء القطيف والبحرين، ومنهم المقدّس الشيخ فرج العمران المتوفّى بتأريخ: 22 / 3 / 1398هجرية، أبّنه بقصيدة جاء فيها:

أفهكذا تتزلزلُ الأوتادُ *** وتخرّ فوقَ وهادِها الأطوادُ
أفهكذا تهوي البدورُ غوارباً *** بِثَرى ويُخفى نورُها الوقّادُ
أفهكذا تُمسي البحور نواضباً *** أَفَكانَ للبحرِ المحيطِ نفادُ
هتفَ النعيُّ فقلتُ مَن تنعى لنا *** قال الهدى والعِلْمُ والإِرْشادُ
أنعى الزعيمَ ومَن صفا لذوي النهى *** عن رأيه الإصدارُ والإيرادُ
أنعى الفتى الجشيَّ ذا النفسِ التي *** تأبى المذلّةَ والورى أشهادُ
أنعى ابنَ أحمد وهو أكرمُ ماجدٍ *** قد وَرَّثَتْه صفاتِها الأمجادُ
شاعتْ له في الناس غرُّ محاسن *** كرمٌ وتقوى عفّةٌ وسَدادُ
ومضى نقيَّ العِرض قد حِيْكتْ له *** بِيَدِ الفجارِ من الثنا أبرادُ
أسفاً عليه مضى ولكنْ ذكره *** باقٍ وبالوصف الجميلِ يُعادُ([4])

إلى آخر القصيدة المذكورة بترجمة المترجم في كتاب (الأزهار)، والتي ذكر فيها أن وفاته يوم الجمعة 8 / 11 / 1361هجرية، وكان قبل ذلك قد ذكر القصيدة ووفاة المترجم بتأريخ: 8 / 8 / 1361هجرية في (الأزهار)([5]) والله أعلم أي القولين أصحّ. وقد أرّخ عام وفاته في آخر القصيدة فقال رحمه الله:

ولتبكِك الأمجادُ حزناً إنّما *** تبكي على أمثالِها الأمجادُ
أَوَ ليس مُذْ نعي المؤرَّخ (جاءها *** قد غابَ كوكبُ مجدِها الوقّادُ)

رحم الله الجميع برحمته وأسكنهم فسيح جنّته.

________________

([1]) الكنى والألقاب 3: 123.

([2]) أعيان الشيعة 2: 403.

([3])  الأزهار الأرجية م5، ج13: 338.

([4]) الأزهار الأرجية م5، ج13: 343.

([5]) الأزهار الأرجية م1، ج1: 128.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top