حدث في مثل هذا اليوم (23 رجب)

حدث في مثل هذا اليوم (23 رجب)

وفي هذا اليوم 23 / 7 / من سنة 183هـ على المشهور دس السم للإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وهو في طامورة السندي بن شاهك ببغداد، وقد مات به بعد يومين.

***

في هذا اليوم من سنة 270 هجرية توفي الداعي إلى الحق الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط (عليه السلام) ملك الري والديلم وطبرستان. وقد يأتي إن شاء الله أنه بايعه أهل طبرستان بتاريخ 25 /9/ 250، وبقي في الحكم 19 سنة.

ولما توفي بهذا اليوم قام بعده أخوه محمد، فأقام في الملك سبع عشرة سنة وأشهراً. ومما يدل على فضله الكامل، وعدله الشامل أنه جلس ذات يوم يوزع الأموال، فقام إليه رجل فلما جاء ليستلم عطاءه قال له: من أي قبيلة أنت؟ قال: من بني عبد مناف. قال: ومن أيهم أنت؟ قال: من بني أمية. قال: ومن أي رجل منهم؟ فسكت، قال: لعلك من ولد معاوية. قال: نعم. قال: ومن أي ولده أنت؟ فسكت، قال: لعلك من ولد يزيد. قال: نعم. فنظر العلويون إليه شزراً، فصاح بهم محمد وقال: لعلكم تظنون أن في قتله إدراكاً لثأر عمي الحسين (عليه السلام)، إن الله سبحانه وتعالى قد حرم أن تطالب نفس بغير ما كسبت.

ثم حدث الناس بأن أباه حدثه بأن المنصور الدوانيقي أُخبر عن محمد بن هشام بن عبد الملك بن مروان بأنه في الموسم ـ أي في الحج ـ متستراً، وكان المنصور يريد أن يقبض عليه؛ لأنه من بني أمية، ولأن عنده جواهر وأموالاً كثيرة، فأمر وزيره الربيع أن يغلق أبواب الحرم بعد أن يجتمع الناس ولا يدع إلّا باباً واحداً، ولا يدع أحداً يخرج منه إلّا من يعرف نفسه، فإذا حصل على محمد بن هشام يقبض عليه.

ففعل الربيع ذلك، فعرف محمد بن هشام أنه هو المطلوب بهذا الأمر، فاضطرب اضطرابا شديداً، فرآه محمد بن زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) بتلك الحالة، فسأله عن شأنه وهو لا يعرفه، فقال: ولي الأمان إن أخبرتك؟ قال: نعم. فأخبره بأمره، وأنه هو المقصود من ذلك الحصار، ثم سأله: من أنت؟ فأخبره أنه محمد بن زيد، فازاداد خوفه؛ لأن أباه هشاماً كان قد قتل زيداً والد محمد، وصلبه وأحرقه، فقال له محمد بن زيد: لا بأس عليك، وسأعمل في خلاصك على أن تعذرني في مكروه أتناولك به. فقال: افعل ما شئت.

فطرح محمد بن زيد رداءه على رأس الأموي ووجهه، وأخذ يجره حتى جاء به إلى الباب فقال للربيع: إن هذا الخبيث جمَّال من أهل الكوفة، وقد أكراني جماله ذهاباً وإياباً، ثم هرب مني وأكرى جماله لغيري، فأعطني رجلين يحرسانه حتى يؤدّي إليّ حقي، فأعطاه الربيع شرطيين، فمضيا معه، فلما بعدا عن المسجد قال له: يا خبيث تؤدّي إليّ حقّي أم لا؟ قال: بلى يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال للحارسين: انطلقا فإنه قد عدل عن رأيه. فانطلقا، وأطلقه محمد بن زيد، وقال: اذهب حيث شئت. فقبل محمد بن هشام رأسه وقال: ﴿اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ([1]) ثم دفع إليه شيئاً من الجواهر الثمينة، وقال: أرجو أن تشرفني بقبولها. فقال: نحن أهل بيت لا نأخذ على المعروف ثمناً، وقد تركت لك ما هو أعظم من هذا وهودم أبي زيد. وبعد أن ذكر لأصحابه هذه القصة أعطى الأموي عطاءه([2]).

ولما توفي محمد بن زيد لم يكن له ولد تولى بعده ابن عمه الحسن بن علي الحسيني المعروف بالأطروش، وقد تقدم الكلام عنه بتاريخ 1 / 1.

***

في كتاب (الأعيان) نقلاً عن تاريخ ابن خلكان أن في هذا ـ وكان يوم الأربعاء ـ لسبع ليالٍ بقين من رجب سنة 362 هجرية قتل الشاعر الشهير والأديب الكبير محمد بن هاني الأندلسي المهلبي الأزدي الإمامي الذي قيل فيه:

إن تكن فارسا فكن كعلي *** أو تكن شاعراً فكن كابن هاني([3])

قال ابن خلكان: ليس في المغاربه من هو أفصح منه لا متقدميهم ولا متأخريهم، بل هو أشعرهم على الإطلاق، وهو عند المغاربة كمعاصره المتنبي عند المشارقة([4]).

ولد بأشبيلية من بلاد المغرب سنة 326 هجرية، وتوفي بالتاريخ المذكور 23/7 /362؛ فعمره رحمه الله 36سنة فقط. وصاحب المعز لدين الله العبيدي المتوفى بتاريخ 365 هجرية، ولقي منه حفاوة وتبجيلاً، وخرج معه إلى الديار المصرية، ثم استأذنه في العود إلى المغرب ليأتي بعياله، فلما وصل إلى برقة وهي المنطقة الشرقية من جمهورية ليبيا العربية، قتل فما وجدوه إلا مخنوقاً. وكان ذلك بسبب تجاهره بالتشيّع، فقد أعلن عن تشيعه في الكثير من أشعاره، ومن ذلك قوله:

لي صارم وهو شيعي كصاحبه *** يكاد يسبق كراتي إلى البطلِ
إذا المعز معز الدين سلطه *** لم يرتقب بالمنايا مدة الأجلِ([5])

وقوله في القصيدة التي أولها:

تقول بنو العباس هل فتحت مصر *** فقل لبني العباس قد قُضي الأمرُ
فقد جاوز الاسكندرية جوهر *** تطالعه البشرى ويقدمه النصرُ
أفي الشمس شك أنها الشمس بعدما *** تجلّت عياناً ليس من دونها سترُ
فقد دالت الدنيا لآل محمد *** وقد جررت أذيالها الدولة البكرُ
ورد حقوق الطالبيين من زكت *** صنائعه في آله وزكا الذخرُ
فكل إمامي يجيء كأنما *** على خده الشعرى وفي وجهه البدرُ([6])

ولذلك فقد حزن لقتله المعز لدين الله حزناً شديداً. رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1110هجرية توفي إبراهيم بن أحمد اليافعي الصنعاني مولداً ونشأة ووفاةً. قال صاحب (معجم المؤلفين): وهو شاعر يدخل شعره في مجلدات([7]). رحمه الله برحمته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 1299هجرية توفي العلّامة السيد حسين ابن السيد محمد الحسيني الكوهكمري الأصل، النجفي السكن والمدفن، المعروف بسيد حسين الترك. قال صاحب كتاب (معجم المؤلفين): إنه فقيه أصولي من مؤلفاته رسالة في مقدمة الواجب ورسالة في المواريث، ورسالة في شرح (القواعد)، والمتاجر([8]).

وقد روي عنه أنه في يوم من الأيام كان قادماً من زيارة بعض أصدقائه المؤمنين، ولاحظ أنه لم يبقَ من تدريسه لتلامذته إلّا وقت يسير لا يسعه إلى الذهاب إلى المنزل، فذهب إلى مكان التدريس ولو كان بعدُ لم يحن الوقت، فلما وصل إلى ذلك المكان جلس لانتظار الطلاب، فرأى في ذلك المكان شيخاً متحمساً يلقي درسه على طلابه، فأنصت إلى حديثه، فشعر أن هذا الشيخ الذي لا يروق لأحد شكله محقق من الطراز الأول، فقرر أن يحضر في اليوم الثاني في هذا الوقت أو قبله ليستمع إلى هذا الشيخ قبل حضور تلامذته ولما حضر أعجبه بيانه وتحقيقه وأخذ في كل يوم يأتي في ذلك الوقت المعين ليسمع من هذا الشيخ، وما زال على ذلك حتى حصل له اليقين بأن هذا الشيخ أعلم منه.

وبعد أن تأكد من ذلك قال لتلامذته: إن الشيخ الذي يدرس تلامذته قبلنا في ه

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top