ولده الثالث أبو جعفر محمد المرهون

خط فابکي بأدمع في انسکابِ

خسف البدر يا له من مصابِ

حادث في القطيف حل فأورى

في فؤاد الإسلام زند التهابِ

فقدنا للزعيم منصور أهل الـ

ـعلم والحلم والندى والکتابِ

هُدّ رکن الهدى وکل البرايا

قد دعاها غرقى ببحر عبابِ

يا له فادح وخطب جليل

ترک الکون في أسىّ واضطرابِ

مَن لمحرابه ومَن للمصلى

إن مضى ثم لم يکن إيابِ؟

مَن لنادي العلوم بعدک يا منـ

ـصور من ذا الملاذ عند الصعابِ؟

مَن ينير القلوب بالوعظ منّا

ويحل العويص للطلابِ؟

مَن لإرشادنا ومَن لليتامى؟

يا فقيد العلوم والآدابِ

يا فقيداً عليه تبکي المعالي

والملا والورى بکل اکتئابِ

وبکته الأعواد والطرس والمنـ

ـبر حزناً بأدمع وانتحاب

وعليه قد أعول الکون شجواً

إذ له هد شامخات الهضاب

نعشه مذ سرى أما خبروه

من على ظهره إلى الاغتراب؟

شمس أفق أم بدر تمّ عليه

وبک يا نعش هل ترى من جواب؟

فتريّث يا نعش أسأل منه

هل رجوع نرجوه للأحباب؟

يا ربيع الأيتام من لليتامى

والأيامى والفرض في المحراب؟

فسأبقى ما عشت دهري کئيباً

زادي النوح والدموع شرابي