حدث في مثل هذا اليوم (7 جمادى الآخرة)

حدث في مثل هذا اليوم (7 جمادى الآخرة)

في هذا اليوم من سنة 544 هجرية توفي بمراكش القاضي عِيَاض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي، ويكنى أبا الفضل، عالم المغرب وإمام أهل الحديث في زمانه. كان من أعلم الناس بكلام العرب وأنسابهم وأيامهم. ولي قضاء سبتة التي كان مولده بها، وهي مدينة في المغرب على مضيق جبل طارق، ثم ولي قضاء غرناطة بالأندلس، وتوفي بمراكش. من تصانيفه كتاب (الشفا بتعريف حقوق المصطفى)، وكتاب (شرح صحيح مسلم)، وكتاب (مشارق الأنوار) في الحديث، وغيرها من الكتب النافعة. رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم 7 /6/ 615 هجرية توفي بعالقين من قرى دمشق الشام الملك العادل سيف الدين محمد بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين الأيوبي المتوفى بتاريخ 27 /2/ 589 هـ. وكان من كبار سلاطين الدولة الأيوبية، وكان نائب السلطنة بمصر عن أخيه صلاح الدين الأيوبي أثناء غيبته في الشام، ثم ولّاه أخوه مدينة حلب، ثم انتقل منها إلى قلعة الكرك. وتنقل في الولايات إلى أن استقل بملك الديار المصرية سنة 596، وضم إليها الديار الشامية، ثم ملك أرمينية سنة 604، ثم ملك بلاد اليمن سنة612.

ولما صفا له الجو قسم البلاد بين أولاده الأربعة؛ فأعطى ولده الكامل الديار المصرية، وأعطى ولده المعظم البلاد الشامية، وأعطى ولده الملك الأشرف البلاد المشرقية، وأعطى ولده الأوحد ميّافارقين وتلك النواحي. وجعل يتردد بينهم وينتقل إليهم من مملكة إلى أخرى، وكان غالباً يصيف في الشام، ويشتي بمصر. وعاش في أرغد عيش. فكان رجلاً مسعوداً ومن سعادته أنه رزق هؤلاء الأولاد الأربعة الذين لم يرزق أحد من الملوك أمثالهم في نجابتهم وبسالتهم وعلوّ هممهم؛ ولذلك دانت لهم العباد، وملكوا خيار البلاد. وقد ذكرهم ابن عنين في قصيدته التي مدح بها والدهم ـ وقد ذكرنا شيئاً منها في ترجمته بتاريخ 20/ 3 ـ فقال:

وله البنون بكل أرض منهُمُ *** ملك يقود إلى الأعادي عسكرا
من كل وضاح الجبين تخاله *** بدراً وإن شهد الوغى فغضنفرا
متقدم حتى إذا النقع انجلى *** بالبيض عن سبي الحريم تأخرا
قوم زكوا أصلاً وطابوا محتداً *** وتدفّقوا جوداً وراقوا منظرا([1])

ولما مات نقل ودفن في مدرسته المعروفة إلى اليوم بالعادلية بالشام. رحمه الله برحمته.

***

وفيه من سنة 716 هجرية، والموافق تقريباً 26 /7/ 1316 م استخدمت المدافع في فرنسا لأول مرة في العالم.

***

وفيه من سنة 1359 هجرية ولد العلامة الجليل حجة الإسلام الشيخ حسين نجل المقدس الشيخ فرج العمران المتوفى 22 /3/ 1398 هجرية. وقد أرخ والده مولده فقال:

ولدي حسين مذ بدا *** ورحيق ريقته مضع
هتف الزمان مبشراً *** ومؤرخاً (قمري بزغ)([2])

وقد عبر عنه أستاذه آية الله السيد علي الفاني المتوفى 19 /7/ 1409 هـ بأنه فلتة من فلتات الزمن، ونابغة من نوابغ العصر. سافر (حفظه الله) إلى النجف الأشرف سنة1383 هجرية، وتتلمذ على أيدي جمهرة من العلماء، ثم سافر إلى مدينة قم المقدسة سنة 1393 هجرية، فتتلمذ على أيدي فطاحل العلماء وجهابذة الفقهاء. ورجع إلى القطيف أيام وفاة والده المقدس، فاحتضنته القطيف وكيلاً للإمام، وإماماً للجماعة، ومدرساً كبيراً للعلوم الدينية.

وعلاوة على فضله وطول باعه في تلك العلوم فهو شاعر مجيد، وأديب قدير، فكان مع عدم اهتمامه بالشعر يقول القصائد الغرّاء. ومن شعره قصيدة في ذكرى عيد الغدير قال فيها:

أصبح الكون مزهراً بجمالكْ *** يا إمام الهدى ونور جلالكْ
أنت لطف من الإله خفيّ *** أنت نور أضاء كل المسالكْ
أنت يا واحد الزمان ويا أعـ *** ـجوبة الدهر آية في كمالكْ
أنت نفس الرسول يا أسد اللـ *** ـه وللطهر جاء وحي بذلكْ
أسس الدين أنت شدت بناها *** ببياض الشبا وصدق نضالكْ
أنت ولاك أحمد بعده الأمـ *** ـر بأمر من العزيز المالكْ
قام يوم الغدير يدعو الجماهيـ *** ـر مبِيناً لهم كريم فعالكْ
هاتفاً في الجميع من كنت مولا *** ه فهذا مولاه عبداً ومالكْ
إن يوم الغدير أكبر عيد *** شاع ذكراه في جميع الممالكْ
فاعقدوا ناديَ الهنا وانشروا تا *** ريخ ذكرى عيد الغدير هنالكْ([3])

وقد مدحه الخطيب الكبير، الأخ الملا عبد العظيم المتوفى بتاريخ 13 /1/ 1423 هجرية، ابن المقدس الشيخ منصور المتوفى بتاريخ 30 /6/ 1362 هجرية، ابن الحاج علي المرهون المتوفى بتاريخ 9 /12/ 1322  هجرية فقال (رحمه الله):

أيا خط هل فيك من يقتدى *** به فأجاب حسين الفرجْ
هو العالم الحجة المستطاب *** أحدث عن فضله لا حرجْ
يغذي الجليس بشتى العلوم *** يدعّم أقواله بالحججْ
له الأفضلية في علمه *** له السبق في أي نهج نهجْ

وقال فيه أيضاً:

بقية آل عمران حسين *** فضيلة علمه ليست خفيه
مفيد نافع بحر خضمّ *** ومشهود له بالأعلميه

رحم الله المادح، وأيد الممدوح؛ إنه سميع مجيب.

***

وفي هذا اليوم 7/ 6 أو 7/ 5 على الأصح من سنة 1369 هجرية توفي باُم الحمام القطيف الرجل الوجيه، الحاج محمد ابن الحاج صالح ابن الحاج علي ابن أحمد بن مرهون البراك المولود سنة 1296 هجرية. وقد توفي بالتاريخ المتقدم؛ فعمره 73. وتوفي أبوه الحاج صالح بالبصرة بعد رجوعه من خراسان سنة 1314 هجرية. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

وقد ترجم للحاج محمد المذكور المقدس الشيخ فرج العمران في كتابه (الأزهار الأرجية)([4]) وقال عنه: إنه كان رجلاً عظيم القدر، رفيع الشأن، سمح الكف، مقري الضيف، كثير التبسم، حسن النكتة، يود جليسه ألّا يفارقه. وكان محباً للعلماء، كثير الاصدقاء، وقد اكتسب من صحبته لهم على أميته فوائد نافعة، ودروساً مهمة. قال المقدس (رحمه الله): ومن أولئك العلماء:

1ـ الشيخ محمد الزهيري المتوفى سنة 1329 هـ.

2 ـ الشيخ علي بن سعود المتوفى سنة 1330 هجرية.

3 ـ الشيخ حسن الصفار المتوفى سنة 1335 هجرية.

4 ـ الشيخ حسن علي البدر المتوفى سنة 1334 هجرية.

5 ـ الشيخ محمد النمر المتوفى سنة 1348 هجرية.

6 ـ الشيخ منصور المرهون المتوفى سنة 1362 هجرية.

قال المقدس: ولقد اكتسبت منه نبذاً كثيرة تتعلق بتراجم العلماء والأدباء ذكرتها في مظانّها في كتابي (الأزهار الأرجية)([5]). وبعد أن تكلم عن أخيه الحاج محسن المتوفى بتاريخ 19 /7/ 1376 هجرية، وعن أولاده وأحفاده قال (رحمه الله): ويعجبني أن أختم هذه الترجمة بالقصيدة الشعبية التي قالها في مدحه المرحوم الملا عبد الله الخباز المتوفى بتاريخ 24 /5/ 1362 هجرية، ومنها:

تكفى يبن براك شر الغرابيل *** رباك صالح يا محمد ولا مات
ما ايموت وانته ابنه عميد الرجاجيل *** تستقبل الضيفان في كل الاوقات

إلى آخر القصيدة المذكور في كتاب (الأزهار)([6]) فراجع.

وكان للمترجم أخ واحد وولدان؛ الأخ الواحد هو الحاج محسن البراك المولود في حدود سنة 1303، والمتوفى بتاريخ 19 /7/ 1376 هجرية، والولدان الحاج صالح البراك المولود سنة 1317، والمتوفى بتاريخ 12 /8/ 1399 هجرية، والثاني هو الحاج عبد الرسول البراك المولود سنة 1322 هـ، والمتوفى بتاريخ 17 /3/ 1407 هجرية.

ولأخيه ولدان: الأول هو الحاج عبد علي البراك المولود سنة 1326، والمتوفى بتاريخ 1 /9/ 1417، والولد الثاني الحاج عبد اللطيف البراك المولود سنة 1336 هـ، والمتوفى بتاريخ 17 /9/ 1420. وقد خلّف المذكورون ذرية صالحة طيبة. رحم الله الماضين منهم، وأيّد الباقين.

***

وفي هذا اليوم 7/ 6 من سنة 1389 هجرية شب حريق في المسجد الأقصى على يد اليهود الصهاينة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

_______________

([1]) وفيات الأعيان 5: 76.

([2]) الأزهار الأرجية م1، المقدمة: 40.

([3]) الأزهار الأرجية م3، ج7: 7.

([4]) الأزهار الأرجية م3، ج9: 468 ـ 473.

([5]) الأزهار الأرجية م3، ج9: 469.

([6]) الأزهار الأرجية م3، ج9: 472 ـ 473.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top