حدث في مثل هذا اليوم (27 جمادی الآخرة)

حدث في مثل هذا اليوم (27 جمادی الآخرة)

وفي هذا اليوم من 116هـ استشهد بكاشان علي ابن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) الذي يقال: إن أباه الباقر (عليه السلام) أرسله إلى تلك الناحية يعلمهم ويرشدهم، فبقي هناك مشغولاً بتعليم الناس وهدايتهم والصلاة بهم في جامع كاشان إلى أن توفي أبوه سنة 114هـ. وفي سنة 116 قام عدة من المخالفين بقتله وقتل عدة من أصحابه بتاريخ 27 /6/ 116هـ. وقد رأى الناس منه كرامات كثيرة في حياته وبعد موته، وعندما أراد المقدس شهاب الدين المرعشي المتوفى بتاريخ 7 /2/ 1411هـ عمارة مشهده أمر جماعة بالنزول إلى السرداب الذي فيه جثمانه الطاهر، فرأوا جثمانه وجثامين الشهداء الذين قتلوا معه لم تتغير أجسامهم، ويعرف هذا الشهيد عند الإيرانيين باسم سلطان علي. رحمه الله برحمته.

***

وفي ليلة هذا اليوم ـ وكانت ليلة الأربعاء ـ من سنة 259هجرية توفي أبو عبدالله محمد بن خالد الطيالسي، وهو ابن 97سنة. له كتاب نوادر. رحمه الله برحمته.

***

في هذا اليوم من سنة 391 هجرية توفي الشاعر الشهير الحسين ابن الحجاج النيلي البغدادي الإمامي صاحب القصيدة المشهورة التي مدح بها أميرالمؤمنين (عليه السلام):

يا صاحب القبة البيضاء في النجف *** من زار قبرك واستشفى لديك شُفي
زوروا أبا الحسن الهادي لعلكُمُ *** تحظون بالعزّ والإقبال والزلفِ
زوروا لمن تسمع النجوى لديه فمن *** يزره بالقبر ملهوفاً لديه كُفي
إذا وصلت فأحرم قبل تدخله *** ملبياً واسعَ سعياً نحوه وطُفِ
حتى إذا طفت سبعاً حول قبته *** تأمّل الباب تِلقا وجهه فقفِ
وقل سلام من الله السلام على *** أهل السلام وأهل العلم والشرفِ
إني أتيتك يا مولاي من بلدي *** مستمسكاً من حبال الحق بالطرفِ
راجٍ بأنك يا مولاي تشفع لي *** وتسقني من رحيق شافي اللهفِ
لأنك العروة الوثقى فمن علقت *** بها يداه فلن يشفى ولم يخفِ
وأن أسماءك الحسنى إذا تليت *** على مريض شفي من سقمه الدنفِ
لأن شأنك شأن غير منتقص *** وأن نورك نور غير منكسفِ
وأنك الآية الكبرى التي ظهرت *** للعارفين بأنواع من الطرفِ
هذي ملائكة الرحمن دائمة *** يهبطن نحوك بالألطاف والتحفِ

إلى آخر القصيدة المشهورة المذكروة في كثير من الكتب المعتبرة كالغدير([1]) وغيره، وله قصيدة رائعة رد بها على ابن سكرة المتقدم ذكره بتاريخ 11/ 4، ومنها قوله:

قل لابن سكرة يا ذا البخل والخرفِ *** عن ابن حجاج قولاً غير منحرفِ
يا من هجا بضعة الهادي لئن نشبت *** كفاي فيك على تمكين منتصفِ([2])

وكانت وفاته بالنيل بلدة على الفرات بين بغداد والكوفة، وحمل إلى مشهد الإمام الكاظم (عليه السلام)، ودفن بحذاء رجليه، وكتب على قبره بوصية منه (رحمه الله): ﴿وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ([3])، ورثاه السيد المرتضى (رحمه الله). وبرهن الأميني في كتاب (الغدير)([4]) أنه عمّر أكثر من مئة سنة. رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم 27/ 6/من سنة 488هـ ولد مؤيد الدين مجد الدولة أسامة بن منقذ الكناني الكلبي، سكن دمشق وانتقل إلى مصر ثم عاد إلى دمشق وتوفي بها في 23/ رمضان سنة 584هجرية، ودفن بجبل قاسيون. له ديوان شعر في جزأين، وله عدة مؤلفات. رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم 27/من شهر جمادي الآخرة سنة 1320 هجرية توفي بالنجف الأشرف المحدث الكبير، والرجالي الخبير، الشيخ الميرزا حسين ابن الميرزا محمد تقي النوري الطبرسي الذي أثنى عليه معاصروه بالثناء الجميل، منهم تلميذه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء المتوفى بتاريخ 18/ 11/ 1373 هجرية، والشيخ آقا بزرك المتوفى بتاريخ 15/ 11/ 1389هجرية، ومنهم المحدث القمي، والمدرسي التبريزي، وغيرهم. وقد بلغت مؤلفاته باللغة العربية نحو (26) مؤلفاً منها (مستدرك الوسائل)، و(مستدركات بحار الأنوار). ومؤلفاته باللغة الفارسية نحو سبعة مؤلفات منها (النجم الثاقب في أحوال الإمام الغائب).

وكان مولده& بتاريخ 18/ 10/ 1254هجرية؛ فعمره يوم وفاته 66 سنة فقط. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1363 هجرية توفي بالملّاحة من قرى القطيف الخطيب الكبير، الحاج الملا علي بن درويش والد الملا عبد الله المتقدم ذكره بتاريخ 27/ 2. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1374 توفي في البحرين العلامة الجليل الواعظ المرشد الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن خلف بن علي بن حسين المصلي الذي كان مولده بالسنابس من بلدان البحرين، ثم انتقل إلى النعيم غربي مدينة المنامة ليخلف المقدس السيد محسناً الغريفي المتوفى سنة 1341هجرية بوصية منه. وكان (رحمه الله) يغلب عليه الورع؛ فقد عرضت عليه وظيفة القضاء الرسمي فرفضها بشدة، ولما ألحّ عليه بعض أصحابه في قبولها ما تمالك دون أن غلبته العبرة فبكى، فاضطر ذلك المؤمن الذي ألحّ عليه أن يستسمح منه. ولما توفي بالتاريخ المذكور 27/ 6/ 1374هجرية دفن في مقبرة «أبي عنبرة» قرب السيد عدنان الموسوي، ورثاه الشعراء، ومنهم الخطيب الكبيرالسيد محمد صالح ابن السيد عدنان، وقد قال في قصيدته:

أبكيه من فاضل طابت خلائقه *** على المكارم والتقوى قد انفطرا
إن جئت مستهدياً وافاك بدر هدى *** أو جئت مستجدياً ألفيت بحر قرى
وكلما ازددت قرباً منه زدت له *** مهابة وإليه لم تطق نظرا
ولا عجيب لمن طابت سريرته *** لربه أن ترى أسراره عبرا
فقد أناط بخوف الله مهجته *** إذ لم يزل نطقه لله مدّكرا
وبالعبادة أفنى عمره لهجاً *** بطاعة الله لم يعرف بها ضجرا
قد صام حتى براه الصوم من شغب *** وقام حتى شكت أجفانه السهرا

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

____________

([1]) الغدير 4: 88.

([2]) أعيان الشيعة 5: 433.

([3]) الكهف: 18.

([4]) الغدير 4: 98.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top