حدث في مثل هذا اليوم (8 ربيع الأوّل)
وفي اليوم الثامن من هذا الشهر، أو في الثاني عشر منه سنة 227 هجرية توفي الخليفة الثامن من خلفاء بني العباس، وهو المعتصم محمد بن هارون الرشيد الذي هجاه دعبل بقوله:
ملوك بني العباس في الكتب سبعة *** ولم تأتنا عن ثامن لهُمُ كُتْبُ
كذلك أهل الكهف في الكتب سبعة *** خيارٌ إذا عُدّوا وثامنهم كلبُ
وإني لاُعلي كلبهم عنك رفعة *** لأنك ذو ذنبٍ وليس له ذنبُ([1])
والمعتصم هو الذي بنى سامراء سنة 222 هجرية، وفتح عمورية سنة 223هـ. وينسب إليه أنه الذي أغرى ابنة أخيه المأمون زوجة الإمام الجواد (عليه السلام) على أن تسم زوجها الإمام الجواد، فسمته فمات مسموماً بتاريخ 29 /11/ 220 من الهجرة.
وفي (الكامل) لابن الأثير أن المعتصم أنه ولد في الشهر الثامن ـ وهو شعبان ـ من سنة ثمانين ومئة، وهو الخليفة الثامن من خلفاء بني العباس، ومات في اليوم الثامن أو الثامن عشر من شهر ربيع الأول بعد أن ملك ثماني سنين، وثمانية أشهر، وخلف ثمانية بنين وثماني بنات([2]). وهذا من عجيب الاتّفاق.
***
في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول سنة 260 هجرية توفي بسامراء الإمام الحادي عشر من أيمة أهل البيت (عليهم السلام) الحسن العسكري، وله من العمر 28 سنة.
وكانت وفاته في خلافة المعتمد الذي تولّى الخلافة 16 /7/ 256 هجرية، وتوفي في رجب سنة 279 هجرية. وقد روي أنه دس له السم في بعض الطعام. قال صاحب (الفصول المهمة): ولما ذاع خبر وفاته (عليه السلام) ارتجّت سامراء، وقامت صيحة واحدة، وعطلت الأسواق، وغلّقت الدكاكين، وركب بنو هاشم والقواد، والكتّاب والقضاة، وسائر الناس إلى جنازته، ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه (عليه السلام)، فسلام الله عليه يوم ولد، ويوم مات، ويوم يبعث حياً.
***
في كتاب (كفاية الخطيب) للمرحوم العلامة السيد مهدي السويج (رحمه الله) أن في هذا اليوم 8 /3/ 4383 بالسنة العبرية نجّى الله بني إسرائيل من عدوهم فرعون([3]). وقد تقدم أنه بتاريخ 5 /1.
***
وفيه من سنة 984 هجرية توفي بالبحرين والد الشيخ البهائي الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي الهمداني. وقد تقدم أنه ولد بتاريخ 1 /1 /918 هجرية؛ فيكون عمره (رحمه الله) 66 سنة، وخمسين يوماً. وقد رثاه ولده الشيخ محمد ابن الحسين بن عبد الصمد الذي سيأتي ذكر وفاته باليوم 12 /10/ 1031 هجرية، فقال:
أقمت يا بحر في البحرين فاجتمعت *** ثلاثة كنَّ أمثالاً وأشباها
ثلاثة أنت أنداها وأغزرها *** جوداً وأعذبها طعماً وأصفاها
حويت من دُرَر العلياء ما حويا *** لكن درَّك أعلاها وأغلاها
فيا ضريحاً حوى فوق السماك علاً *** عليك من صلوات الله أزكاها([4])
وقد رثى هو (رحمه الله) استاذه الشهيد الثاني المستشهد بالروم بتاريخ 1 /1/ 966، فقال:
أتى من الروم لا أهلاً بمقدمه *** ناعٍ نعاه فنار الحزن تشتعلُ
فصار حزني أنيسي والبكا سكني *** والنوح دأبي ودمع العين ينهملُ
لهفي له نازح الأوطان منجدلاً *** فوق الصعيد عليه الترب مشتملُ
أشكو إلى الله شكوى ليس يشملها *** إلاّ مصاب الاُلى في كربلا قتلوا([5])
رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 8/ربيع الأول من سنة 1204 هجرية توفي الميرزا محمد حسن ابن الميرزا أقاسي القمي، كان إمام مسجد الإمام العسكري (عليه السلام) بقم المقدسة، وله كتاب في الفقه الاستدلالي في ثلاثة مجلدات. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
__________________
([1]) ديوان دعبل: 41، تاريخ الإسلام 18: 260ـ261.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.