وفد نجران
﴿الم * اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ * مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ﴾
نزلت أوائل السورة إلى نيف وثمانين في وفد نجران وكانوا ستين راكباً قدموا على رسول الله| وفيهم أربعة عشر ثلاثة نفر يؤول إليهم أمرهم العاقب أمير القوم وصاحب مشورتهم الذين لا يصدرون إلا عن رأيه واسمه عبد المسيح والسيد ثمالهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم وأبو حارثة ابن علقمة أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم وكان قد شرف فيهم ودرس كتبهم وكانت ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده فقدموا على رسول الله| ودخلوا مسجده حين صلى العصر عليهم ثياب الحبرات جبب وأردية في جمال رجال حرث ابن كعب يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول الله ما رأينا وفداً مثلهم وقد حانت صلاتهم فأقبلوا يضربون بالناقوس وقاموا فصلوا في مسجد رسول الله| فقالت الصحابة: يا رسول الله هذا في مسجدك فقال رسول الله|: دعوهم فصلوا إلى المشرق فكلم السيد والعاقب رسول الله فقال لهما رسول الله أسلما فقالا: أسلمنا قبلك قال: كذبتما يمنعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولداً وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير قالا إن لم يكن ولداً لله فمن أبوه وخاصموه جميعاً في عيسى فقال لهما النبي: ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه؟ قالوا: بلى قال: ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى يأتي عليه الفناء؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء ويحفظه ويرزقه؟ قالوا: بلى قال: فهل يملك عيسى من ذلك شيئاً قالوا: لا، قال: ألستم تعلمون أن الله لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء قالوا: بلى، قال: فهل يعلم عيسى من ذلك إلا ما علّم؟ قالوا: نعم لا يعلم إلا ما علم، قال: فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء وربنا لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها ثم غذي كما يغذى الصبي ثم كان يطعم ويشرب ويحدث؟ قالوا: بلى، قال: فكيف يكون هذا كما زعمتم فسكتوا فأنزل الله فيهم صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.