سورة العلق / 12

قوله تعالى: ﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ أي كلا لا تطع أبا جهل وأمثاله فيما يريدون من ترك الصلاة والسجود، واسجد واقترب بهما وبغيرهما من الطاعات إلى الله جلّ وعلا. قالوا: ويستفاد من هذه الآية الكريمة أنّ السجود وسيلة إلى الاقتراب من الله جلّ وعلا. وفي الحديث: «أنّ أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجداً له جلّ وعلا». قال بعض العرفانيين: وهذا المعنى ظاهر في السجود؛ لأنّ الساجد يتوارى عنه حال ...

Read more

سورة العلق / 11

قوله تعالى: ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾ يعني فليدع أهل ناديه الذين هم عشيرته وأهل مجلسه؛ لأنّ النادي هو المجلس، ولذا قال تعالى عن قوم لوط(ع): ﴿وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ﴾([1]). يعني أنّهم كانوا يتلاوطون ويتضاحكون ويتمازحون بما لا يليق بكرامة الإنسان. قال أهل اللغة: ومن النادي سمّيت دار الندوة، يعني دار الإجتماع والتشاور، وهي دارقصي بن كلاب الجد الثالث لرسول الله| وقد بناها ل ...

Read more

سورة العلق / 10

قال تعالى: ﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ﴾ كلا، هنا للتحقيق أو للزجر ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ﴾ هذا الطاغي، وهو أبوجهل، عن تكذيبك يا محمد وإيذائك ﴿لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ﴾. وكلمة لنسفعاً فعل مضارع مؤكد بنون التوكيد الخفيفة، وقد أبدلت النون ألفاً وهو شيء جائز عند النحويين، ولا سيما في حالة الوقف. وللسفع عدة معان؛ منها: الجر من الناصية بشدة فيكون المعن ...

Read more

سورة العلق / 9

قال تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾ قال كثير من المفسرين: إنّ الآية نزلت بسبب حادثة جرت للرسول| وهي أنّ أبا جهل قال يوماً لقريش: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم قال: فبالذي أحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنّ على رقبته، قالوا: فما هو ذا يصلي فانطلق ليطأ على رقبته بزعمه، فما فاجأهم إلّا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، فقالوا: مالك يا أبا الحكم؟ فقال: إنّ بيني وبينه خندقاً من ...

Read more

سورة العلق / 8

قال تعالى: ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾ إنّ هذه الآية مع كونها تخبر عن الحقيقة التي لا مناص منها، وهي حقيقة الرجوع إلى الله جلّ وعلا، فإنّ فيها تهديداً لذلك الإنسان الذي يطغى بماله أو بعلمه على الآخرين وتذكيراً له بأنّه سيرجع إلى ربّه ويترك كل ما حوله وراء ظهره، فعليه أن يستعد للقاء ربّه الذي سيجازيه بما قدمت يداه. وقد قال تعالى في آخر آية نزلت من كتابه على ما يقوله بعض المفسرين: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُر ...

Read more

سورة العلق / 7

ومن اللطيف ما روي أنّ الخليفة المستنصر العباسي خرج يوماً إلى زيارة قبر سلمان الفارسي المتوفی بالمدائن بتاريخ 25/2/35 هجرية ومعه عز الدين ابن الأقساسي نقيب الطالبيين فقال الخليفة في الطريق: إنّ من الأكاذيب ما يرويه غلاة الشيعة عن مجيء علي بن أبي طالب(ع) من المدينة إلى المدائن لمّا توفي سلمان الفارسي (رضي الله عنه) وتغسيله إيّاه ورجوعه في نفس ليلته إلى المدينة، فأجابة الأقساسي& بالبديهة قائلاً: أنكرت ليلة ...

Read more

سورة العلق / 6

قال تعالى: ﴿عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ ذكرت الآية السابقة على هذه الآية العلم بالقلم وهو العلم الكسبي الذي يتعلمه الناس بعضهم من البعض، وقد نسبه الله جلّ وعلا إلى نفسه نظراً إلى أنّ القدرة على التعلم ووجود الاستعداد الروحي والجسمي وإيجاد الوسائل والأسباب لتحصيله كلها منه جلّ وعلا، ولذلك قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾([1]). أمّا هذه الآية فقد ذكرت العلم الذي يحصل بواسطة الوح ...

Read more

سورة العلق / 5

قال تعالى: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ قال بعض علماء التفسير ـ رحم الله الماضين منهم وأيد الباقين ـ : يحتمل أن تكون الربوبية المذكورة في الآية الأولی من هذه السورة المباركة تعني الربوبية الخلقية الجسمية؛ ولهذا وصفها جلّ وعلا بقوله: (الذي خلق)، أمّا الربوبية المذكورة في الآية الثانية وما بعدها فهي تعني الربوبية الخلقية الروحية التشريع ...

Read more

سورة العلق / 4

ولعلّ سائلاً يسأل فيقول: لمن هذه الآية الكريمة تقول: أنّه جلّ وعلا خلق الإنسان من علق وهناك آية أخرى تقول: إنّه جلّ وعلا خلق الإنسان من نطفة، وآية أخرى تقول: إنّه خلق الإنسان من ماء دافق، وآية اُخرى تقول: إنه خلق الإنسان من ماء مهين، وآية اُخرى تقول: إنّه خلق الإنسان من مني يمني؟ فما هو وجه الجمع بين هذه الآيات؟ الجواب: أنّ هذه الآيات لا تتحدث عن عدّة أشياء حتى تحتاج إلى جمع، وإنّما هي تتحدث عن شيءٍ واحد، ف ...

Read more

سورة العلق / 3

وقال الكليم موسى(ع) لما سأله فرعون: ﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾([1]). ومن العجيب أنّ بعض المشركين يعترفون بالخالقية لله جلّ وعلا ويجعلون الربوبية للأوثان، قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾([2])، وقال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَ ...

Read more

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top