أهل الإفك
﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
روى الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وغيرهما عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله(ص) إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها فأقرع بيننا في غزوة بني المصطلق فخرج فيها سهمي وذلك بعدما أنزل الحجاب فخرجت مع رسول الله(ص) حتى فرغ من غزوه وقفل ودنونا من المدينة فقمت حين أذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدرتي فإذا عقد عن جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلونني فحملوا هودجي على بعيري الذي كنت أركبه وهم يحسبون أني فيه فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي وجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فسموت إلى منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدونني ويرجعون إلي، فبينا أنا جالسة إذ غلبتني عيناي فنمت وكان صفوان ابن المعطل السلمي قد عرس من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما كلمني بكلمة حتى أناخ راحلته فركبتها فانطلق يقود الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في حر الظهيرة فهلك من هلك فيَّ وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت شهراً والناس يغيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك ورسول الله(ص) يرثيني في وجعي غير أني لا أعرف منه اللطف الذي كنت أعرفه حين أشتكي إنما يدخل فيسلم ثم يقول كيف تيكم فذلك يحزنني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المصانع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلاً إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلاً قد شهد بدراً فقالت أي هنتاه ألم تسمعي ما قال قلت وماذا قال فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضاً إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل عليَّ رسول الله(ص) ثم قال كيف تيكم أي حالكم قلت أتأذن لي أن آتي أبوي قالت وأنا أريد أن أتيقن الخبر من قبله فأذن لي رسول الله فجئت أبوي وقلت لأمي يا أماه ماذا يتحدث به الناس؟ فقالت بنية هوني عليك فوالله لقل ما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها قلت سبحان الله أو قد يحدث الناس بهذا قالت نعم فمكث تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبحت وأنا أبكي فلم أزل حتى أنزل الله على نبيه وأخذه ما كان يأخذه من برحاء الوحي فلما سرى عن رسول الله(ص) قال أبشري يا عائشة أما والله فقد برأك.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.