حدث في مثل هذا اليوم (29 ذي الحجة)

حدث في مثل هذا اليوم (29 ذي الحجة)

في اليوم التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام ـ أو في الذي قبله ـ سنة 23 من الهجرة بويع الخليفة عثمان بالخلافة. وكان الخليفة عمر قد جعلها في ستة، وقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبض وهو عنهم راضٍ، وهم: علي، وعثمان، وسعد، وعبد الرحمن، وطلحة، والزبير. وقال: إن اتفق أربعة وخالفهم اثنان فكونوا مع الأربعة، وإن اتفق ثلاثة وثلاثة، فكونوا مع الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف.

فلما اجتمع الستة بعد مواراة الخليفة عمر وهب سعد بن أبي وقاص حقه من الشورى لابن عمه عبد الرحمن بن عوف، ووهب طلحة حقه لعثمان. ووهب الزبير حقه لعلي (عليه السلام)؛ فبقيت الشورى في ثلاثة بعد أن كانت لستة، وقال عبد الرحمن: أينا نحن الثلاثة يخلع نفسه منها، على أن يكون له الحق أن يولّيها أحد الرجلين. فسكت الرجلان فقال عبدالرحمن: أنا أخلع نفسي على أن أوليها أحدكما. ثم قال لعلي (عليه السلام): عليك عهد الله وميثاقه إن وليتك أياها لتعملن بكتاب الله، وسنة رسوله، وسنة الشيخين من بعده. فقال «أرجو أن أعمل بكتاب الله وسنة رسوله وبمبلغ علمي وطاقتي». فقال للخليفة عثمان مثل ما قال لعلي، فقال: نعم. فبايعه عبد الرحمن، وبايعه الناس.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1064 هـ توفي بمكة المكرمة الشيخ الأوحد الشيخ زين الدين ابن الشيخ محمد صاحب (الاستبصار) ابن الشيخ حسن صاحب (المعالم) ابن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني العاملي الجبعي. قال صاحب كتاب (أمل الآمل): كان عالماً فاضلاً، متبحراً، مدققاً محققاً، ثقة صالحا، عابدا ورعاً، أديباً شاعراً. ومن شعره (رحمه الله) في الإمام الحسين (عليه السلام) قوله:

لست أبكي لفقد عصر الشبابِ *** وتقضّي عهد الهوى والتصابي
وصدود الكواعب الأترابِ
*** وتنائي الخليط والأحبابِ

من سليمى وزينب وسعادِ

بل بكائي لأجل خطب جليلِ *** أضرم الحزن في فؤاد الخليلِ
ورمى بالعناء قلب البتولِ
*** وأسال الدموع كلّ مسيلِ

فتردى الهدى بثوب الحدادِ

رزء من قد بكت له الفلواتُ *** واقشعرت لقتله المكرماتُ
وهوت من بروجها النيراتُ
*** والمعالي لفقده قائلاتُ

غاب والله ملجئي وعمادي

فجعة نكست رؤوس المعالي *** واستباحت حمى الهدى والجلالِ
ورمت بالقذى عيون الكمالِ
*** قد أناخت بخير صحب وآلِ

عترة المصطفى النبي الهادي

يالها فجعة وخطباً جسيما *** أوقعت في حشى الكليم كلوما
وبقلب الأمين حزناً مقيما
*** وأعادت جسم القسيم([1]) سقيما

جفنه للأسى حليف السهادِ

لهف نفسي على رهين الحتوفِ *** حين أمسى نهب القنا والسيوفِ
ثاوياً جسمه بأرض الطفوف
*** وهو ذو الفضل والمقام المنيفِ

وسليل الشفيع يوم المعادِ

منعوه ورود ماء الفراتِ *** وسقوه كأس الفنا والمماتِ
بعد تقتيل أهله والُحماةِ
*** وأحاطت به خيول الطغاةِ

بمواضي الظبا وسمر الصعادِ

وقد تقدم ذكر والده (رحمه الله) بتاريخ 10/ 8، وذكر جده الشهيد الثاني بتاريخ 1/ 1، وبتاريخ 13/ 10. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي ليلة هذا اليوم ـ 29 من شهر ذي الحجة ـ سنة 1307 هجرية توفي بكربلاء المقدسة السيد محمد تقي ابن الأمير محمد حسين المرعشي الحسيني الشهرستاني، بعد أن عمر (94) سنة؛ فقد كان مولده بكربلاء سنة 1213 هجرية، ودفن في مقبرة الشهرستانيين في رواق مشهد الإمام الحسين (عليه السلام). قال عنه الأمين في (الأعيان): إنه تلمذ على يد صاحب (الجواهر) وعلى الشيخ مرتضى الأنصاري، وله منهما إجازات، وكان ورعاً تقياً صالحاً، له مؤلفات في الفقه والأصول، وله كتاب في الأدعية والأوراد، سماه (ذخيرة المعاد). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم ـ 29/ 12 ـ من سنة 1321 هـ ولد السيد الطباطبائي صاحب كتاب (تفسير الميزان)، وما أدراك ما الميزان. وقد تقدم أنه توفي بتاريخ 18/ 1 من سنة 1402 هـ؛ فعمره الشريف بحسب هذين التاريخين (81) سنة و(20) يوماً. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم ـ 29/ 12 ـ من سنة1385 هـ ـ الموافق 21 /4/ 1966م ـ استطاع الجراحون الأمريكيون زراعة قلب صناعي في جسم الإنسان لأول مرة، وكان ذلك في مدينة هيوستن بولاية تكساس.

__________________

([1]) أي أمير المؤمنين (عليه السلام) قسيم النار والجنة.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top