حدث في مثل هذا اليوم (18ربيع الأول)
وفي اليوم الثامن عشر من شهر ربيع الأول سنة 170 هجرية توفي الملك الرابع من ملوك بني العباس، وهو موسى الهادي، وكان عمره يوم وفاته خمساً وعشرين سنة وستة أشهر، ومدة خلافته سنة وثلاثة أشهر. وقد حصل في هذه المدة القصيرة معركة فخ الشهيرة، ولما توفي بالتاريخ المذكور تولى بعده أخوه هارون الرشيد العباسي المشهور، والملك لله العلي القدير.
وقد تقدم أن هلاك موسى الهادي وتولّي هارون الرشيد بتاريخ 14/ 3.
***
وفيه من سنة 233 هجرية توفي بسامراء الوزير محمد بن عبد الملك المعروف بـ«ابن الزيات»، وقد تقدم ذكره بتاريخ 8/ 2 وهو اليوم الذي قبض فيه عليه وطرح في التنور الذي كان يطرح فيه الناس قبل ذلك ويعذبهم بضيقه وناره. ومن شعره قوله في رثاء المعتصم العباسي المتوفى بتاريخ 8/ 3/ 227 هـ، وفي قيام ولده هارون الواثق المتوفى بتاريخ 24 /12/ 232 هجرية:
قد قلت إذ غيبوك وانصرفوا *** في خير قبر لخير مدفونِ
لن يجبر الله أمة فقدت *** مثلك إلا بمثل هارونِ([1])
وقد روي أنه لما طرح في التنور قال له خادمه: قد صرت إلى ما صرت إليه، وليس لك حامد. فقال: وماذا نفع البرامكة صنعتهم؟ فقال ذكرك لهم في هذه الساعة. فقال: صدقت([2]).
***
وفي هذا اليوم 18 من شهر ربيع الأول سنة 358 هجرية توفي ببغداد السيد الشريف أبو محمد حسن بن محمد بن أبي الحسن يحيى العلوي النسابة المعروف بابن أخي طاهر، وطاهر الذي يعرف به هو طاهر بن يحيى النسابة العلوي الذي كان أبوه يحيى أوّل من جمع كتاباً في نسب آل أبي طالب. وكان عارفاً بأصول العرب وفروعها، حافظاً لأنسابها ووقائعها، ووقائع الحرمين وأخبارها. وقد توفي بمكة سنة 277 هجرية، ودفن عند خديجة. وكان ولده طاهر عالماً وفاضلاً كاملاً، ورعاً زاهداً، صالحاً عابداً، تقياً نقياً ميموناً، جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة، عالي الهمة. ولشهرته في ذلك يقول فيه المتنبي المقتول بتاريخ 28 /9/ 354:
إذا علوي لم يكن مثل طاهر *** فما هو إلا حجة للنواصبِ
هو ابن رسول الله وابن وصيه *** وشبههما شبهت بعد التجارب([3])
رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفيه من سنة 1009 هجرية توفي السيد محمد ابن السيد علي الموسوي صاحب كتاب المدارك (مدارك الأحكام)، قال صاحب كتاب (قصص العلماء): وعلمه وقداسته أشهر من أن ينكرهما أحد، وكان هو وصاحب (معالم الأصول) الشيخ حسن بن زين الدين الشهيد الثاني المتوفى سنة 1011 هـ متقاربين في السن، وقد درسا عند المقدس الأردبيلي المتوفى في صفر سنة 993. وكانا كفرسي رهان، وكرضيعي لبان، وكانا إذا سبق أحدهما إلى المسجد اقتدى به الآخر، وإذا سئل أحدهما عن مسألة لم تحضره أحالها على الآخر. وكانا يحضران درس بعضهما البعض، وكان كل واحد منهما يرغّب الناس في الآخر. وتوفي السيد صاحب (المدارك) قبل الشيخ صاحب (المعالم) فرثاه بأبيات كتبها على قبره، وهي:
لهفي لرهن ضريح صار كالعلمِ *** للعلم والمجد والمعروف والكرمِ
قد كان للدين شمساً يستضاء بها *** محمد ذو المزايا طاهر الشيمِ
سقى ثراه وهناه الكرامة والـ *** ـريحان والرَّوح طراً بارئ النسمِ
رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 1346 هجرية توفي العالم الفاضل، والأديب الكامل السيد محفوظ ابن السيد هاشم ابن السيد سعود العوامي أخو الحجة السيد ماجد العوامي المتوفى 7 /4/ 1367 هجرية، ومن شعره (رحمه الله) قوله:
العبد بالباب يرجو منك فضل ندا *** وأن يكون بعين القدس ملحوظا
فضلاً يوافق معناه علامته *** فيرتقي درج العلياء محفوظا
وقد أرخ عام وفاته المقدس الشيخ فرج العمران في بيت واحد قاله عن لسان القبر، وهو:
خلقتُ لمحفوظ بن هاشم مضجعاً *** به أرخوا (قد قدّس الله تربتي)([4])
رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم 18 /3/ 1350 هجرية ولد قاضي القطيف الحالي ـ ونحن الآن في سنة 1425 هجرية ـ العلامة الحجة الشيخ عبد الله بن الإمام الشيخ علي أبو الحسن الخنيزي صاحب المؤلفات النافعة ومنها (مؤمن قريش) و(مداميك عقدية) وغيرهما من الكتب النافعة، متع الله المؤمنين ببقائه، ونفعهم بمساعيه؛ إنه سميع مجيب.
_______________________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.