حدث في مثل هذا اليوم (26 جمادى الاُولى)

حدث في مثل هذا اليوم (26 جمادى الاُولى)

قال صاحب كتاب (وقايع الشهور والأيام) في هذا اليوم ولد نبي الله صالح (عليه السلام) الذي ذكر في القرآن نحو تسع مرات.

***

وفي هذا اليوم من سنة 520 هجرية توفي محمد بن الوليد المعروف بابن أبي رندقة القرشي الأندلسي الطرطوشي، الفقيه المالكي المعروف بالزهد والتواضع والتقشف. كان متقلّلاً من الدنيا، راضياً منها باليسير، وكان كثيراً ما ينشد لنفسه هذه الأبيات ألا وهي قوله:

إن لله عباداً فطنا *** طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
فكروا فيها فلما علموا *** أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجةً واتخذوا *** صالح الأعمال فيها سفنا([1])

ومن شعره أيضاً قوله (رحمه الله):

اعمل لمعادك يا رجلُ *** فالناس لدنياهم عملوا
واذخر لمسيرك زاد تقى *** فالقوم بلا زاد رحلوا([2])

وله كتاب (سراج الملوك) في المواعظ والحكم، جمعه من سير الأنبياء، وآثار الأولياء، ومواعظ العلماء، وحكم الحكماء، ونوادر الخلفاء، ورتبه ترتيباً أنيقاً، فما سمع به ملك إلّا استكتبه، ولا وزير إلّا استصحبه، وكتب عليه هذين البيتين:

الناس يُهدون على قدرهم *** لكنني أهدي على قدري
يهدون ما يفنى وأهدي الذي *** يبقى على الأيام والدهرِ

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1355 هجرية توفي المرجع الكبير، والعالم الشهير، آية الله الشيخ محمد حسين النائيني (رحمه الله). ومن القصص المروية عنه (رحمه الله) أنه قال: رأيت مرة السيد محمداً الفشاركي (رحمه الله) في المنام، وكنت أعلم أنه قد مات، فأمسكت بإبهامه، وطلبت منه أن يحدثني شيئاً عن كيفية عالم البرزخ، فامتنع بشدة، وسحب إبهامه من يدي، فأمسكت به ثانياً وطلبت منه ذلك، فقال: لا تكرهني على الإجابة؛ فإنه ليس مسموحاً لنا ذلك، ولكني أخبرك أني كنت أخشى الموت لسببين:

الأول: أني كنت مديناً لبعض الناس.

والثاني: أني كنت أخشى على وضع أطفالي ومن يعولهم بعدي.

فسمعت صوتاً يقول لي: إن هاتين المشكلتين ستحلان من قبل أربعة عشر شخصاً. فعند ذلك استسهلت الموت، فلما مت ورفعت جنازتي، مروا بي على دكانين كنت مديناً لصاحبيهما؛ لأحدهما خمسون مجيدياً وللثاني ثلاثون، فلما رأيا جنازتي أبرأ ذمتي مما لهما علي إلا إن ذلك لم يتضح لأحد.

يقول آية الله النائيني: فلما استيقظت ذهبت في ذلك اليوم إلى الرجلين، وسألتهما: هل يدين لكما فلان بشيء من المال؟ فأجاب كل واحد منهما بأنه يدين له بكذا، ولكنه أبرأ ذمته ساعة مرور الجنازة عليه. ففهم من هذا أن روح الميت تعي ما يدور حول جنازته؛ لأن كليهما كان موافقاً لقوله. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته. وقد أرخ عام وفاته السيد محمد ابن السيد حسين الحلي فقال:

خبا سراج العلم منا ومن *** أفق الرشاد انحطّ كيوانُ
غاب الهدى مذ غاب عنا وقد *** بكاه إصلاح وإيمانُ
كسى الأنام الحزن لكنه *** سرت به حور وولدانُ
فليهن عيشاً في جنان له *** فيها بنو المختار جيرانُ
إن نبكِه نبكِ به عيلماً *** بفقده للفضل فقدانُ
هو الحسين الحبر من لم تزل *** به نوادي العلم تزدانُ
كان من الأملاك في روحه *** لكنه بالجسم إنسانُ
خطب دهى الإسلام أرخ (وقد *** تهدمت للدين أركانُ)

1355 هـ

______________

([1])  وفيات الأعيان 4: 262.

([2]) الكنى والألقاب 1: 195.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top