حدث في مثل هذا اليوم (30 جمادى الاُولى)

حدث في مثل هذا اليوم (30 جمادى الاُولى)

وفي هذا الشهر من سنة261 هجرية توفي أبوهاشم الجعفري البغدادي داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر الطيار. وكان ثقة جليل القدر، عظيم المنزلة عند الأيمة الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، وقد شاهد منهم الرضا والجواد والهادي والعسكري والحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف). وكان منقطعاً إليهم، وقد روى عنهم، وله أخبار ومسائل. وله فيهم شعر جيد، ومنه قوله في الإمام الهادي عندما مرض (عليه السلام)، فقال فيه:

مادت الأرض بي وأدت فوادي *** واعترتني موارد العرواءِ
حين قيل الإمام نضوٌ عليل *** قلت نفسي فدته كل الداءِ
مرض الدين لاعتلالك واعتـ *** ـلّ وغارت له نجوم السماءِ
عجباً أن منيت بالداء والسقـ *** ـم وأنت الإمام حسم الداءِ
أنت آسي الأدواء في الدين والدنـ *** ـيا ومحيي الأموات والأحياءِ([1])

وسمعت من ينسب إليه هذه الأبيات:

بني أحمد يا خيرة الله في الورى *** سلام عليكم إن حضرنا وإن غبنا
طَهُرتم فطُهِّرنا بفاضل طهركم *** وطبتم ومن آثار طيبكُمُ طبنا
ورثنا من الآباء عقد ولاكُمُ *** ونحن إذا متنا نورِّثه الأبنا([2])

قالوا: وكان أبوهاشم ورعاً زاهداً، عابداً ناسكاً، عالماً عاملاً، ولم يكن أحد من آل أبي طالب في زمانه مثله. وذكر السيد ابن طاوس أنه من وكلاء الناحية الذين لا تختلف الشيعة فيهم. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 304 هجرية، أو سنة 305 توفي ببغداد السفير الثاني للإمام الحجة المنتظر# محمد بن عثمان العمري السمان، وقد تقدم أن والده توفي بتاريخ 15/ 5/ 280 وأنه تولى السفارة بعد أبيه فتكون مدة سفارته (25) سنة. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 432 هجرية توفي أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري النسفي صاحب الكتب النافعة. وهو فقيه، وله اشتغال بالتاريخ، ويعد من رجال الحديث. كان خطيب نسف ـ وهي بلدة بين جيحون وسمرقند ـ وبها توفي. ومن كتبه (الدعوات) في الحديث، وكتاب (فضائل القرآن)، وكتاب (الشمائل والدلائل في معرفة الصحابة الأوائل)، وكتاب (طب النبي‘)، وغيرهما من الكتب النافعة، تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1278 هجرية توفي الشاعر الفحل، الأديب الكبير، عبدالباقي أفندي العمري الذي ينتهي نسبة الشريف بست وثلاثين واسطة إلى الخليفة عمر ابن الخطاب. وكان من أفاضل أدباء بغداد في عصره. ولد سنة 1204، وتوفي بالتاريخ المذكور 30/ 5/ 1278 فعمره (74)؛ سنة. وقد أرخوا وفاته بهذا البيت:

بلسان يوحد الله أرخ *** (ذاق كاس المنون عبد الباقي)([3])

وهو صاحب القصيدة القافية في مدح رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومطلعها:

تخيرك الله من آدم *** ولولاك آدم لم يخلقِ([4])

وصاحب القصيدة العينية في مدح أميرالمؤمنين (عليه السلام)، ومطلعها:

أنت العلي الذي فوق العلا رفعا *** ببطن مكة وسط البيت إذ وضعا([5])

إلى غير ذلك من شعره في مدائح أهل البيت (عليهم السلام)، الذي جمع منه ديواناً سماه (الباقيات الصالحات). رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا الشهر شهر جمادى الأولى من سنة 1329 هجرية توفي بالكاظمية (بغداد) العالم الفاضل الشيخ محمد بن عبد الله ابن الحاج حسن بن عبد الله بن عبد الحسين آل زهير والد عبد الجليل الزهيري القطيفي الذي قال عنه المقدس الشيخ فرج العمران المتوفى بتاريخ 22 /3/ 1398 هجرية في كتابه (الأزهار)([6]): إنه سلسلة كمال وآداب، ومجموعة تقى وأخلاق، قطن البصرة مدة من الزمن يعلِّم فيها القرآن والكتابة، وقد مدح بشعره الجيد جملة من علمائها وطائفة من زعمائها. ثم قطن النجف مدة من الزمان أيضاً فدرس ودرَّس، وكان من تلامذته في النجف الشيخ حسن علي ابن الحاج عيسى المحروس القطيفي الذي فقد في كربلاء بتاريخ 19 أو 20 /2/ 1362 هجرية، ومنهم الشيخ عبد علي ابن الحاج منصور بن جمعة المتوفى في الكاظمية بتاريخ 16 /2/ 1355 هجرية. وكان شعره (رحمه الله) في غاية الجودة والملاحة، ومن شعره الرائق تخميسه للأبيات التي قيل: إنها لابن سرايا في مدح أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):

يا علياً به يشاد الرشادُ *** أنت للسبعة الشداد عمادُ
قبل توحيد ربّها الآحادُ *** (جُمعت في صفاتك الأضدادُ

فلهذا عزت لك الأندادُ)

أنت حبر والعالمون رعاعُ *** أنت شمس والأنبياء شعاعُ
أنت ملك عبد مطيع مطاعُ *** (زاهد حاكم حليم شجاعُ

ناسك فاتك فقير جوادُ)

إلى آخر الأبيات المذكورة بتخميسها في كتاب (الأزهار)([7]). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته. وقد ترجم له صاحب كتاب (شعراء القطيف).

______________

([1]) الأنوار البهيجة: 277.

([2]) أعيان الشيعة 2: 50.

([3]) الأعلام 3: الهامش: 1، وفيه أنه هو من أرّخ عام وفاته.

([4]) ديوان السيد حيدر الحلّي (تخميس العينية) 1: 116.

([5]) الغدير 6: 22.

([6]) الأزهار الأرجية م1، ج2: 309.

([7]) الأزهار الأرجية م1، ج2: 310 ـ 312.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top