حدث في مثل هذا اليوم (15 ربيع الثاني)

حدث في مثل هذا اليوم (15 ربيع الثاني)

في هذا اليوم من سنة 36 هجرية توجه أميرالمؤمنين (عليه السلام) إلى البصرة بعد أربعة أشهر من خلافته (عليه السلام)، وقال بعضهم: إن في هذا اليوم تم فتح البصرة، والظاهر أنه اشتباه؛ والأقرب أنه في 11 /6/ 36 هجرية، كما سيأتي إن شاء الله.

***

وفي كتاب تقويم الشيعة أن في هذا اليوم 15/ 4 من سنة 66 هجرية خرج المختار بن أبو عبيدة الثقفي بالكوفة، فبايعه الناس على كتاب الله وسنة رسوله والطلب بثأر الحسين (عليه السلام) والدفع عن الضعفاء.

***

وفي هذا اليوم 15 / 4 من سنة 541 هجرية قتل الأمير زنكي بن آق سنقر بن عبد الله المعروف بالملك المنصور، صاحب الموصل، والذي سلّم إليه السلطان محمود السلجوقي ولديه (ألب أرسلان)، و(فروخ شاه) المعروف بالخفاجي ليربيهما؛ فسمي من أجل ذلك (أتابك زنكي)؛ لأن الأتابك هو الذي يربي أولاد الملوك.

قال ابن خلكان: وبعد أن ولّاه السلطان محمود على الموصل استولى على ما والى الموصل من البلاد، وفتح بلاد (الرها) بتاريخ 25/ 6/ 539، ثم توجه إلى قلعة جعبر، وكان ملكها يوم ذاك سيف الدولة أبو الحسن علي بن مالك، فحاصرها وأشرف على أخذها، ولكنه أصبح يوم الأربعاء 15 / 4 / 541 هجرية مقتولاً على فراشه، قتله خادمه وهو نائم على فراشه ليلاً، ودفن بصفين التي صارت فيها الواقعة (جعبر)، إلا أنها في بر الشام، وقلعة (جعبر) في بر الجزيرة الفراتية، بينهما مقدار فرسخ أو أقل، وفي صفين قبور جماعة من الصحابة منهم عمار بن ياسر وأويس القرني وغيرهما من الشهداء.

***

وفي هذا اليوم 15 من شهر ربيع الثاني سنة 699 هجرية توفي علم الدين أبوعلي محمد بن أحمد بن يحيى بن علي بن الشاطر الأنباري الأديب الكاتب، ونقل إلى كربلاء المقدسة حيث دفن هناك. قال الأمين في (الأعيان): ذكره شيخنا تاج الدين في تاريخه، وقال عنه: إنه من بيت معروف بالتصوّف والعلم، وكان ذكياً، سريع الإدراك، متوقد الخاطر، عارفاً بالكتابة والحساب والمساحة، خدم في عدة أعمال جليلة، وكان أديباً شاعراً، ناظماً ناثراً، وله شعر كثير، ومنه قوله:

يقولون قد أنسيت ما قد حفظته *** وضيعته والعلم آفته التركُ
فقلت لهم يا قوم حقاً زعمتُمُ *** وقلتم ولكن آفة العلم التركُ([1])

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم وهو اليوم الخامس عشر من شهر ربيع الثاني سنة 1336 هجرية توفي بالكاظمين الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ محمد تقي أسد الله الكاظمي، الفقيه البارز، والمدرس المرموق، والأديب الكبير، والشاعر الشهير. ومن شعره قصيدة حسينية طويلة مطلعها:

ما للعيون قد استهلت بالدمِ *** أفهلَّ لا أهلاً هلال محرمِ
حيا بطلعته الورى نعياً وقد *** ردوا عليه تحية بالمأتمِ
ينعى هلالاً بالطفوف طلوعه *** قد حفّ في فلك الوغى بالأنجمِ([2])

إلى آخر القصيدة المذكورة في كتاب (أدب الطف) للسيد جواد شبر (رحمه الله). وللمترجم المذكور مؤلفات قيمة ومصنفات نافعة، ومنها كتاب (الهداية في شرح الكفاية) كتاب اُستاذه الآخوند، وكتب عليه هذه الأبيات:

ما انفك يابن العسكري تمسكي *** أبداً بحبل من ولاك متين
أقسمت أن أهدي إليك هدية *** ولقد عزمت بأن أبرّ يميني
هذا الكتاب هدية مني لكي *** اُعطى كتابي سيدي بيميني([3])

رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1376 هجرية توفي الأديب الكبير، والشاعر الشهير، السيد حسين ابن السيد صالح القزويني النجفي البغدادي المعروف بالسيد حسون المولود سنة 1280 هـ. وأبوه السيد صالح صاحب القصائد المشهورة في أهل البيت (عليهم السلام) المتوفى بتاريخ 5 /3/ 1306 هجرية، وقد خلفه ولده هذا وولده الثاني السيد راضي؛ فكلاهما من فحول الشعراء. ومن شعر السيد حسين هذا في جده الحسين (عليه السلام) قوله في قصيدة له:

معالم وحي الله هُد مشيدها *** وشتت منها شملها وعديدها

إلى أن يقول:

ألم تعلمي أضحى الحسين بكربلا *** صريعاً على البوغاء وهو فريدها
ألم تعلمي بالطف أضحت نساؤكم *** برغم العلا تبتز عنها برودها

إلى آخر القصيدة وله كثير من أمثالها. رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1420 هجرية وقع حادث الحريق المؤلم ببلدة القُديح من بلدان القطيف، حيث اشتعلت نار الكهرباء في سرادق حفل الزواج المحكم المستور لصيانة النساء، وقد امتلأ بالنساء والأطفال، وهن في جلوات الزواج وأناشيد الأفراح التي تمر بهن في كتاب مولد الرسول (صلى الله عليه وآله)، إذ اشتعلت النار في مكيفات السرادق، فامتلأت بلهب النار ودخانها، وعمت الدهشة، وارتفعت الصرخة، وجعل النساء والأطفال يطأ بعضهم البعض طلباً للفرار، وقد انسدت الطرق في أعينهم، والتهمت النار الكثير منهن. وقد توفي من جراء هذا الحريق من يوم لآخر نحو 75 نسمة.

وإلى يوم كتابة هذه السطور وهو يوم 11 /2/ 1424 هجرية ولا يزال بعض الأفراد في داخل البلاد وخارجها تحت العلاج، وقد أولتهم الحكومة السعودية الرشيدة عناية خاصة، فشكر الله لها ذلك. وقد قيلت في هذا الحادث المفجع عشرات القصائد، ومن ذلك قول الشاعر الملهم الحاج الملا محمد بن أحمد بن مكي آل ناصر القديحي:

إيه ياخيمة الزفاف أسلت الـ *** ـعين دمعاً مخضباً بدمانا
إن ناراً تأججت فيك أورت *** بحشا كل واحد نيرانا
ولهيبا أبلى وجوه صغار *** قد كسانا على المدى أحزانا
ولظىً أكسب الوجوه ندوباً *** قد شوى أضلعا لنا وكوانا
ومحا صورة الجمال وأبقى *** زفرات تفجرت بركانا
بلدي خيم الوجوم عليها *** والمناحات صمّت الآذانا
لا صباح لنا يعود صباحاً *** في بلادي ولا المساء مسانا
وهج النار غال بسمتنا الحلـ *** ـوة واندام عائثاً في حمانا
يا لهول المصاب في لحظات *** فرحة العرس بدلت أشجانا
كفكفي الدمع يا عيون بلادي *** كل ما قدر المهيمن كانا

فإنا لله وإنا إليه راجعون، عوَّض الله الماضين بنعيم الجنة، وخلف على الفاقدين خلفاً صالحاً، إنه سميع مجيب.

_________________

([1]) أعيان الشيعة 9: 65.

([2]) أدب الطف 9: 14.

([3]) أدب الطف 9: 17.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top