حدث في مثل هذا اليوم (6 جمادى الآخرة)

حدث في مثل هذا اليوم (6 جمادى الآخرة)

وفيه انتهاء ذي القرنين من بناء سد يأجوج ومأجوج الذي ذكره الله سبحانه في كتابه فقال: ﴿قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا([1]). وقد قال الشيخ المراغي في تفسيره: إن يأجوج هم التتر، ومأجوج هم المغول، وأصلهما من أب واحد تسمّى «ترك»، وتمتدّ بلادهم من التبت والصين إلى البحر المنجمد، ومنهم جنكيز خان وهلاكو.

ثم نقل المراغي عن مجلة (المقتطف) لسنة 1888 م أن سد ذي القرنين يقع وراء جيحون في عمالة بلخ، واسمه الآن باب الحديد، وهو بالقرب من مدينة «ترمذ» المدينة الواقعة على الضفة الشمالية لنهر جيحون شمالي إيران، وأن العالم الألماني «سيلدبرجر» ذكره في رحلته التي كانت في أوائل القرن الخامس عشر، وأيضاً ذكره المؤرخ الإسباني «كلافيجو» في رحلته سنة 1403. وقد تقدم أن مولد ذي القرنين 18/ 5.

***

وفيه من سنة 386 هجرية توفي ببغداد الواعظ محمد بن عطية المعروف بأبي طالب المكي الحارثي صاحب كتاب (قوت القلوب في معاملة المحبوب)، وغيره من الكتب الجيدة. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 422 هـ خلعوا القاهر بالله بن المعتضد بالله العباسي، وسملوا عينيه. وكانت مدة ملكه سنة ونصفاً، وقام بعده الراضي بالله محمد بن جعفر المقتدر بالله. قيل: وهو ممن ردّ فدك على أولاد فاطمة (عليها السلام).

***

في هذا اليوم 6/ 6 من سنة 425 هـ توفي ببغداد أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الأبيوردي؛ نسبة إلى أبيورد بلدة بخراسان، وكان أحد الفقهاء الشافعيين من أصحاب أبي حامد الإسفراييني المتوفى سنة 406 هـ. ولي القضاء بالجانب الشرقي من بغداد، ثم عزل، وكان فقيراً يظهر المروءة. وكان مولده سنة 357 هـ؛ فعمره يوم وفاته 68. وقد حكي أنه كان يصوم الدهر. رحمه الله برحمته.

***

في هذا اليوم6 من شهر جمادى الآخرة سنة 706 هجرية توفي جلال الدين الحسن بن منصور بن محمد بن المبارك المعروف بابن شواق المصري الأسنائي؛ نسبة إلى أسنا بلد من بلدان صعيد مصر. كان شاعراً أديباً عاقلاً لبيباً، تنتمي إليه أهل الأدب، كما كان واسع الصدر، عظيم القدر، كريم اليد، سخي النفس، حتى إنه كان حتى في فقره لا يأكل وحده، فإذا لم يكن عنده أحد طلب من يأكل معه. وكان سبب فقره أنه رمي بالرفض، فصودرت أمواله مع أنه حلف لهم أنه يحب الصحابة ويعظمهم إلا إنه يفضل علياً عليهم، ومع ذلك فقد أصابه ما أصابه. ومن شعره من قصيدة له قوله (رحمه الله) في مديح أهل البيت (عليهم السلام):

آل طه لو شرحنا فضلهم *** رجعت منا صدور في انشراحِ
جدّكم أشرف من داس الحصى *** في مقام وغدوّ ورواحِ
وأبوكم بعده خير الورى *** فارس الفرسان في يوم الكفاحِ
وارث الهادي النبي المصطفى *** ما على من قال حقا من جناحِ
لو يقاس الناس حقا بكُمُ *** لرجحتم جمعهم أي رجاحِ
يا بني الزهراء يرجو حسن *** بكُمُ الخلد مع الحور الصباحِ([2])

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1315 هجرية توفي بدزفول العلامة الشيخ محمد طاهر ابن الشيخ محسن الدزفولي. كان عالماً قدوة، مرجعاً في الشرعيات بخوزستان، قرأ على صاحب (الجواهر) المتوفى بتاريخ 1 /8/ 1266، ثم قرأ على الشيخ الأنصاري المتوفى 18 /6/ 1281 م. وله مؤلفات منها (الشوارع في شرح الشرايع) في عدة مجلدات. وقد دفن ببلدة دزفول. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

________________

([1]) الكهف: 94.

([2]) أعيان الشيعة 5: 317.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top