نــداء الملائكــة

حقاً لقد أمر الله سبحانه وتعالى طوائف من الملائكة أن تنادي لقمان (ع) وتوحي إليه أن الله تبارك وتعالى اختار خليفة في الأرض يحكم بين الناس بالحق، وقد كان ذلك عند انتصاف النهار وقت القائلة لما هدأت العيون ونامت الأبصار حيث كان الوقت صائفاً، وكان مما نادته به حيث يسمع ولا يرى: «يا لقمان، هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس». فكان الجواب منه إن خيَّرني ربي قبلت العافية، وإن أمرني الله عز وجل وعزم ع ...

Read more

الأسباب الموجبة للحكمة

مرَّ عليك آنفاً تحت عنوان (مهنته) أن الحكمة الجبارة اقتضت أن لا يكون شيء إلا بسبب، لذا كان نجاح الأشياء مقروناً بتأتي أسبابها، وقلَّ أن يتأتى السبب ويتخلف المسبب كحكمة لقمان فإنه لما تأتت أسبابها لم تكن مختلفة، فجاءت فوق كل ظن بشكل يبهر العقول قرآناً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، قال الله تعالى:[وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ]، وإليك نبذاً من تلك الأسباب: كان u كثير ال ...

Read more

صــــبره

قال الله سبحـانه وتعــالى:[إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ]. عرف لقمان ذلك فأيقن بصدق الوعد من ربه تبارك وتعالى، فصبر على كل ما أصابه في دار الدنيا صبراً قلَّ أن يستطيعه أحد، اللهم إلا أهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم)، فابتلى بأوباش زمانه وأذناب قومه حتى بلغ بهم الحال معه أنهم يقابلونه بما يكره، فيقولون:«ما أقبح وجهك» إلى غير ذلك غير أنه يتلقى ذلك برحابة صدر وبشاشة وجه لما جبل ع ...

Read more

الزوجات والأولاد

الزوجات: جمع زوجة، وهي: قرينة الرجل وأليفه وشريكة حياته، ولزامه[هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ]، فلا أحد أقرب إلى الرجل من زوجته، ولا أحد أقرب إليها منه، وحاجة كل منهما للآخر ماسة ولا غناء لكل منهما عن الآخر. وكيف يستغني الإنسان عن لباسه؟ والرغبة في العزوبة مذمومة شرعاً وعرفاً لما يتـرتب عليها من الأمور المخلة بالدين والشرف والإنسانية، مضافاً إلى ما تقتضيه من قطع النسل المطلوب اتصاله في نظر ...

Read more

بـيـــــته

البيت هو المسكن والمأوى والمحل الذي يأوي إليه المخلوق مطلقاً، فيلقى فيه كل حشمة ويستريح من كل قيد، ولا بد منه لكل إنسان على حسب حاله واقتداره ورغبته وزهده، وفي الغالب أن طول الأعمار يوجب تعمير الديار ولو بالتدريج شيئاً فشيئاً. فتـراها غاصة بالأثاث والمتاع، ولها دوي بأصوات العبيد والخدم والغلمان؛ يطوفون على الآمرين والآمرات من سكانها المالكين. بيد أن التاريخ يحدثنا عمن عاش ألف سنة على أقل الروايات أن بيته كو ...

Read more

مـهـنـتـه

إن من التدبير الحسن لذوي المروة والإنصاف لأنفسهم صون وجوههم عن التكفف والتعفف عما في أيدي الناس بعمل يفيدهم ويغنيهم عن ذلك، فإنه مع ما اتصف به جهاد محمود موجب للعز والرفعة، وخلافه مع عدم تأتي المقصود في كثير من الأحيان موجب للذل والسقوط والمهانة، ففي الخبر:«لو علم الناس ما في السؤال لما سأل أحد أحداً». وفيه: «لو أن أحدكم أخذ حبلاً فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها ويكف بها وجهه خير له من أن يسأل». وفيه: «من ...

Read more

ظهور حكمة لقمان

قد عرفت آنفاً أن أول ما ظهر من حكمة لقمان ما كان منه مع مولاه حين دخل المخرج وكتب على بابه ذلك حرصاً عليه مخافة النسيان، وتلاها ما كان من حل القضايا العويصة وغيرها مما يدل على أنه وحيد تلك الأمة، مما أوجب له شهرة عامة، عرفه بها كل من كان له أدنى اتصال به حتى صار موضع العجب، وهل أن هذا الحكيم هو ذلك العبد الأسود المملوك لآل فلان والراعي لأغنامهم كما قيل: إن رجلاً من عظماء بني إسرائيل جاء إليه، فقال له: يا لق ...

Read more

لقـمان ومـولاه

روي أن لقمان الحكيم (ع) قال له مولاه ذات يوم: اذبح لنا شاة. فلما ذبحها قال له: آتني بأطيب مضغتين منها. فأتاه بالقلب واللسان. فقال له: أما فيها أطيب من هذين؟ فقال: لا. فسكت عنه، فلما كان ذات يوم آخر؛ قال له: اذبح لنا شاة. فلما ذبحها قال له: آتني بأخبث مضغتين منها. فأتاه بالقلب واللسان. فقال له: أمرتك أول مرة أن تأتيني بأطيب مضغتين منها فأتيتني بالقلب واللسان، وأمرتك هذه المرة أن تأتيني بأخبث مضغتين منها فأتي ...

Read more

العـتـــــق

إن لقمان كان في بادئ أمره ومنذ نشأ عبداً مملوكاً قد اشتراه مولاه القين بن خسر من رجل قصار من أهل مدينة أيلة بثلاثين ديناراً ونش([1])، فكان عبداً مملوكاً له غير أنه لم يكن كسائر العبيد لما جُبل عليه من المزايا التي توجب التقدم قهراً، فهو ذلك التقي الورع الزاهد المتفاني في حب طاعة المولى تبارك وتعالى. وكان ذا هيبة عظيمة وعزة منيعة، مصداقاً لقول الإمام (ع):«وإن أردت عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل م ...

Read more

نسبه وأوصافه

هو لقمان الحكيم بن باعور بن ناخور بن تارخ. وقال المسعودي في مروجه: لقمان الحكيم هو لقمان بن عنقاء بن مربد بن صاوون، وكان نوبياً مولىً للقين بن خسر. وقيل: إنه ابن أخت أيوب (ع)، أو ابن خالته. وقد قيل في أوصافه: كان لقمان الحكيم أسود اللون، عظيم الشفتين، مشقق القدمين، ذا مشافر، حبشياً أو نوبياً، من سودان مصر، يمشي على سكينة ووقار، لا يدخل إلا فيما يعنيه. أقول: قف متأملاً في صفات بطل الخلود، ورجل العالم، والمثل ...

Read more

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top