حدث في مثل هذا اليوم (25 جمادى الاُولى)

حدث في مثل هذا اليوم (25 جمادى الاُولى)

قال صاحب كتاب (وقايع الأيام والشهور): وفي هذا اليوم من سنة 64 هجرية توفي معاوية بن يزيد بن معاوية محب أهل البيت (عليهم السلام) بعد وفاة أبيه بأربعين يوماً، وبعد أن خلع نفسه من الخلافة؛ لمعرفته أن الخلافة ليست لبني أمية كما صرح بذلك في خطبته التي عزل فيها نفسه، وقد مرت بتاريخ 24/ 4. وإذا كانت وفاته بعد هذا التاريخ بأربعين يوماً فتكون وفاته بتاريخ 4/ 6، أو كانت بعد خلع نفسه بسبعين يوماً كما يقول البعض، فتكون بتاريخ 4/ 7. وعليه فهذا القول في صحته إشكال إلّا أن يكون موته بعد خلعه لنفسه بشهر واحد من 24/ 4 إلى 25/ 5 والله سبحانه وتعالى أعلم.

***

وفي هذا اليوم 25 /5/ 556 هجرية توفي أبو منصور محمد بن علي المعروف بالعتَّابي؛ نسبة إلى العتَّابيين، وهي أحدى محالّ بغداد في الجانب الغربي منها، وكانت له معرفة بالنحو واللغة وفنون الأدب، وله الخطُّ المليح الصحيح الذي يتنافس فيه أهل العلم، فكل كتاب يوجد بخطه فهو مرغوب فيه. وهو غير أبي عمرٍو كلثوم بن عمرو بن أيوب الشامي العتابي الذي هو من شعراء الدولة العباسية في عهد البرامكة، والذي أسن في زمن المأمون حتى إنه لما أراد القيام يوماً من مجلس المأمون أخذ المأمون بيده، فأقامه شيئاً فشيئاً. ومن شعره:

هيبة الإخوان قاطعة *** لأخي الحاجات عن طلبه
فإذا ماهبت ذا أمل *** مات ما أملت من سببه

وقالوا وهذا المعنى مأخوذ من قول أميرالمؤمنين (عليه السلام): «الهيبة مقرونة بالخيبة، والحياء مقرون بالحرمان، والفرصة تمر مر السحاب»([1]). رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم 25/ من شهر جمادى الأولى سنة 637 هجرية توفي الأديب الشهير أبوالحسن بن معالي بن مسعود بن الحسين الحلي المعروف بابن الباقلاني أو الباقلاوي النحوي، وهو غير الباقلاني البصري البغدادي القاضي أبو بكر محمد بن الطيب ناصر. طريقه أبي الحسن الأشعري الذي كان مشهوراً بالمناظرة وسرعة الجواب، والذي كان معاصراً للشيخ المفيد (رحمه الله). يروى عنه أنه قد ناظر الشيخ المفيد، فغلبه الشيخ، فقال للشيخ المفيد: ألك في كل قِدر مغرفة؟ فقال له الشيخ: نِعم ما تمثلت به من أدوات أبيك. ويدلّ هذا القول على أن أباه يبيع الباقلا؛ ولذلك لقب بالباقلاني. وكان ابن الباقلاني صاحب الترجمة ممن قرأ الكلام والحكمة على الإمام نصير الدين الطوسي المتوفى بتاريخ 18/ 12/ 672 وانتهت إليه الرئاسة في هذه الفنون وفي علم النحو. وكان له همة عالية، وحرص شديد على تحصيل العلم مع كبر سنه وضعف بصره، وله فهم ثاقب وذكاء حادق مع كثرة محفوظاته وحسن طريقته. قيل: وكان حنفياً، ثم انتقل إلى المذهب الشافعي. واحتمل الأمين في (الأعيان)([2]) أنه كان شيعياً، واستدلّ على تشيّعه بأمور منها:

1 ـ إنه كان حلياً، وأهل الحلة معروفون بالتشيّع.

2 ـ أنه قرأ علم الكلام والحكمة على يد نصير الدين الطوسي.

3 ـ أنه رأى أن مما يؤيد تشيعه ما في شرح النهج([3]) لابن أبي الحديد المعتزلي أنه قال: حضرت عند محمد بن معد العلوي في داره ببغداد، وعنده ابن الباقلاني الحلي، وهما يقرآن هذا الخبر من تاريخ الطبري، وهو قول عائشة: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا نساؤه. فقال محمد بن معد لابن الباقلاني: ما تراها قصدت بهذا القول؟ فقال ابن الباقلاني: حسدت أباك على ما كان يفتخر به من غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله). فضحك محمد وقال: هيهات؛ لو استطاعت أن تزاحمه في الغسل، فهل تستطيع أن تزاحمه في غيره من خصائصه؟ رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 938 هجرية توفي الشيخ الأجل الشيخ علي بن عبد العالي الميسي، وهو غير الشيخ علي بن عبد العالي الكركي المتوفى 18/ 12/ 940 هـ، بل هو من تلامذة ذلك الشيخ أو ممن أجازه ذلك الشيخ. وهذا الشيخ ـ وهو الميسي ـ من مشايخ إجازة الشهيد الثاني المقتول بتاريخ 1/ 1/ 966 هجرية. وكلاهما ـ الميسي والكركي ـ يدعى ابن عبد العالي، والثالث الذي يدعى بهذه الكنية هو الشيخ لطف الله بن عبد الكريم بن علي بن عبد العالي الميسي المعاصر للشيخ البهائي المتوفى بتاريخ 12/ 10/ 1031 هجرية، الفقيه المعروف، صاحب المسجد بأصفهان المعروف بمسجد لطف الله. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم ـ وهو الخامس والعشرون من جمادى الأولى سنة 1343 هجرية ـ توفي العالم الكبير، والشاعر الشهير الشيخ محمد حسن سميسم الذي من شعره في رثاء هاني بن عروة المرادي& قوله في قصيدة طويلة:

لو كان غيرك يابن عروة مسلماً *** في مصر كوفان لآوى مسلما
آويته وحميته وفديته *** في مهجة أبت الحياة تكرما
إن لم تكن من آل عدنان فقد *** أدركت فخرهُمُ وحتى لو سما
ما بال بارقة العراق تقاعست *** عن نصر من نال الفخار الأعظما
لِمْ لا تسربلت الدما كأميرها *** كأميرها لِمْ لا تسربلت الدما
بايعت مسلمَ بيعة علوية *** أبداً فلم تنكث ولم تتندما
فلذا عيون ابن النبي تفجّرت *** لما أتى الناعي إليه عليكما

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1364 هجرية، والموافق تقريباً 8 /5/ 1945م استسلمت ألمانيا في الحرب العالمية الثانية للحلفاء، وأعلن الرئيس «ترومان» عن الولايات المتحدة، ورئيس الوزراء «تشرشل» عن بريطانيا انتهاء الحرب، وبذلك كانت نهاية الحرب العالمية الثانية. وسيأتي الكلام عنها إن شاء الله بتاريخ 4/ 10، وعن استسلام اليابان.

_____________

([1]) عيون الحكم والمواعظ: 38.

([2]) أعيان الشيعة 5: 313.

([3]) شرح نهج البلاغة 13: 38.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top