حدث في مثل هذا اليوم (3 صفر)
وفي اليوم الثالث من شهر صفر، أو في الخامس منه سنة 57 هجرية، ولد الإمام الباقر (عليه السلام). وروي أنّه ولد أول يوم من رجب. وسيأتي الكلام على ذلك في التاريخ المذكور إن شاء الله تعالى.
***
وفيه من سنة 64 هجرية ضربت الكعبة بكيزان النفط، وأحجار النار، فاشتعلت النار في أستارها، وذلك في حرب جيش يزيد بن معاوية مع ابن الزبير.
***
وفيه من سنة 270 هجرية قتل صاحب الزنج، وكان أول خروجه 26/ 9/ 255 هجرية، وكان دخوله الأهواز 17/ 9/ 256 هجرية، ودخوله البصرة وقتله أهلها وإحراقه لبيوتها 17/ 10/ 257 هجرية، وقتل بتاريخ 3/ 2/ 270 هجرية، فكانت أيامه من أول خروجه إلى أن قتل أربع عشرة سنة وأربعة أشهر وستة أيام.
وكان الذي قام بقيادة الجيش في قتاله وقتله أحمد الموفق بن جعفر المتوكّل، والخلافة يومئذ لأخيه المعتمد بن المتوكّل، ولكنّه كان قد آثر اللذّات، وعكف على الملاهي، فغلب أخوه الموفّق هذا على الاُمور وتدبيرها على أمل أن يكون صاحب الأمر بعد أخيه، ولكنّه مات قبل أخيه، فكان موته 17/ 2 سنة 278 هجرية، ومات أخوه المعتمد 18/ 9/ 279 هجرية ولذلك قال بعضهم يرثي الموفّق، وكان الناس قد أحبوه لجديّته وقتله صاحب الزنج:
لمّا استظل بظل الملك واجتمعتْ *** له الاُمور فمنقاد ومقسورُ
حطّت عليه لمقدار منيته *** كذاك تصنع بالناس المقاديرُ([1])
فسبحان المتصرّف في عباده.
***
وفيه من سنة 333 هجرية خلع المتقي بالله في الخلافة العباسية، وهو الخليفة الواحد والعشرون من خلفاء بني العباس، وتولّى بعده ابن عمّه المستكفي بالله، وأخرجه إلى جزيرة بقرب السندية فحبسه بها، فأقام في السجن خمساً وعشرين سنة إلى أن مات. وكانت خلافته ثلاث سنين وأحد عشر شهراً. رحمه الله برحمته.
***
وفيه من سنة 405 هجرية توفي الحاكم النيسابوري محمد بن عبدالله، صاحب كتاب (المستدرك على الصحيحين). قال الذهبي فيه: أما انحرافه عن خصوم علي (عليه السلام) فظاهر، وأما أمر الشيخين فمعظّم لهما بكل حال، فهو شيعي لا رافضي، وليته لم يصنّف (المستدرك)([2]). وله كتاب (علماء نيسابور).
قالوا: وقد جمع أحاديث، زعم أنّها صحاح على شرط الشيخين، يلزمهما إخراجهما في صحيحيهما، منها: حديث الطائر المشوي، وحديث «من كنت مولاه فعلي مولاه». قالوا: والحديث الصحيح على شرط الشيخين هو أن يكون إسناده متّصلاً، وأن يكون راويه مسلماً، متّصفاً بصفات العدالة، سليم الذهن، قليل الوهم، سليم الاعتقاد. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 3/ 2 من سنة 631 هجرية توفّي بدمشق أبوالحسن علي بن محمد بن سالم الثعلبي الفقيه الاُصولي الشافعي الملقّب بسيف الدين الآمدي. كان في أول اشتغاله حنبلي المذهب، ثم انتقل إلى المذهب الشافعي. انحدر إلى بغداد، ثم انتقل إلى الشام، ثم إلى الديار المصرية، وتولى الإفادة بالمدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعي (رحمه الله)، ثم تصدّر بالجامع الظافري بالقاهرة مدّة، واشتهر بها فضله، واشتغل عليه الناس وانتفعوا به.
قال ابن خلّكان: ثم حسده جماعة من فقهاء البلاد، وتعصّبوا عليه، ونسبوه إلى فساد العقيدة، وكتبوا محضراً يتضمّن ذلك، قال: وبلغني عن رجل منهم ـ له عقل ومعرفة ـ أنّه لما رأى تعصّبهم عليه كتب في ذلك المحضر، وكانوا قد حملوا إليه ذلك المحضر ليكتب فيه بقلمه مثلما كتبوا عن الرجل، فكتب:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا فضله *** فالقوم أعداء له وخصومُ
ولما رأى المترجم تألّبهم عليه خرج من البلاد مستخفياً، ولحق بالشام واستوطن مدينة حماة، وصنّف في اُصول الدين والفقه والمنطق والحكمة والخلاف، وغير ذلك نحو عشرين مصنفاً، وكلّ تصانيفه مفيدة([3]). ودرس بالمدرسة العزيزية، ثم عُزل عنها، وبقي بطّالاً في بيته إلى أن مات بالتاريخ المذكور 3/ 2/ 631 هجرية. رحمه الله برحمته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 966 هجرية ولد الشيخ الفاضل الشيخ عبد الصمد أخو الشيخ البهائي (رحمه الله)، وتوفّي في طريق الحجّ سنة 1020 هجرية، ونقل جثمانه الشريف إلى النجف الأشرف، ودفن فيه. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنّته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 1362 هجرية توفّي قاضي القطيف وزعيمها الشيخ علي أبو عبد الكريم الخنيزي (رحمه الله). وقد أرخ المقدّس الشيخ فرج العمران عام وفاته، فقال:
قضى الحق لمّا علي قضى *** فيا طالب الحقّ مَنْ ذا تؤمْ
ويا زائراً لحده أرخن *** (علي مع الحقّ في اللحد ضمْ)([4])
1362هجرية.
وقال أيضاً:
إنّ هذا القبر مثوى لعلي *** حجّة الإسلام ذي الشأن العلي
والهدى فيه ثوى مذ أرخوا *** (ضم في اللحد مع الحق علي)([5])
1362هجرية.
قالوا: ومن مظاهر عظمة هذا القاضي الكبير أنّ أهل الحاضرة والبادية والسنة والشيعة اجتمعوا عليه، ورضته قاضياً عدلاً، وحكماً فصلاً، تثق بما يقطع به رأيه، وما يصدر به حكمه، وأما الدولة فإنها توليه من الثقة والتقدير، وتمنحه من الصلاحيات فوق ما يتصوّر. وقد تولّى القضاء في القطيف ما يقارب أربعين عاماً، وتوفّي والكل يشعر بأنّه في حاجة إليه، وقد رثاه الكثير من الشعراء وأبّنه الكثير من العلماء والأدباء، ومنهم المقدّس الشيخ فرج العمران المتوفّى 22/ 3/ 1398 هجرية، والمرحوم محمد سعيد الجشّي المتوفّى 18/ 9 /1410 هجرية، ومنهم الخطيب الكبير السيد علي الهاشمي، رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنَّته. وقد كان مولده في سنة 1285هجرية؛ فعمره يوم وفاته (77) سنة، تغمده الله برحمته.
_____________________
([1]) مروج الذهب 2: 136، محاضرات الأدباء 2: 543.
([4]) الأزهار الأرجية م1، ج1: 137.
([5]) الأزهار الأرجية م1، ج1: 137.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.