حفر خندق المدينة
﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾
قيل لما فتح رسول الله| مكة ووعد أمته ملك فارس والروم قال المنافقون واليهود هيهات من أين لمحمد ملك فارس والرسول ألم يكفه المدينة ومكة حتى طمع في الروم وفارس فنزلت هذه الآية.
عن ابن عباس وأنس بن مالك وقيل إن النبي| خط الخندق عام الأحزاب وقطع لكل عشرة أربعين ذراعاً فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي وكان رجلاً قوياً فقال المهاجرون سلمان منا وقال الأنصار سلمان منا فقال النبي|: سلمان منا أهل البيت، قال عمرو بن عوف كنت أنا وسلمان وحذيفة ونعمان بن مقرن المزني وستة من الأنصار في أربعين ذراعاً فحفرنا حتى إذا كنا بجب ذي ناب أخرج الله من بطن الخندق صخرة بيضاء مروة كسرت حديدنا وشقت علينا فقلنا يا سلمان اذهب إلى رسول الله| وأخبره خبر هذه الصخرة، فأما أن يعدل عنها فإن المعدل قريب وأما أن يأمرنا فيه بأمره فإنا لا نحب أن نجاوز خطه قال فرقى سلمان إلى رسول الله| وهو ضارب عليه قبة تركية فقال يا رسول الله خرجت صخرة بيضاء مروة من بطن الخندق فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما يحتك منا قليل ولا كثير فمرنا فيها بأمرك فإنا لا نحب أن نجاوز خطك قال فهبط رسول الله| مع سلمان الخندق والتسعة على شفة الخندق فأخذ رسول الله| المعول من يد سلمان فرضها ضربة صدعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها حتى لكان مصباحاً في جوف بيت مظلم فكبر رسول الله تكبيرة فتح وكبر المسلمون ثم ضربها رسول الله الثانية فكسرها وبرق منها بريق أضاء ما بين لابتيها حتى لكان مصباحاً في جوف بيت مظلم فكبر رسول الله| تكبيرة فتح وكبر المسلمون ثم ضربها رسول الله الثالثة فكسرها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها حتى لكان مصباحاً في جوف بيت مظلم فكبر رسول الله تكبيرة فتح وكبر المسلمون وأخذ بيده سلمان ورقى فقال سلمان بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد رأيت شيئاً ما رأيت منك قط فالتفت رسول الله إلى القوم وقال رأيتم ما يقول سلمان؟ قالوا نعم يا رسول الله قال ضربت ضربتي الأولى فبرق الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب فأخبرني جبرئيل أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت ضربتي الثانية فبرق الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور حمر من أرض الروم كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبرئيل أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت ضربتي الثالثة فبرق الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبرئيل أن أمتي ظاهرة عليها فأبشروا واستبشر المسلمون وقالوا الحمد لله موعد صدق وعدنا النصر بعد الحصر فقال المنافقون ألا تعجبون يمنيكم ويعدكم الباطل ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم إنما تحفرون الخندق من الغرق ولا تستطيعون أن تبرزوا فنزل القرآن ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾ وأنزل الله تعالى في هذه القصة ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ﴾ الآية.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.