حدث في مثل هذا اليوم (3 جمادى الاُولى)
وفي هذا اليوم 3/ 5 من سنة 555 هـ ولد بخوارزم العلامة سراج الدين السكاكي المعتزلي صاحب كتاب (مفتاح العلوم) الذي شرحه التفتازاني المتوفى بتاريخ 793 بالشرح (المطول) والشرح (المختصر). وقد توفي في أوائل شهر رجب سنة 626 هجرية؛ فعمره 71 سنة، رحم الله الجميع برحمته.
***
وفي هذا اليوم 3/ 5/ سنة 626 هجرية توفي بمكة المكرمة أميرها الذي ملكها بتاريخ 3/ 11/ 611 هجرية الملك المسعود أطسيس ابن الملك الكامل محمد الأيوبي المتوفى بتاريخ 22 /7/ 630 هجرية. وكان عمر أطسيس يوم وفاته 27 سنة؛ فقد كان مولده سنة 599 هجرية. وكان بمكة رجل من المجاورين يقال له الشيخ صدِّيق بن بدر بن جناح من أكراد بلد أربل، وكان من كبار الصالحين، فأوصى الملك المسعود بأنه إذا مات لا يجهز بشي من ماله، بل يسلَّم إلى الشيخ صديق يجهزه من عنده بما يراه.
فلما مات سلّموه إلى الشيخ صديق، فتولى أمره، وكفّنه في إزار كان يحرم فيه بالحج والعمرة سنين عديدة، وجهزّه تجهيز الفقراء على حسب قدرته، ودفنه في جانب مقبرة المعلّى. وكان قد أوصى ألّا يبنى على قبره، وأن يكتب عليه: «هذا قبر الفقير إلى رحمة الله أطسيس بن محمد بن أبي بكر بن أيوب». ففعل به ذلك.
ولما بلغ الملك الكامل ما فعله الشيخ صديق بجنازة ولده المسعود كتب إليه يشكره، ويطلب منه أن يرفع إليه حوائجه، فلما قرأ الكتاب قال: ما فعلت ما أستحقّ به الشكر، وما فعلت إلّا ما يجب على كل أحد القيام به من مواراة الميت. وطلبوا منه أن يكتب جواب الكتاب للملك، فامتنع وقال: ليس لي إليه حاجة فأكتب إليه، رحم الله الجميع برحمته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 699 هجرية توفي بالبحرين كمال الدين الشيخ ميثم بن علي بن ميثم البحراني الفقيه الفيلسوف المتبحر صاحب التصانيف النافعة والكتب المفيدة، ومنها ثلاثة شروح على (نهج البلاغة): صغير، ومتوسط، وكبير، وكتاب (استقصاء النظر في إمامة الأيمة الاثني عشر)، و(القواعد في علم الكلام)، وغير ذلك من الكتب النافعة. وقد أكثر الملّا صدرا الشيرازي المتوفى سنة 1050 هجرية في حاشية (شرح التجريد) خصوصاً في الجواهر والأعراض من النقل عنه. وإذا كان مولده سنة 636، فعمره 63، رحم الله الجميع برحمته، وأسكنم فسيح جنته.
***
في هذا اليوم 3/ 5/ 808 هجرية توفي بالقاهرة كمال الدين محمد بن موسى بن عيسى الدميري المصري الشافعي الكاتب الخبير، صاحب كتاب (حياة الحيوان)، و(شرح سنن ابن ماجة)، و(منهاج النووي)، وغيرها من الكتب النافعة. وقيل عنه: إنه جمع كتاب (حياة الحيوان) في ثلاثين سنة.
والدميري نسبة إلى دميرة ـ كسفينة ـ قرية كبيرة بمصر قرب دمياط. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 3/ 5/ من سنة 837 هـ وكان يوم جمعة توفي السلطان السيد محمد ابن السيد مهدي كاركيا، المعروف بأمير سيد بن مهدي الحسيني أحد سلاطين كيلان. وكاركيا كلمة فارسية كان أهل كيلان يلقبون بها هؤلاء السادة؛ تعظيماً لهم. ملك منهم كيلان جماعة أولهم:
السيد علي بن أميركيا، قتل سنة 799 هجرية.
وتملك بعده ولده السيد رضا كاركيا، وتوفي سنة 829 هجرية، ولم يعقب.
فانتقلت السلطة بعده إلى ابن عم صاحب الترجمة السيد محمد ابن السيد مهدي كاركيا، فقبض عليه ولده أحمد وحفيده أميركيا، وسجناه في قلعة الموت إلى أن توفي بالتاريخ المذكور 3 /5/ 837 هجرية.
وتملك بعده ولده ناصر كاركيا، فملك بعده 14 سنة، ومات سنة 851 هجرية.
وتملك بعده ولده السطلان محمد، وتوفي سنة 883 هجرية.
وتملك بعده ولده السلطان علي، فقتل سنة 910 هجرية.
وتملك بعده أخوه السلطان حسين، وقتل في سنة 911 هجرية.
وتملك بعده ولده السلطان أحمد، وتوفي سنة 940 هجرية.
وتملك بعده ولده السيد علي، وتوفي مسموماً 941 هجرية.
وتملك بعده أخوه السيد حسين، وتوفي سنة 943 هجرية.
وتملك بعد ولده كاركيا أحمد خان، قال صاحب (مجالس المؤمنين): وهو أفضل ملوك كاركيا، قتل بتاريخ 18 /8/ 945، وبقتله انقرض ملك الكاركيائية، فسبحان من لا يزول ملكه، ولا ينتهي سلطانه.
***
وفيه من سنة 879 هجرية توفي الشيخ الكافيجي محمد بن سليمان الرومي الحنفي من كبار العلماء بالمعقولات؛ ولذلك انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر. وله تصانيف نافعة ومؤلفات مفيدة منها (مختصر في علم التاريخ)، و(أنوار السعادة في شرح كلمتي الشهادة)، وغيرهما. وقد لازمه السيوطي المتوفى بالقاهرة سنة 910 هـ أربع عشرة سنة، واستفاد منه، رحم الله الجميع برحمته.
***
وفي هذا اليوم 3 /5/ 925 هجرية والموافق 2 /5/ 1509 م توفي العبقري الكبير، والنابغة الشهير «ليونارد» الإيطالي الذي يعتبره بعض المفكرين من أبرز العباقرة الذين عرفهم البشر على الإطلاق؛ فقد تنبأ هذا العبقري في القرن الخامس عشر بأغلب الاختراعات قبل ظهورها، ومنها الطيارة والغواصة والدبابة.
***
وفيه يوم الأربعاء من سنة 1090 أمر الشاه سليمان الصفوي بإرجاع الأحكام الشرعية إلى العلامة المجلسي المتوفى 27 /9/ 1110 أو 1111 هجرية، وجعله شيخ الإسلام، رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 3/ 5/ من سنة 1292 أو سنة 1293 هجرية ـ وكان يوم الاثنين ـ توفي بزنجان أبو القاسم ابن الأمير كاظم ابن الأمير محمد حسين الموسوي الزنجاني وعمره 67 سنة فقط. قال عنه الأمين في (الأعيان): إنه كان عالماً فاضلاً، جليل القدر، رفيع المنزلة، وكانت له عين باكية على مصائب أهل البيت (عليهم السلام)، واشتغال بالعبادة. تتلمذ في العراق على السيد محمد باقر الرشتي الأصبهاني صاحب كتاب (مطالع الأنوار)، وعلى الحاج الشيخ محمد إبراهيم الكابناسي صاحب (الإشارات). وعاد إلى زنجان سنة 1350 هجرية، وحصلت له بها رياسة عظيمة وثروة وافرة. وله قضايا معروفة في فتنة البابية بزنجان، وله عدة مؤلفات نافعة. وقد دفن في قبة مخصوصة خارج بلدة زنجان([1]). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 3 /5/ 1350 هجرية، والموافق تقريباً 16 /9/ 1931 م نفذ حكم الإعدام شنقاً في المجاهد الليبي عمر المختار أشهر مجاهدي طرابلس الغرب في حربهم مع المستعمرين الإيطاليين. وقد امتدت الحرب أكثر من عشرين سنة، وجرت بينه وبين المستعمرين الإيطاليين أكثر من 263 معركة، وبينما هو في سرية من رجاله نحو خمسين فارساً بناحية سلنطة بالجبل الأخضر يستكشف مواقع العدو، إذ فوجئ بقوة إيطالية أحاطت به، فقاتلها بمن معه، واستشهد كثير من أصحابه، وقتل فرسه، وأصابته الجراح، ثم اُسر وأرسل إلى بنغازي، وسجن أربعة أيام.
وسئل عن أعماله فأجاب بالإيجاب غير مبالٍ ولا هياب، فقتل شنقاً في مركز سلوق في بنغازي. وأخباره كثيرة بعضها مدوَّن، وقد كتب عنه السيد أحمد محمود المصري كتاباً أسماه (عمر المختار)، وممن رثاه الشاعران شوقي ومطران خليل اللبناني. ومن قصيدة شوقي قوله:
يا أيها السيف المجرد بالفلا *** يكسو السيوف على الزمان مضاء
أفريقيا مهد الأسود ولحدها *** ضجت عليك أراجلاً ونساء
والمسلمون على اختلاف ديارهم *** لا يملكون على المصاب عزاء
في ذمة الله الكريم وحفظه *** جسد برقة وُسِّد الصحراء
رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
_____________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.