حدث في مثل هذا اليوم ( 10 رمضان )
وفي اليوم العاشر من شهر رمضان المبارك سنة 10 من البعثة بعد موت أبي طالب(رحمه الله) بثلاثة أيام توفيت خديجة أم المؤمنين، وقيل بوفاتها بعد أبي طالب بخمسة وأربعين يوماً، وهذا على قول من قال: إن وفاة أبي طالب(رحمه الله) كانت في اليوم السادس والعشرين من شهر رجب من ذلك العام، وهو الأقرب؛ ولذلك سماه النبي(صلى الله عليه وآله) عام الحزن.
***
قال صاحب كتاب (وقايع الشهور والأيام) وفيه من سنة 95 هجرية قتل الحجاج سعيدَ بن جبير بن هشام الأسدي الكوفي العبد الصالح المحدث الفقيه الذي من أحفاده الشيخ المفيد؛ فهو جده السادس. وقد دعا على الحجاج، وقال: اللهم لا تسلطه على أحد بعدي. فاستجاب الله له فلم يسلطه على أحد بعده، ولم يبق الحجاج بعده إلّا خمسة عشر ويوماً([1]). رحمه الله برحمته.
***
وفيه، أو في السادس عشر منه من سنة 463 هجرية توفي الشريف الأجل أبو يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري الطالبي خليفة الشيخ المفيد وصهره، والجالس مجلسه، المتكلم الفقيه. وفي كتاب (الكنى والألقاب) أن وفاته(رحمه الله) كانت في يوم السبت السادس عشر من شهر رمضان المبارك من السنة المذكورة. قال: وهو غير أبي يعلى العباسي العلوي المدفون في قرب القرية المزيدية من قرى الحلة؛ فإنه حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب(عليه السلام). وهو ثقة جليل القدر له كتاب (من روى عن جعفر بن محمد(عليه السلام) من الرجال)([2]) . رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفيه من سنة 485 هجرية قتل الوزير نظام الملك الحسن بن إسحاق الطوسي في سحنة قرية من قرى نهاوند، قتله صبي ديلمي دنا وهو يصرخ: مظلوم مظلوم. فقال الوزير: انظروا ما ظلامته. فسألوه عن ذلك، فقال: معي رقعة أُريد أن أسلمها للوزير. فلما دنا منه ضربه بسكين في فؤاده فقتله. وقيل: إن هذا الشاب الذي قتله مدسوس له من جماعة كانوا قد حقدوا على الوزير لاعتناقه مذهب أهل البيت(عليهم السلام) بسبب المحاورة التي جرت بمحضره وبمحضر الملك شاه السلجوقي الذي اعتنق هو أيضاً مذهب أهل البيت بسبب تلك المحاورة التي جرت بين عالم علوي وآخر عباسي ببغداد. وقد بين ذلك شبل الدولة أبو الهيجاء مقاتل بن عطية وكان ختناً للوزير نظام الملك حيث قال في مرثيته له:
كان الوزير نظام الملك لؤلؤة *** نفيسة صاغها الرحمن من شرفِ
عزَّت فلم تعرف الأيام قيمتها *** فردها غيرة منه إلى الصدفِ
اختار مذهب حق في محاورة *** تبدي الحقيقة في برهان منكشفِ
لكن حقداً دفيناً حركوه له *** فبات بدر الدجى في ظل منخسفِ
عليه ألف سلام الله تالية *** تترى على روحه في الخلد والغرفِ([3])
ومما يدل على تشيعه وصلاحه ما رواه ابن خلكان في ترجمة الملك شاه المذكور أنه لما توجّه لحرب أخيه «تتش» اجتاز بمشهد الامام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) بطوس فدخل مع نظام الملك الوزير، وصليا فيه، وأطال الدعاء، ثم قال الملك لنظام الملك: بأي شيء دعوت؟ قال دعوت الله أن ينصرك على أخيك. فقال الملك: أما أنا، فلم ادعُ بهذا، بل قلت: اللهم انصر أصلحنا للمسلمين. فانتصر هو رحمه الله([4]).
وسيأتي أن نظام الملك ولد في 21 / 11 / 408.
***
وفي هذا اليوم 10 / 9 من سنة 599 هجرية توفي ببغداد أبو البدر بن حيدر البغدادي الشاب الفاضل المتميز بالكتابة والشجاعة. كان الخليفة العباس أحمد الشيعي الناصر لدين الله العباسي المتوفى 10 / 9 / 622 هجرية قد ولّاه تركات من لا وارث لهم سوى بيت المال. فلما مات بالتاريخ المذكور صُلي عليه بالمدرسة النظامية، ودفن في مشهد الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام). رحمه الله برحمته.
***
وفيه أي في اليوم العاشر من شهر رمضان المبارك من سنة 853 هجرية قتل السلطان الفاضل ميرزا ألغ بك بن شاهرخ ملك تركستان وما وراء النهر، ولد بالسلطانية مدينة في غرب إيران، وتوفي بسمرقند، وازدهرت سمرقند على أيامه. وكان شاعراً ومؤرخاً، وله إلمام بعلم الكلام، وقد أنشأ مرصداً بسمرقند. رحمه الله برحمته.
____________________
([1]) الإكمال في أسماء الرجال (الخطيب التبريزي): 198 ـ 199، البداية والنهاية 9: 116.
([3]) مؤتمر علماء بغداد (مقاتل بن عطية): 217، الكامل في التاريخ 10: 206، ذكر البينين الأولين فقط.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.