حدث في مثل هذا اليوم ( 21 رمضان )
في ليلة يوم الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك قبض موسى بن عمران(عليه السلام)، وفيها توفي يوشع بن نون وصي موسى(عليه السلام)، وفيها رفع عيسى بن مريم(عليه السلام)، وفيها نزل القرآن على نبينا محمد(صلى الله عليه وآله)، وفيها قبض مولانا أمير المؤمنين(عليه السلام) ودفن في النجف الأشرف:
صلى الإله على جسم تضمنه *** قبر فأصبح فيه العدل مدفونا
قد حالف الحقّ لا يبغي به بدلاً *** فصار بالعدل والإيمان مقرونا([1])
***
وفي هذا اليوم 21 من شهر رمضان المبارك سنة 1289 هجرية توفي بكربلاء حيث جاء زائراً لمرقد الإمام الحسين(عليه السلام) فوافاه الأجل السيد محمد تقي ابن السيد محمد رضا ابن السيد محمد مهدي بحر العلوم، قال عنه الأمين في (الأعيان): إنه كان فقيها أصوليا، رئيساً مطاعاً، شهماً جليلاً مهيباً، وكم كشف من كربة عن أهالي النجف سيما أول ورود القرعة العسكرية، فقد كان يجمع الأموال ويشتري من تخرج القرعة باسمه. وكان يعطف على الصغير، ويحنو على الكبير، ويعين الفقير، ويقضي حاجة المحتاج.
أخذ الأصول عن صاحب (الجواهر)، وكان من وجوه تلامذته، ثم انصرف عن ذلك إلى الزراعة والعمل في أرض أقطعه اياها علي رضا باشا والي بغداد قرب ذي الكفل، وحصلت له في هذا الباب رئاسة مطلقة. وكان عالي الهمة، شريف النفس، غيوراً على الأمة، كثير المشي في المصالح العامة، إليه مفزع الناس في النائبات، وجيهاً عند العلماء والولاة، مطاعاً عند العامة. وقد صادفه الأجل في اليوم المذكور 21 / 9 / 1289 هجرية في مشهد الإمام الحسين(عليه السلام)، ونقل إلى النجف الأشرف، ودفن هناك في مقبرة أسلافه. رحمه الله، برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي يومها من سنة 40 من الهجرة بويع مولانا الإمام الحسن(عليه السلام) خليفة من أبيه أميرالمؤمنين(عليه السلام) بدافع من الرغبة والاختيار. قال أهل السير: إنه(عليه السلام) صعد المنبر بعد أن صلّى بالناس صلاة الصبح، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه، وذكر جده فصلّى عليه: «أيها الناس، لقد قبض في هذه اليلية رجل لم يسبق الأولون، ولا يرده الآخرون، لقد كان يجاهد مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيقيه بنفسه، ولقد كان يواجهه برايته فيكتنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلا يرجع حتى يفتح الله عليه، ولقد توفي في الليلة التي قبض فيها موسى بن عمران ورفع بها عيسى بن مريم(عليه السلام) وانزل فيها القرآن مات وما خلف صفراء ولا بيضاء الاسبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادماً لأهله».
ثم خنقته العبرة وبكى، فبكى الناس، وقام عبيد الله بن العباس وقف بحذاء المنبر، وقد غص الجامع بالناس، وجعل ينتظر هدوء العاصفة الباكية التي اجتاحت الناس في أعقاب تأبين الإمام الحسن(عليه السلام) لأبيه، ثم قال بصوته الجهوري الموروث: أيها الناس، هذا ابن بنت نبيكم، ووصي إمامكم، فبايعوه. فقالوا: ما أحبه إلينا، وأعزه علينا. وبادروا إلى بيعته راغبين طايعين([2]).
***
وفي هذا اليوم من سنة 203 هجرية توفي الإمام الرضا(عليه السلام) بسناباد من أرض خراسان، وقيل بوفاته في 23 / 11 / 203، وقيل بها في 17 / 2 / 203، وهو المشهور عند كثير من الشيعة من أهالي الخليج.
ولكن هذا القول لا يتناسب مع بعض الحوادث التاريخيه التي منها أنه(عليه السلام) توفي بعد قتل الفضل بن سهل الذي قتل في حمام بلدة سرخس بتاريخ 2 / 8 / 203، وأن وصول المأمون إلى بغداد بتاريخ 16 / 2 / 204 كما تقدم بعد أن دفن الرضا(عليه السلام) بسناباد أمام قبر الرشيد المتوفى بتاريخ 4 / 6 / 193. فالقولان الأولان أقرب إلى التوافق مع وصول المأمون إلى بغداد. وفي جوار الرضا والرشيد يقول دعبل بن علي الخزاعي المتوفى سنة 246 هجرية:
قبران في طوس خير الناس كلهم *** وقبر شرّهم هذا من العبرِ
لا ينفع الرجس من قرب الزكي وما *** على الزكي بقرب الرجس من ضررِ
هيهات كل امرئ رهن بما كسبت *** له يداه فخذ ما شئت أو فذرِ([3])
***
وفي هذا اليوم من سنة 1028 هجرية توفي بشيراز السيد ماجد ابن السيد هاشم الصادقي الجدحفصي البحراني. ومن شعره الذي يحن فيه إلى وطنه «جدحفص» قوله:
يا ساكني جدحفص لا تخطفكم *** ريب المنون ولا نالتكُمُ المحنُ
ولاعدت زاهرات الخصب واديَكم *** ولا أغبّ ثراه العارض الهتنُ
الدهر شاطر ما بيني وبينكُمُ *** ظلماً فكان لكم روح ولي بدنُ
ومن تلامذته الفيض الكاشاني صاحب كتاب (الصافي)، و(الوافي)، وغيرهما من الكتب الكثيرة النافعة، وقد توفي سنة 1091هـ.
ومن مؤلفات السيد الجدحفصي (رحمه الله) (الرسالة اليوسفية)، ورسالة في (مقدمة الواجب)، وحواشٍ على (المعالم) و(خلاصة الرجال) و(الشرايع) و(اثنا عشرية البهائي)، وغيرها من الكتب الممتعة. وقد ذكره صاحب كتاب (سفينة البحار) بتفصيل وتبجيل وإكبار، ومن شعره في رثاء الحسين(عليه السلام)قوله:
بكى وليس على صبر بمعذورِ *** من قد أطل عليه يوم عاشورِ
وإن يوماً رسول الله سيء به *** فأبعد الله عنه قلب مسرورِ
وا حسرتا لصريع الموت محتضر *** قد قلبته يد الجرد المحاضيرِ
يا عقر الله تلك الصافنات بما *** جنت فما كان أولادها بتعقيرِ
من مبلغَّن قريشاً أن سيدها *** ثوى ثلاث ليالٍ غير مقبورِ([4])
إلى آخر القصيدة المذكورة بكتاب (أدب الطف)، رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفيه من سنة 1104 هجرية توفي بسناباد أو نقل إليها العلّامة الجليل الحر العاملي محمد بن الحسن. وقد تقدم أنه ولد ليلة الجمعة 8 / 7 / 1033، فيكون عمره الشريف 71، وقيل بوفاته في اليوم 9 من هذا الشهر، والله أعلم. وهو صاحب كتاب (الوسائل) و(أمل الآمل)، وغيرهما من الكتب. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.
***
وفي هذا اليوم من سنة 1313 هجرية توفي الحاج علي بن رمضان الكويكبي المجبّر، جدّ المرحوم الحاج الملا علي بن رمضان. وكذلك كان ولده الحاج محمد المتوفى بتاريخ 2 / 6 / 1353 هجرية، وهو والد المعلِّم الحاج الملا علي بن رمضان الشاعر الكبير. وقد ذكرهما في ملحمته العينية التي ذكرنا أكثرها في يوم وفاته 7 / 2، فقال (رحمه الله):
وعليٍّ الجد الذي في كفه *** جبر الكسير المدنف المتصدّعِ
وأبي محمدٍ الذي كأبيه في *** كفيه تجبير الكسير الموجَعِ
رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
___________________________
([1]) بحار الأنوار 41: 119، شواهد التنزيل 1: 394/ 415.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.