صلاة العيد

صلاة العيد

العلامة الشّيخ علي الشيخ منصور المرهون

بعد ارتفاع الشمس من هذا اليوم المبارك، تخرج إلى الصلاة بعد تناول المفطر خاضعاً خاشعاً ذاكراً.

وهي ركعتان كصلاة الصبح، في الركعة الأولى تقرأ بعد الفاتحة سورة الشمس وضحاها وتقنت خمسة قنوتات متوالية بالمأثور، وفي الثانية تقرأ بعد الفاتحة سورة الأعلى وتقنت أربعة قنوتات متوالية بالمأثور أيضاً، ثم تركع وتسجد وتتشهد وتسلّم كالمتعارف.

سورة الشمس

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا (5) وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَالهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)﴾.

سورة الأعلى

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ المَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى (5) سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى (6) إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13) قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)﴾.

وهذا هو القنوت المأثور

اللهُمَّ أَهْلَ الكِبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ، وَأَهْلَ الجُودِ وَالجَبَرُوتِ، وَأَهْلَ التَّقْوى وَالمَغْفِرَةِ، وَأَهْلَ العَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، اَسْألُكَ بِحَقِّ هذَا اليَومِ الَّذي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمينَ عيداً وَلِـمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ذُخْراً وَشَرَفاً وَكَرامةً وَمَزيْداً، أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَأنْ تُدْخِلَني في كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأنْ تُخْرِجَني مِنْ كُلِّ سُوء أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، اللهُمَّ إنّي أسْألُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ بهِ عِبادُكَ الصّالِحُونَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمَّا اسْتعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ المُخلصون.

دعاء زين العابدين×

وادع بعد صلاة العيد بدعاء زين العابدين×:

بسم الله الرحمن الرحيم

يا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ العِبَادُ، وَيَا مَنْ يَقْبَلُ مَنْ لا تَقْبَلُهُ البِلاَدُ، وَيَا مَن لاَ يَحْتَقِرُ أَهْلَ الحَاجَةِ إلَيْهِ، وَيَا مَنْ لا يُخَيِّبُ المُلِحِّيْنَ عَلَيْـهِ، وَيَا مَنْ لاَ يَجْبَهُ بِالرَّدِّ أَهْلَ الدَّالَّةِ عَليهِ، وَيَا مَنْ يَجْتَبِي صَغِيرَ مَا يُتْحَفُ بِهِ وَيَشْكُرُ يَسِيرَ مَا يُعْمَلُ لَهُ، وَيَا مَنْ يَشْكُرُ عَلَى القَلِيْلِ، وَيُجَازيْ بِالجَلِيلِ، وَيَا مَنْ يَدْنُو إلَى مَنْ دَنا مِنْهُ، وَيَا مَنْ يَدعُو إلَى نَفْسِهِ مَنْ أَدْبَرَ عَنْهُ، وَيَا مَنْ لا يُغَيِّرُ النِّعْمَةَ، وَلا يُبَادِرُ بِالنَّقِمَةِ، وَيَا مَنْ يُثْمِرُ الحَسَنَةَ حَتَّى يُنَمِّيَهَا، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ السَّيِّئَةِ حَتَّى يُعْفِيَهَا، انْصَرَفَتِ الآمَالُ دُونَ مَدى كَرَمِكَ بِالحَاجَاتِ وَامْتَلأَتْ بِفَيْضِ جُودِكَ أَوْعِيَةُ الطَّلِباتِ، وَتَفَسَّخَتْ دُونَ بُلُوغِ نَعْتِـكَ الصِّفَاتُ، فَلَكَ العُلُوُّ الأعْلَى فَوْقَ كُلِّ عَالٍ، وَالجَلاَلُ الأمْجَدُ فَوْقَ كُلِّ جَلاَلٍ، كُلُّ جَلِيْلٍ عِنْدَكَ صَغِيرٌ، وَكُلُّ شَرِيفٍ فِي كَنَفِ شَرَفِكَ حَقِيرٌ، خَابَ الوَافِدُونَ عَلَى غَيْرِكَ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إلَّا لَكَ، وَضَاعَ المُلِمُّونَ إلَّا بِكَ، وَأَجْدَبَ المُنْتَجِعُـونَ إلَّا مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ، وَجُودُكَ مُبَـاحٌ لِلسَّائِلِينَ، وَإغاثَتُكَ قَرِيبَةٌ مِنَ المُسْتَغِيْثِينَ، لاَ يَخِيبُ مِنْـكَ الآمِلُونَ، وَلاَ يَيْأَسُ مِنْ عَطَائِكَ المُتَعَرِّضُونَ، وَلا يَشْقَى بِنَقْمَتِكَ المُسْتَغْفِرُونَ، رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ، وَحِلْمُكَ مُتَـعَرِّضٌ لِمَنْ نَاوَاكَ، عَـادَتُكَ الإحْسَـانُ إلَى المُسِيئينَ، وَسُنَّتُـكَ الإبْقَـاءُ عَلَى المُعْتَدِينَ، حَتَّى لَقَدْ غَرَّتْهُمْ أَنَاتُكَ عَنِ النزُوعِ، وَصَدَّهُمْ إمْهَالُكَ عَن الرُّجُوعِ، وَإنَّمَا تَأَنَّيْتَ بهمْ لِيَفِيئُوا إلَى أَمْرِكَ، وَأَمْهَلْتَهُمْ  بِدَوَامِ مُلْكِكَ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَتَمْتَ لَهُ بِهَا، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ خَذَلْتَهُ لَهَا، كُلُّهُمْ صَائِرُونَ إلَى حُكْمِكَ، وَأُمُورُهُمْ آيِلَةٌ إلَى أَمْـرِكَ، لَمْ يَهِنْ عَلَى طُـولِ مُـدَّتِهِمْ سُلْطَانُـكَ، وَلَمْ يَـدْحَضْ لِتَـرْكِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُكَ، حُجَّتُكَ قَائِمَةٌ لاَ تحُولُ، وَسُلْطَانُكَ ثَابِتٌ لا يَزُولُ، فَالوَيْلُ الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْكَ، وَالخَيْبَةُ الخَاذِلَةُ لِمَنْ خَابَ مِنْكَ، وَالشَّقاءُ الأشْقَى لِمَنِ اغْتَرَّ بِكَ، مَا أكْثَرَ تَصَرُّفَهُ فِي عَذَابِكَ، وَمَا أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ فِيْ عِقَابِكَ، وَمَا أَبْعَدَ غَايَتَهُ مِنَ الفَرَجِ، وَمَا أَقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَةِ المَخْرَجِ، عَدْلاً مِنْ قَضَائِكَ لاَ تَجُورُ فِيهِ، وَإنْصَافاً مِنْ حُكْمِكَ لاَ تَحِيفُ عَلَيْهِ، فَقَدْ ظَاهَرْتَ الحُجَجَ وَأَبْلَيْتَ الأعْذَارَ، وَقَـدْ تَقَدَّمْتَ بِـالوَعِيْـدِ، وَتَلَطَّفْتَ فِي التَّرْغِيْبِ، وَضَرَبْتَ الأمْثَالَ، وَأَطَلْتَ الإمْهَالَ، وَأَخَّرْتَ وَأَنْتَ مُسْتَطِيعٌ لِلْمُعَاجَلَةِ، وَتَأَنَّيْتَ وَأَنْتَ مَليٌّ بِالمُبَادَرَةِ، ولَمْ تَكُنْ أَنَاتُكَ عَجْزاً وَلا إمْهَالُكَ وَهْناً، وَلاَ إمْسَاكُكَ غَفْلَةً، وَلاَ انْتِظَارُكَ مُدَارةً بَلْ لِتَكُونَ حُجَّتُكَ الأبلغُ، وَكَرَمُكَ الأكملُ، وَإحْسَانُكَ الأوفَى، وَنِعْمَتُكَ الأتمُّ، وكُـلُّ ذلِكَ كَانَ وَلَمْ يَزَلْ وَهُوَ كائِنٌ وَلاَ تَزَالُ، حُجَّتُكَ أَجَلُّ مِنْ أنْ توصَفَ بِكُلِّهَا، وَمَجْدُكَ أَرْفَـعُ مِنْ أنْ يُحَدَّ بِكُنْهِهِ، وَنِعْمَتُكَ أكرمُ مِنْ أنْ تُحْصَى بِأَسْرِهَا، وَإحْسَانُكَ أكْثَرُ مِنْ أنْ تُشْكَرَ عَلَى أَقَلِّهِ، وَقَدْ قَصَّرَ بِيَ السُّكُوتُ عَنْ تَحْمِيدِكَ، وَفَهَّهَنِي  الإمْسَاكُ عَنْ تَمْجيدِكَ، وَقُصَارَايَ السكوتُ عن تحميدِكَ بما أنت أهلُهُ،  لا رَغْبَةً يا إلهِي، بَلْ عَجْزاً، فَهَا أنا ذَا يا إلهي أَؤُمُّكَ بِالوِفَادَةِ، وَأَسأَلُكَ حُسْنَ الرِّفَادَةِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْمَعْ نَجْوَايَ، وَاسْتَجِبْ دُعَائِي وَلاَ تَخْتِمْ يَوْمِي بِخَيْبَتِي، وَلاَ تَجْبَهْنِي بِالرَّدِّ فِي مَسْأَلَتِي، وَأكْرِمْ مِنْ عِنْدِكَ مُنْصَرَفِي وَإلَيْكَ مُنْقَلَبِي، إنَّكَ غَيْرُ ضَائِقٍ عمَّا تُرِيْدُ وَلاَ عَاجِزٌ عَمَّا تُسْأَلُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، وصلِّى اللهُ على سيِّدِنا مُحمدٍ وآلِه الطَّاهرينَ.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top