حدث في مثل هذا اليوم (25 رجب)
في هذا اليوم من سنة 183 هجرية توفي ببغداد في طامورة السندي بن شاهك الإمام السابع من أئمة الشيعة الاثني عشر موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام). قال صاحب كتاب (الكنى والألقاب): ولما توفي الإمام أخرجه السندي ووضعه على جسر بغداد، ونودي عليه: هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت، فانظروا إليه. قال: وإنما قال ذلك؛ لأن الواقفية اعتقدوا أنه القائم، وأن حبسه غيبته. قال: ثم نفر بالسندي بن شاهك فرسه نفرةً شديده، وألقاه في الماء فغرق فيه([1]).
وكانت للسندي هذا أخت تتديَّن، فلما حبس الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) عنده كانت تخدمه، وكانت كلما رأت ما هو عليه من العبادة تقول: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل([2]).
وكان حفيده كشاجم محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك من شعراء أهل البيت المجاهرين بحبهم، وكان كاتباً شاعراً، أديباً منجماً متكلماً؛ ولذلك لقب بكشاجم؛ إشارة بالكاف إلى أنه كاتب، وبالشين إلى أنه شاعر، وبالألف إلى أنه أديب، وبالجيم إلى أنه منجم، وبالميم إلى أنه متكلم. ثم تعلم الطب؛ فزيد في لقبه طاء فقيل: «طكشاجم»، ولكنه لم يشتهر بهذا اللقب، وتنقّل بين القدس وحلب وبغداد ودمشق، وزار مصر أكثر من مرّة، واستقر بحلب، فكان من شعراء أبي الهيجاء عبد الله والد سيف الدولة الحمداني، وله عدّة كتب، منها (أدب النديم)، وكتاب (المصائد والمطارد)، وكتاب (الرسائل)، وله ديوان شعر، ومن شعره في أهل البيت (عليهم السلام) قوله:
همُ حججُ اللهِ في خلقِهِ *** ويومَ المعادِ على مَن خذلْ
ومَن أنزل الله تفضيلهم *** فردّ على اللهِ ما قدْ نَزَلْ
فجدُّهمُ خاتَمُ الأنبياءِ *** ويَعرفُ ذاك جميعَ المِلَلْ
ووالدُهم سيِّدُ الأوصياءِ *** مُعْطِي الفقير ومُرْدِي البَطَلْ
ومَن علَّم السُّمْرَ طَعْنَ الكلا *** لَدَى الروع والبيض ضَرْبُ القلَلْ([3])
إلى غير ذلك من شعره، وتُوفّي سنة 360 هـ. رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنّته.
***
وفيه من سنة 261 هجرية تُوفي بظاهر نيسابور الحافظ النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، من أئمّة المحدّثين.
وُلد بنيسابور ورحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق، وألّف الكتب النافعة، وأشهر كتبه المشهورة (صحيح مسلم)، جمع فيه اثني عشر ألْف حديثاً، كتبها في خمسة عشر سنة، وهو أحد الصحيحين المعوَّل عليهما عند أهل السنّة في الحديث، وقد شرحه كثيرون من أهل العلم والمعرفة، ومن كتبه (المسند الكبير) رتّبه على الرجال، و(الجامع) رتّبه على الأبواب، و(الأسماء والكنى) أربعة أجزاء، و(الأفراد والوحدان)، وغير ذلك من الكتب النافعة. رحمه الله برحمته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 890 هجرية وُلد الشاه إسماعيل الصفوي الأول، الذي تقدّم الكلام عن جلوسه على تخت الملك بتأريخ: 15 / 1 / 906، وعن وفاته بتأريخ: 19 / 7 / 930 هجرية. رحمه الله برحمته.
***
وفي هذا اليوم 25 من شهر رجب سنة 1297 هجرية تُوفّي العالم الكبير الشيخ محمد رضا بن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء، صاحب كتاب (كشف الغطاء) الذي نشأ في النجف، وتتلمذ على يد عظمائها ومنهم عمّه الشيخ حسن، وصاحب كتاب الجواهر، وغيرهما، ولمّا وقعت وقائع (الشمرت والزقرت) اتُّهم بمَيْله إلى أحد الفريقين، فأُخرج من النجف إلى بغداد، وأقام في الكاظمية ثلاث سنين، ثمّ أقام في كربلاء، ثمّ رجع إلى النجف سنة 1290 هجرية، إلى أن تُوفّي بالتأريخ المذكور 25 / 7 / 1297 هجرية. رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنّته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 1426 هجرية قام الإرهابيون وأتباعهم برمي القذائف وتفجير المتفجّرات والتسميم بالبخاخات، وحصل التدافع والتزاحم على جسر بغداد فتساقطوا في الفرات، فكانت الضحايا من زوّار الإمام الكاظم (عليه السلام) بمناسبة وفاته في هذا اليوم أكثر من ألف نسمة. وعند الله تجتمع الخصوم.
_______________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.