حدث في مثل هذا اليوم (19 ربيع الثاني)
وفي هذا اليوم 19 /4 أو الذي قبله وقع العذاب على قوم صالح (عليه السلام) بعد عقرهم الناقة بثلاثة أيام. فإذا كان عقرهم الناقة في فجر اليوم 16/ 4 كما تقدم، فمن الجائز أن يكون نزول العذاب عليهم في مثل هذا اليوم. وقد تقدم أن عقرهم الناقة كان بتاريخ 23/ 2، وأن نزول العذاب عليهم بتاريخ 26/ 2 أو الذي بعده، والله سبحانه وتعالى أعلم.
***
وفي هذا اليوم أو الذي بعده من سنة 298 هـ الموافق يوم الثلاثاء توفي بنيسابور أبوعثمان سعيد بن إسماعيل الحيري؛ نسبة إلى الحيرة ـ بكسر الحاء ـ (محلة كبيرة بنيسابور، وهي غير الحيرة التي بالعراق). وهو الذي روي عنه أنه كان يقول: ما أقامني الله في حال فكرهته، وما نقلني إلى غيره فسخطته([1]).
وروي عنه أنه سُئل عن الصحبة فقال: الصحبة مع الله بحسن الأدب، ودوام الهيبة منه، والمراقبة له، والصحبة مع الرسول (صلى الله عليه وآله) باتباع سنته، والصحبة مع أولياء الله بالاحترام والخدمة، والصحبة مع الأهل والولد بحسن الخلق، والصحبة مع الإخوان بدوام البشر والانبساط ما لم يكن فيه إثم، والصحبة مع الجهال بالدعاء لهم والرحمة عليهم، ورؤية نعمة الله عليك إذ عافاك مما ابتلاهم.
وروي عنه أنه قعد يوماً في مجلسه الذي يقعد فيه للوعظ والتذكير، وسكت حتى طال سكوته، فناداه رجل من الحاضرين: نرى أن تقول في سكوتك شيئاً. فأنشأ يقول:
وغير تقي يأمر الناس بالتقى *** طبيب يداوي والطبيب مريضُ
وبكى فبكى الناس حتى ارتفعت الأصوات([2]).
وسئل يوماً أي شيء من عملك أرجى عندك؟ فقال: إني لما ترعرعت كان أهلي يريدونني على التزويج فأمتنع، وفي ذات يوم جاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان، قد أحببتك حباً أذهب نومي، وأنا اسألك بمقلّب القلوب، وأتوسّل به إليك أن تتزوجني. فقلت: ألك أب؟ قالت: نعم، فلان الخياط في موضع كذا. فراسلته وتزوجتها منه، فلما دخلت بها وجدتها على خلاف ما أرغب، فقلت: اللهم لك الحمد على ما قدرت لي. وأحسنت العشرة معها، وبالغت في إكرامها، ومازلت أوثر رضاها على كل شيء وكأني في بعض أوقاتي على مثل الجمر حتى توفيت بعد خمس عشرة سنة. فما كان شيء عندي أرجى من حفظي عليها ما كان في قلبها من جهتي([3]). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
_____________________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.