العــــــلم

العلم ضد الجهل، وكفاه فخراً وقد أطلق في ما يلي من نصائح لقمان على الأدب، فكأنه هو، فقال: يا بني، إن تأدبت صغيراً انتفعت به كبيراً، ومن عنى بالأدب اهتم به، ومن اهتم به تكلّف علمه واشتد طلبه له، ومن اشتد طلبه له أردك منفعته. فاتخذه عادة فإنك تخلف في سلفك وتنفع من خلفك، ويرتجيك فيه راغب، ويخشى صولتك مشاغب، فإياك والكسل عنه والطلب لغيره، فإن غلبت على الدنيا فلا تغلبن على الآخرة، واجعل في أيامك ولياليك وساعاتك ن ...

Read more

يـا بـني

(بني) برد المحذوف بعد قلبه للتصغير، والأصل فيه (بنيؤ)، ويجمع على (بنين) من الجمع المذكر السالم، ومفرده (ابن) بإضافة همزة الوصل، فاللفظ يدل على التصغير كما عرفت، والتصغير نكت متضادة منها الرقة والحنان والشفقة، كقول الله تعالى حكاية عن نوح u: ]يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا[ الآية. ومنها التعظيم، كقول الشاعر: وكل أناس سوف تدخل بيتهم دويهية تصفر منها الأنامل مراد به التعظيم بدلالة mتصفر منها الأناملn، ولعل ذلك أع ...

Read more

تمهــــــيد

مر عليك ما لا يقل عن نيف وعشرين فصلاً من حياة هذا العبد الصالح لعلها جل ما يقصده المؤرخ من درس حياة أمثاله من الذين أوقفوا حياتهم على المصالح العامة دنياً وأخرى. وإليك فاقرأ فصولاً لا تقل عن نيف وعشرين فصلاً من وصاياه ومواعظه ونصائحه درراً ثمينة وتعاليم قيمة تضمن لما يقوم بأود الدنيا والآخرة، فإنها تؤدب من كان قابلاً للآداب الكمالية بتمام معانيها وكمال مظاهرها وتشخص للأفراد العالم الفاضل من الجاهل والبخيل م ...

Read more

الحقـــــوق

بمناسبة ذكر الوالد مع ولده في العنوان السابق يسرني أن أقدم للقراء الكرام جملة الحقوق اللازمة لكل من الوالدين على ولدهما وحقوقه عليهما نظراً لمزيد الفائدة. أما حقوق الوالدين فقد نبه القرآن المجيد على كثير منها بأبلغ ما يتصور، فقال تعالى: ]وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ...

Read more

لقمان مع ابنه

قد عرفت مما تقدم تحت عنوان (الزوجات والأولاد) أن لقمان قد ولد له الكثير من الأولاد، فلم يسمح الزمان لذلك الصالح بأفلاذ كبده بل نصب لهم شرك المنية حتى أتى على آخرهم، فما بكى على أحد مات منهم لعلمه بعدم الفائدة وتيقنه بالثواب عند الصبر الجميل ووخومة الجزع الذي لا يورث إلا الكآبة والحزن الطويل، اللهم إلا بكاء رقة فغير محظور، فقد بكى رسول الله 2 على ولده إبراهيم لما مات وهو ابن ثلاث سنين، وقال: mتدمع العين ويحز ...

Read more

التفســـــير

عن الثقة الطبرسي (رحمه الله) في مجمعه والبحراني في برهانه وغيرهما في قوله تعالى: ]وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ[، أي أعطيناه العقل، والعلم والعمل به، والإصابة في الأمور. وعن علي بن إبراهيم عن أبي عبدالله الصادق u قال: mأوتي معرفة زمانهn. وعن حماد قال: سألت مولاي الصادق u عن لقمان وحكمته، فقال: mما أوتي لقمان الحكمة بحسب ولا مال ولا أهل ولا بسط في جسم ولا جمال، ولكنه كان رجلاً قوياً في أمر الله متو ...

Read more

سورة لقمان

هي مكية، أي نزلت في مكة المكرمة سوى ثلاث آيات أنزلت في المدينة المنورة، وآياتها بالعدد الحجازي تبلغ ثلاثة وثلاثون كما عن ابن عباس. وفضلها كما عن أُبي بن كعب عن النبي 2 أنه قال: mمن قرأ سورة لقمان كان لقمان رفيقاً له يوم القيامة وأعطي من الحسنات عشر مرات بعدد من عمل بالمعروف ونهى عن المنكر وعدد من عمل بالمنكرn. وروي محمد بن جبير المزرمي عن أبيه عن أبي جعفر u قال: mمن قرأ سورة لقمان في ليله وكل الله به ثلاثين ...

Read more

لقمان في القرآن

ناهيك بمن نوه الله عز ذكره باسمه في قرآنه المجيد إطراء وثناء، فذكره لنبيه محمد(ص) في سورة كبيرة سماها باسمه (سورة لقمان)، أورد فيها خبره مع ابنه، واكتفى سبحانه وتعالى عما أراد إيراده في هذا الموضع من الوصايا والمواعظ والحكم بوصايا لقمان لولده ومواعظه وحكمه حاكياً في ذلك حاله، فهي قرآن قبل أن ينزل القرآن بتأييد لها. فأي شيء كان لقمان حتى كان حديثه قرآناً يُتلى مدى الدهر وليس بمَلَك مقرب ولا نبي مرسل ولا وصي ...

Read more

منزلته من البشر

جاء في الحديث عن الإمام (ع) كما في (مجمع البحرين) ما نصه: «ليس من عبد يقبل بقلبه على الله تعالى إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين عليه». ومن أظهر المصاديق لهذا الحديث (لقمان الحكيم) لإقبال المتقين الأبرار والمخلصين الأحرار من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين ومن أوقف نفسه على طاعة رب العالمين على ذاته المقدسة، حيث إن الناس لأشكالهم أميل، كما جاء في حديث هجر الناس لعلي(ع) على رواية ابن الفتال في روضته عن زيد ...

Read more

هل كــان نبـياً؟

إن لقمان الحكيم (ع) وإن كان في مرتبة النبوة وحد العصمة؛ غير أنه لم يكن نبياً. هذا ما صرحت به كتب السير والتواريخ من المصادر الوثيقة، كما أنها صرحت بادعاء عكرمة والشعبي له بالنبوة حيث فسرا الحكمة من الآية الشريفة بها، فكان عندهما نبياً. ومما ينفي النبوة عنه؛ ما جاء في السنة الغراء عن نافع بن عمر عن النبي(ص) أنه قال: حقاً أقول: لم يكن لقمان نبياً، ولكن كان عبداً كثير التفكر، حسن اليقين، أحب الله فأحبه، ومنَّ ...

Read more

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top