حدث في مثل هذا اليوم (20 جمادى الاُولى)

حدث في مثل هذا اليوم (20 جمادى الاُولى)

وفي هذا اليوم من سنة 357 هجرية توفي أبو المسك كافور بن عبد الله الأخشيدي؛ نسبة إلى مولاه محمد بن طُغج الملقب بالأخشيد، مؤسس الدولة الأخشيدية بمصر والشام، والمتوفى ليلة الجمعة 22 /12/ 334 هجرية، كما سيأتي إن شاء الله. وكان كافور عبداً حبشياً أسودَ شديد السواد، اشتراه الأخشيد ملك مصر بثمانية عشر ديناراً، واعتقه؛ فنسب إليه. وترقى عنده، وما زالت همته تصعد به إلى أن كان هو القائم بتدبير المملكة. ولما توفي سيّده الأخشيد بالتاريخ المذكور، تولى بعده ولده الأكبر أبو القاسم أنوجور ـ ومعناه بالعربي محمود ـ فقام كافور بتدبير مملكته إلى أن توفي أنوجور 8/ 11/ 349 هجرية، وتولى بعده أخوه أبوالحسن علي بن محمد، فاستمر كافور في نيابته وحسن تدبيره إلى أن توفي علي المذكور 11 /1/ 355 هجرية، فتولى المملكة مستقلاً بنفسه لمدة سنتين وأربعة أشهر. وكان عجباً في العقل والشجاعة، وقد مدحه الشعراء، وأثنى عليه الاُدباء، ودعا له الخطباء على المنابر بمكة ومصر والشام. وكان ممن مدحه أبوالطيب المتنبي المتوفى 28/ 9/ 354 هجرية على الأرجح. ومن قصائده التي مدحه بها قصيدته البائية التي مدحه بها في شوال سنة 347 هـ، فقال:

يضاحك في ذا العيد كلٌ حبيبه *** حذائي وأبكي من أحب وأندبُ
أحن إلى أهلي وأهوى لقاءهم *** واين من المشتاق عنقاء مغربُ
فإن لم يكن إلاّ أبو المسك أوهم *** فإنك أحلى في فؤادي وأعذبُ
وكل امرئ يولي الجميل محبب *** وكل مكان ينبت العز طيبُ

رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

***

في هذا اليوم 20/ 5 من سنة 682 هجرية ولد فخر المحققين أبو طالب محمد ابن العلامة الحسن بن المطهر الحلي وحيد عصره وفريد دهره، الذي فاز بدرجة الاجتهاد في السنة العاشرة من عمره. وكان والده العلامة يعظمه ويثني عليه، وقد أوصاه بإتمام ما بقي ناقصاً من كتبه بعد حلول الأجل وإصلاح ما وجد فيها من الخلل. وقد قام بذلك. وله غير ما أتم من كتب والده العلامة كتب شريفة ومؤلفات لطيفة، منها (إيضاح الفوائد)، و(حاشية الإرشاد)، وغيرها من الكتب الجليلة. وستأتي بقية الكلام عنه عند تاريخ وفاته 24 /6/ 771 هجرية. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 20 /5/ 857، أو 10/6، أو 20 /6/ 857 هجرية، والموافق تقريباً 29 /5/ 1453م سقطت القسطنطينية عاصمة البيزنطيين بيد الأتراك في زمان السلطان الثامن من السلاطين الأتراك وهو محمد خان بن السلطان مراد خان المتوفى 5 /3/ 886 هجرية. وإشارةً إلى أن هذا الفتح تمناه كثير من الملوك والسلاطين، وصرفوا إليه همهم، وبذلوا فيه جهدهم فلم ينالوه، قال بعض الشعراء مؤرخاً هذا الفتح:

رام هذا الفتح قوم أولونْ *** حازه بالنصر قوم (آخرونْ)

فكلمة آخرون تاريخ فتح القسطنطينية بعدد حساب الحروف. وجاء في تاريخ فتحها أيضاً (بلدة طيبة). 857 هجرية.

ولما فتحها السلطان، أمر ببناء قبة على قبر الصحابي الجليل الذي توفي بها سنة 50هـ، وقد أخذه يزيد بن معاوية في غزوه لها، فتوفي هناك ودفن عند سورها (رحمه الله).

والبيزنطية دولة تأسست في القسم الشرقي من الدولة الرومانية سنة 395 م في عهد «أركاديوس» المتوفى سنة 408 م، واستمرت حتى الاحتلال العثماني من السنة المذكورة سنة 1453م.

***

وفيه من سنة 1273 هجرية توفي العالم الفقيه الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ محمد حسن الجواهري الذي انتهت إليه الزعامة الدينية في اُسرته بعد وفاة والده صاحب كتاب الجواهر المتوفى بتاريخ 1 /8/ 1266 هجرية، رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top