حدث في مثل هذا اليوم (8 جمادى الآخرة)

حدث في مثل هذا اليوم (8 جمادى الآخرة)

في هذا اليوم 8 /6/ 548 هجرية ـ وكان يوم الأحد ـ حمل رأس الحسين إلى القاهرة محمولاً إليها من مشهده الذي بعسقلان وقد رووا عنه أنه لما اخرجوه من قبره الذي بعسقلان وجدوا دمه لم يجف وله ريح كريح المسك. ومشى الناس مع الرأس حفاة من غزة إلى مصر وهم يحملونه على الرؤوس تعظيماً له، ووصل به الناس إلى القصر يوم الثلاثاء 10 /6/ 548 هجرية. وكان ذلك بسعي طلايع ابن رزيك المنعوت بالملك الصالح المتوفى شهيداً بتاريخ 19 /9/ 556 نقله خوفاً عليه من الإفرنج، وقد بذل في سبيل ذلك مالاً كثيراً، (رحمه الله برحمته).

قالوا وقد ظهرت لهذا الرأس الشريف عدة كرامات.

***

وفيه من سنة 1135 هجرية توفي في بلدة بهبهان (مدينة في غرب إيران شرقي سهل خوزستان) الحجة الشيخ الملا عبد الله ابن الشيخ صالح السماهيجي البحراني صاحب كتاب (الصحيفة العلوية). وقيل: إن وفاته بتاريخ 9 /6، كما سيأتي إن شاء الله.

***

وفيه من سنة 1148 هجرية ولد العالم الفاضل، والأديب الكامل السيد محمد ابن السيد أحمد زيني البغدادي، وتوفي سنة 1216 هجرية وعمره 68 سنة. وله ديوان شعر حسن مع كونه من العلماء البارزين في النجف الأشرف. ومن شعره أنه لما أصابه الرمد في عينيه قال متوسلاً:

ربي بجاه المصطفى وآله *** خير الورى من غائب وشاهدِ
أعد بعينيَّ الضياء عاجلاً *** يا خير عوّاد بخير عائدِ
أربعة وعشرة جعلتهم *** وسائلاً إليك في الشدائدِ
يكفي جميع الناس جاه واحد *** فعافني بجاه كل واحدِ([1])

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 8/ 6 من سنة 1262 هجرية توفي بأصفهان الشيخ إبراهيم ابن الحاج محمد حسن الخراساني الكاجي الأصفهاني الكرباسي المولود في ربيع الثاني من سنة 1167 هـ، والمتوفى بالتاريخ المذكور 8/ 6/ 1262 هجرية، وعمره نحو من 95 سنة. والكرباسي؛ نسبة إلى حوض كرباس محلة بهراة. قال عنه الأمين في (الأعيان): إنه كان عالماً جليلاً، ورعاً تقياً، أصولياً، عابداً زاهداً قانعاً، متورعاً في الفتوى، شديد الاحتياط والورع، حتى قيل عنه: إنه كان لا يتولّى فصل المرافعات بنفسه، بل يحيلها إلى من يرى فيه الكفاءة من تلاميذه.

ويحكى عنه أنه شهد عنده شاهد، فسأله: ما صنعتك؟ قال: أُغسّل الأموات. فسأله عن شرائط الغسل وأحكامه، فأجابه عن كل ذلك، ثم قال: وإني بعد أن أفرغ من تغسيل الميت أضع فمي في أذنه وأقول له كلاماً. قال: وما الذي تقول له؟ قال: أقول له: احمد الله تعالى أنك قد مت ولم تؤدِّ شهادة عند سماحة الشيخ الكرباسي([2]).

وله عدة مؤلفات نافعة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1281 هجرية، والموافق تقريباً 8 /11/ 1864 م ولد الأديب اللبناني خليل غانم. وكان شاعراً وكاتباً وخطيباً، وكان من تلامذة الأستاذ ناصيف اليازجي، وقد أتقن عدة لغات. اتصل بوالي سوريا أسعد باشا الذي صار بعد مدّة صدراً أعظم في الدولة العثمانية، فجعله ترجماناً له، ثم غضبت عليه الحكومة العثمانية فهرب إلى فرنسا وأصدر جريدة (البصير) وحرر في كبريات الصحف الفرنسية، وألف جمعية لكبار المصلحين العرب والأتراك في فرنسا. ثم انتقل إلى سويسرا وأصدر فيها جريدة فرنسية، وتوفي في فرنسا سنة 1321 هجرية.

***

وفي هذا اليوم 8 من شهر جمادى الآخرة سنة 1373 هجرية توفي بالنجف الأشرف السيد محمد سعيد ابن السيد نجيب الحسني العاملي الذي كان من مصاف الطبقة العليا في العلم والفضل والتقوى والورع والاستقامة. ومن شعره (رحمه الله):

عن ناظري دار الفناء تجنبي *** ليس اتباعك شيمتي أو مذهبي
فلقد تسربلت الغرور ودونه *** سم الأفاعي أو لديغ العقربِ
تبدي البشاشة للغبي فينثني *** يجثو لبغيتها خصيم الأكلبِ
ويروح مثلوج الفؤاد منعماً *** ما بين قبلة غادة أو ملعبِ([3])

وله غير ذلك من المقطوعات الشعرية. قال الأمين في (الأعيان): ويبدو أنه نظم الشعر في صباه، ثم تركه بعد ذلك([4]). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1377 هجرية توفي الإمام المجاهد السيد عبد الحسين شرف الدين صاحب المصنفات النافعة، والمؤلفات المفيدة، ومنها كتاب (المراجعات)، وكتاب (النص والاجتهاد)، وغيرهما من الكتب المشهورة. قال المقدس الشيخ محمد جواد مغنية المتوفى 19 /1/ 1400 في كتابه (من هنا وهناك): «كان السيد شرف الدين عالماً بحق؛ لأنه عامل، وكان السيد محسن الأمين عالماً بحق؛ لأنه عامل، وكان الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء عالماً بحق؛ لأنه عامل، ثم ذهب كل منهم إلى ربه، وبقي مكانهم شاغراً، لقد ذهبوا ولكن بقي عملهم شاهداً على العظمة والخلود»([5]). إلى آخر كلامه المذكور في كتابه المذكور. وقد توفي بلبنان، ونقلت جنازته إلى النجف الأشرف. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 8/ 6 من سنة 1399 هجرية توفي في بلاد نهر العلم من توابع عبادان العلامة الشيخ عبد العظيم ابن الشيخ حسين الربيعي المتوفى بتاريخ 24/ 9 سنة 1346هجرية. وأم المترجم الشيخ عبد العظيم وأم أخوته الشيخ علي والشيخ أحمد والشيخ عبد الهادي السيدة سكينة بنت السيد شبر ابن السيد جمعة آل قارون الاُسرة البحرانية العريقة الذين قال فيهم الشاعر:

آل قارون لا كبا بكُمُ الدهـ *** ـر ولا زلتُمُ رؤوسَ الرؤسِ([6])

وإذا كان مولده كما قال صاحب كتاب (أعلام الثقافة الإسلامية) بتاريخ 11 /11/ 1323 هجرية، فعمره (76) سنة فقط.

وقد كان& عالماً، أديباً شاعراً، متكلماً، من خيار الصالحين، ومن كبار الشعراء والمتكلمين والكتاب والمؤلفين، له عدة مؤلفات نافعة منها كتاب (سياسة الحسين (عليه السلام)) جزأين، وكتاب (وفاة الإمام الرضا (عليه السلام))، ومنظومة في العقائد، ومنظومة في النحو، ومنظومة في المنطق، ورباعيات الربيعي 444 رباعية في المواعظ والنصائح والحكم والأمثال، وغير ذلك. ومن شعره قصيدة في مولد النبي (صلى الله عليه وآله) قال فيها:

طير الهناء على الوجود يغردُ *** بشرى فقد ولد النبي محمدُ
بشراك يا دنيا الهنا وإليةً *** أن الوليد نظيره لا يولدُ
وليعلم التوحيد أن المصطفى *** في نصره لهو الوحيد الأوحدُ

رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.

________________

([1]) أعيان الشيعة 9: 115.

([2]) أعيان الشيعة 2: 206.

([3]) أعيان الشيعة 9: 341.

([4]) المصدر نفسه.

([5]) من هنا وهناك: 89.

([6]) البيت للشيخ جعفر الخطي. بحار الأنوار 106: 138، أنوار البدرين: 108.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top