حدث في مثل هذا اليوم (4 جمادی الاُولى)

حدث في مثل هذا اليوم (4 جمادی الاُولى)

وفي هذا اليوم وكان يوم الخميس 4/ 5 من سنة 393 هجرية توفي أبو الحسن محمد بن عبد الله السلامي نسبة إلى دار السلام وهي بغداد، والذي قيل عنه: إنه من أشعر أهل العراق. وقد قال الشعر وهو ابن عشر سنين، وأول شعر قاله هو قوله:

بدائع الحسن فيه مفترقه *** وأعين الناس فيه متفقه
سهام ألحاظه مفوقة *** فكل من رام لحظة رشقه
قد كتب الحسن فوق وجنته *** هذا مليح وحقّ من خلقه([1])

وقصد الصاحب بن عباد ومدحه، وبقي عنده في خير مستفيض، وجاه عريض، ثم حمله إلى عضد الدولة بن بويه بشيراز، فمدحه بقصيدة قال فيها:

إليك طوى أرض البسيطة جاعلٌ *** قصار المطايا أن يلوح لها القصرْ
فكنت وعزمي في الظلام وصارمي *** ثلاثة أشياء كما اجتمع النسرْ
وبشرت آمالي بملْك هو الورى *** ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر

فأعطاه ما قرت به عيناه، فاختص عبد الله بخدمته في مقامه وظعنه، وما زال معه إلى أن توفي عضد الدولة بتاريخ 8/ 10/ 372 هجرية، فرقت حاله، وما زال يتماسك مرة ويتداعى اُخرى إلى أن مات بالتاريخ المذكور. وكانت ولادته 6 /7/ 336؛ فعمره يوم وفاته 57 فقط. رحمه الله برحمته.

***

في هذا اليوم 4 /5/ 763 هجرية توفي بالقاهرة الملك السادس من ملوك العباسيين بمصر وهو المعتضد العباسي، وكانت مدة خلافته عشر سنين، وبويع بعده ولده المتوكل على الله.

قال القرماني في كتابه (أخبار الدول): وكان المعتضد عارفاً واسع الفكرة، خيّراً متواضعاً محبّاً لأهل العلم. رحمه الله برحمته.

***

وفي ليلة هذا اليوم 4 من شهر جمادى الأولى سنة 1066 هجرية توفي الشيخ حسن بن حسين بن علي الصغير العاملي من اُمراء جبل عامل. قال الأمين في (الأعيان): والشيخ هنا علامة على الإمارة، لا على العلم. رحمه الله برحمته.

***

قال صاحب كتاب (مع الصادقين): وفي هذا اليوم 4/ 5/ من سنة 1337 هجرية توفي العلامة الجليل، والمجاهد الكبير، السيد عبدالرزاق آل الحلو الجزائري الذي ولد بالنجف الأشرف سنة 1275 هجرية؛ فعمره يوم وفاته رحمه الله 72 سنة فقط. وقد لعب دوراً كبيراً في ثورة العشرين العراقية، فقد خرج بنفسه في مقدمة الجحافل التي توجهت لقتال الغزاة، ولما عاد إلى النجف من تلك المعارك التي خاضها بالسماوة والبصرة كان يوم دخوله إلى النجف يوماً مشهوداً. واستمر بعد ذلك مشتغلاً بالتأليف والتدريس إلى أن توفي بالتاريخ المذكور 4 /5/ 1337 هجرية. وقد أرخ عام وفاته المقدس الشيخ فرج العمران، فقال:

نعى للهدى روح جثمانِهِ *** نعيٌّ شجانا بألحانِهِ
قضى عبد رزاقها نحبه *** وراح لروح وريحانِهِ
مضى السيد الفذ حلو الصفات *** إلى حوره ولولدانِهِ
دعاه الإله فلبى نداه *** وطار اشتياقاً للقيانِهِ
وحين بمولاه أرخ (لجا *** جزاه بأكبر رضوانِهِ)

رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.

___________________

([1]) وفيات الأعيان 4: 404.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top