حدث في مثل هذا اليوم ( 5 رمضان )

حدث في مثل هذا اليوم ( 5 رمضان )

في اليوم الخامس أو السادس منه من سنة 201 هجرية بيعة الإمام الرضا (عليه السلام) بولاية العهد للمأمون. قال أهل السير: لما أراد المأمون أخذ البيعة للرضا (عليه السلام) بولاية العهد جلس إلى الخاصة في آخر خميس من شعبان، وتكلم الفضل بن سهل، فأعلم الناس برأي المأمون في علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، وأنه قد ولاه عهده، وأمرهم بلبس الخضرة التي هي شعار العلويين بدلاً من السواد الذي هو شعار العباسيين، والعود لبيعته في الخميس القادم.

فلما كان الخميس القادم ـ وهو أول خميس من شهر رمضان المبارك سنة 201 ـ ركب الناس على طبقاتهم من القواد والحجاب والقضاة وغيرهم، وقد لبسوا الخضرة، وجلس المأمون، ووضع للرضا (عليه السلام) وسادتين خضراوين، وأجلس الرضا (عليه السلام) عليهما وهو متقلد سيفاً، وصعد المأمون المنبر، وخطب الناس وقال: أيها الناس جاءتكم بيعة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بي أبي طالب (عليهم السلام)، والله لو قرئت هذه الأسماء على الصم البكم لبرؤوا بإذن الله عزوجل، أو قال: لو قرئت على مغمىً لأفاق([1]).

ثم أمر ولده العباس أن يبايع للرضا في أول الناس، فلما جاء العباس لبيعته([17]) الخرائج والجرائح 1: 60، الاستيعاب 4: 1562.، رفع الرضا يده، فتلقى بظهرها وجه نفسه، وببطنها وجوه الناس، فقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة: فقال الرضا (عليه السلام): «إن رسول الله| هكذا كان يفعل». فبايعه الناس ويده فوق أيديهم ووضعت البدر وقام الخطباء والشعراء فجعلوا يذكرون فضل الإمام الرضا (عليه السلام) وما كان من المأمون في أمره وقام الخطيب العباسي فتكلم وأحسن ثم أنشد قائلاً:

لابد للناس من شمس ومن قمر *** فأنت شمس وهذا ذلك القمر([2])

***

وفيه أو في الذي قبله من سنة 608 هجرية توفي القاضي السعيد هبة الله بن القاضي الرشيد جعفر بن سناء الملك أبي عبد الله محمد السعدي. كان وافر الفضل، رحب الصدر، جيد الشعر، بديع الإنشاء، ولد بمصر سنة 548 هـ، وتوفي بها بالتاريخ المذكور 5 أو 4 / 9 / 608 هجرية، وله عدة مؤلفات. واختصر كتاب (الحيوان) للجاحظ المتوفى بتاريخ 25 / 1 / 255 هجرية، وسمى مختصره (روح الحيوان). وله منظومة في غزوات الرسول (صلى الله عليه وآله)، وله غير ذلك. وتوفي أبوه القاضي الرشيد جعفر بتاريخ 15 / 9 / 580 هجرية. رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم وهو اليوم الخامس من شهر رمضان المبارك سنة 803 هجرية توفي القاضي إبراهيم الفقيه الحنبلي (رحمه الله).

***

وفي هذا اليوم 5 / 9 من سنة 1371 هجرية توفي السيد رضا ابن السيد سليم ابن السيد مرتضى قيِّم مشهدِ رؤوسِ الشهداء بالشام، وقد دفن في نفس المشهد نفسه مع أبيه السيد سليم المتقدم ذكره بتاريخ يوم وفاته 10 / 3. وقد كتبت على قبر المترجم المذكور السيد رضا هذه الأبيات:

مرقد ضم الرضا بن المرتضى *** طاول النجم سناه وسَما
علم من أهل بيت ودُّهم *** جاء في التنزيل أجر المصطفى
شعّ نور الوحي في أبياتهم *** فسموا قدراً وطابوا محتدا
طهروا من كلّ رجس فغدوا *** لبني الدنيا مصابيح الهدى
بالرضا قد بشر الخلد زها *** أرخوا (يمناً ونوراً ورضا)

1371

وبعد أن توفي هذا السيد الكريم صار قيم مشهد الرؤوس الشريف أخوه السيد حسني، وقد أعدّ له قبراً في هذا المشهد الشريف. قال المقدس الشيخ فرج العمران المتوفى 22 / 3 / 1398: وقد رأينا هذا القبر عند زيارتنا للمشهد الشريف بتاريخ 9 / 2 / 1377 هجرية([3]). رحم الله الجميع برحمته.

السيد عبدالعزيز الحكيم

سيرته الذاتية: ولد السيد عبدالعزيز سنة 1950 م في النجف الأشرف، وهوأصغر أبناء المرجع الديني الكبير الإمام السيد محسن الحكيم (قدس سره) العشرة. متزوج من ابنة السيد محمد هادي الصدر، وله أربعة أولاد، أكبرهم السيد عمّار. أما والده، الإمام الحكيم المتوفى في سنة 1390 هـ ، فهو أبرز مراجع الطائفة على الإطلاق. ولا تزال آراؤه الفقهية والأصولية تدوي في حوزات الشيعة المختلفة، كما لا تزال مواقفه الاجتماعية والسياسية محل تقدير وإعجاب ودراسة وتحليل.

دراسته: توجه في وقت مبكر من حياته نحو الدراسة في الحوزة العلمية المشرفة في النجف، فدرس المقدمات في مدرسة العلوم الإسلامية التي أسسها الإمام الحكيم في السنوات الأخيرة من مرجعيته، وكان المشرف على المدرسة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم، وفي مرحلة السطوح تتلمذ على يد مجموعة من الأساتذة في الفقه والأصول، كأخويه الشهيدين السيد محمد باقر والسيد عبدالصاحب. وبعد أن أتم السطوح تحول إلى البحث الخارج عند السيد الشهيد السيد محمد باقر الصدر، ثم تفرغ للعمل السياسي والاجتماعي فأسس مع جماعة من الشخصيات حركة المجاهدين العراقيين والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والمركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق، وهاجر من العراق، ثم عاد إليها بعد سقوط صدام، ثم انتخب رئيساً للمجلس الأعلى بعد شهادة أخيه بتاريخ 1 / 7 / 1424 هـ. وقد توفي بالتاريخ المذكور 5 / 9 / 1430 هـ. رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم 5 / 9 الموافق يوم الاثنين من سنة 1428 هـ توفي بطهران العلّامة الجليل، والمؤلف الكبير، السيد مرتضى العسكري (رحمه الله) صاحب المؤلفات النافعة عن عمر ناهز 94، ومنها:

1ـ قيام الأيمة (عليهم السلام) بإحياء الدين، 14 مجلداً.

2ـ معالم المدرستين في ثلاثة مجلدات.

3ـ القرآن الكريم وروايات المدرستين.

4ـ خمسون ومائة صحابي مختلق.

5ـ عبدالله بن سبأ.

إلى غير ذلك من الكتب النافعة.

وقد دفن بجوار السيدة معصومة ببلدة قم المقدسة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 5 / 9 / 1430 هجرية توفي بطهران سماحة العلامة الجليل رئيس المجلس الأعلى السيد عبد العزيز نجل آية الله العظمى السيد محسن الحكيم المتوفى بتاريخ 27 / 3 / 1390 هجرية، ابن آية الله السيد مهدي الحكيم المتوفى ببلدة بنت جبيل بلبنان بتاريخ 8 / 2 / 1312 هجرية. وقد نقل جثمانه الطاهر إلى العراق، وشيع من بغداد إلى الكاظمية، ومن الكاظمية إلى كربلاء، ومن كربلاء إلى النجف الأشرف حيث مقره الأخير. وقد ووري جثمانه الثرى يوم السبت بتاريخ 8 / 9 / 1300 هجرية، فكان آخر أولاد أبيه العشرة، تغمدهم الله برحمته وأسكنهم فسيح جنته.

__________________

([1]) الأمالي (الصدوق): 758 / 1024، روضة الواعظين: 229.

([2]) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 146/ 16، بحار الأنوار 49: 140.

([3]) الأزهار الأرجية م3، ج7: 41.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top