حدث في مثل هذا اليوم (9 شعبان)

حدث في مثل هذا اليوم (9 شعبان)

في هذا اليوم ـ 9 / 8 / ـ من سنة 4 هجرية ـ وهو يوم سابع مولد الإمام الحسين (عليه السلام) ـ عقّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه بكبشين أملحين، وأمر بحلْق رأسه، وتصدّق عنه بوزن شعره ورقاً أي فِضّة، وطلى رأسه بالخلوق كما فعل مع أخيه الحسن من قبل (صلى الله عليه وآله وسلم)، صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً.

***

في هذا اليوم من سنة 357 هجرية تُوفّي الملك الثاني والعشرون من ملوك بني العباس ببغداد، وهو أبو إسحاق إبراهيم المتقي لله بن المقتدر بالله. وكان ذا دين وورع؛ ولهذا لقّبوه المتقي لله، إلّا إنّه لم يكن له إلّا الإسم فقط، والتدبير بيد غيره، ومع ذلك فقد خُلِعَ من الخلافة بعد أن أمضى فيها ما يقارب من أربع سنين وسلمت الخلافة لابن عمّه المستكفي بالله وذلك بتأريخ: 20 / 2 / 333 هجرية، فأُخرِجَ مع المستكفي إلى الجزيرة بقرب السندية حيث سجنه هناك، فأقام في السجن نحو خمس وعشرين سنة إلى أن مات هناك بالتأريخ المذكور: 9 / 8 / 357، رحمه الله برحمته.

***

وفيه من سنة 481 هجرية تُوفّي الشيخ عبد العزيز بن البراج القاضي الإمامي الذي كان قاضياً بطرابلس مدّة عشرين سنة، وقيل: ثلاثين سنة، له عدّة مؤلّفات، منها (المهذب) و(الموجز) و(الكامل) و(الجواهر) و(عاد المحتاج) وغير ذلك من الكتب النافعة. ويروي عنه الشيخ عبد الجبار المفيد الرازي فقيه الأصحاب بالري.

***

وفيه من سنة 577 هجرية تُوفّي ببغداد العالم النحوي عبد الرحمن بن محمد الأنباري المعروف بـ(ـابن الأنباري) صاحب كتاب (الإنصاف)، و(الميزان)، و(أسرار العربية) في النحو، وله كتاب (طبقات الأدباء)، قال ابن خلّكان: إنه جمع فيه المتقدّمين والمتأخّرين مع صغر حجمه، وكتبه كلّها نافعة ونفسه مبارك، ما قرأ عليه أحد إلّا تميّز، وقد انقطع في آخر عمره في بيته، وترك الدنيا وأهلها([1]) إلى أن تُوفّي بالتأريخ المذكور: 9 / 8 / 577، وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة 513، فيكون عمره 64. رحمه الله برحمته.

***

وفي التقويم القطري لعام (1431) هجرية، أنّ في اليوم التاسع من سنة 591 هجرية حدثتْ معركة الأرك وهو حصن على بُعْد عشرين كيلومتر إلى الشمال الغربي من قلعة رباح الأندلسية، وكان الأرك يمثل نقطة الحدود بين الأندلس المسلمة وقشتالة الصليبية. ورداً على ما كان يقوم به الصليبيون من سلْب وسبْي وقتْل وتخريب في الأندلس وغارات على بلاد المسلمين، وبعد تحدٍّ واستفزاز مستمرَّين، قام أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور الموحدي بقيادة جيش المسلمين إلى وادي الأرك. والتقوا بجيوش أعدائهم الإسبانيين الصليبيين بقيادة الفونسو الثامن في أعداد متقاربة، وتنظيمات عسكرية متشابهة، وكان كلٌّ يدافع عن معتقداته وأهدافه بقوّة متناهية.

وبعد قتال ملحميّ عنيف أحرز المسلمون نصراً حاسماً انتهى بهزيمة الإسبان الصليبيين ومَن معهم، وقُتل منهم نحو ثلاثين ألفاً وأُسِرمنهم نحو عشرين ألفاً آخرين والحمد لله ربّ العالمين. وبالتالي تجدّد عمر الأندلس مرّة أخرى بعد أكثر من قرن من معركة الزلاقة التي حصلت بتأريخ: 12 / 7 / 479 هجرية كما تقدّم.

***

قال صاحب كتاب (إعلام الورى) وهو يسرد حوادث شهر شعبان من سنة 941 هجرية بدمشق: وفي تاسع شعبان من سنة 941هجرية حَرَق القاضي شمس الدين محمد بن سيف الدمشقي الحنفي ابن الشحنة بمصر، حرق بدمشق ابن يونس وحسين البعلبكي البقسماطي تحت القلعة بعد أن ربط رقبتيهما ويديهما و رجليهما في خوازيق أي في أعمدة حديدية، ثمّ ألقى عليهما الحطب والبواري، وأشعل عليهما النار إلى أنْ صارا كوماً من رماد؛ لأنّه ثبت عليهما عند القاضي أنّهما رافضيان. رحمها الله برحمته وأسكنها فسيح جنّته.

***

وفي هذا اليوم أو في التاسع عشر من سنة 1039هجرية تعرّضت مكة المكرمة للسيول فغرق فيها من الناس ما ينوف على ألف نسمة، وأثّر الماء في جدران الكعبة المعظمة حتى انهدمت بكاملها، فبناها بعد ذلك السلطان مراد خان الرابع من ملوك الدولة العثمانية، وأتمّ بناءها سنة 1040هجرية كما سيأتي بتأريخ 19 / 8. قيل: وهذه البناية هي البناية الموجودة الآن، ونحن في سنة 1424 هجرية، والله سبحانه وتعالى أعلم.

***

وفي ليلة هذا اليوم ـ 9 / شعبان ـ من سنة 1375هجرية تُوفّي بالبحرين العلّامة الجليل، الشيخ عبد الحسين بن القاسم بن صالح آل هليل الحلّي. ولد في الحلّة سنة 1301هجرية، وهاجر إلى النجف الأشرف لطلب العلوم الدينية سنة 1314 هجرية، وارتجل هناك مقطوعةً شعريةً كان منها:

يا عليَّ الفخار فيكَ هَدَانا الـ *** ـلّهُ بعدَ العَمَى سواءَ السبيلِ
كُنْ مُقِيْلِي من العِثَارِ فإنّي *** جاعِلٌ في ثرى حِمَاكَ مَقِيْلي
لا أبالي وقد تَخِذْتُكَ حِصْناً *** عاصِمَاً لي من كُلِّ خطْبٍ جليلٍ

ومازال بالنجف يواصل الدرس والتدريس حتى أصبح عَلَماً من أعلامها، وقد شاءت له الأقدار أن يغادر النجف ليكون في منصب قاضي التمييز في محكمة البحرين، وأقام في البحرين ما يقارب واحداً وعشرين سنة، ففازت به البحرين قاضياً، وأنست به منتدياتها عالماً أديباً وشاعراً مبدعاً، إلى أن تُوفّي بالتأريخ المذكور: 9 / 8 / 1375هجرية. وقد ووري جثمانه الثرى في مقبره المنامة بالبحرين. ومن شعره رحمه الله:

أضحتْ فلسطينُ أوصالاً مقسَّمةً *** كما تَقَسّمَ في أربابِهِ السَّلَبُ
بعضٌ لهم ولنا بعضٌ بزعمهمُ *** والسيفُ يأبى ويأبى اللهُ والعربُ
قومٌ إذا غَضِبوا خفَّتْ حُلُومُهُمُ *** وأَرْضَوا السيفَ كيما يهدأُ الغضبُ

وقد قيل بوفاته بتأريخ 13 / 8، وسنتكلّم عنه هناك إن شاء الله.

***

وفيه من سنة 1358هجرية والموافق تقريباً 23 / 9 / 1939م تُوفّي عالم النفس النمساوي «سيغموند فرويد». وهو من أشهر علماء النفس في العالم، ومؤسس علم التحليل النفسي الحديث. وكان عمره يوم وفاته 83. وقد كتب كتباً نالت شهرة عالمية كان أهمّها كتاب (تفسير الأحلام)، و(مقدّمة عامه للتحليل النفسي)، و(العقل الواعي وعلاقته بالعقل اللاواعي).

***

وفيه من سنة 1423هجرية تُوفّي بسوريا العلّامة الجليل والخطيب الكبير والأديب الشهير السيد مهدي ابن السيد محمد السويج، الذي ما ترك علماً إلّا نظمه، ولا موضوعاً إلّا أعمل فيه قلمه، ولذلك فقد خلَّف مكتبة من المنظومات العلمية والسِيَر والتواريخ، ومنها كتاب (مائة مسألة مهمة حول الشيعة والسنة) يعالج فيها بعض الدعايات والإشاعات الكاذبة، وهو كما قيل عنه: كتاب جدير بالقراءة والنشر والتوزيع. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنّته.

_____________

([1]) وفيات الأعيان 3: 139.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top