حدث في مثل هذا اليوم (9 جمادی الاُولى)

حدث في مثل هذا اليوم (9 جمادی الاُولى)

وفي هذا اليوم من سنة 371 هجرية زار عضد الدولة مشهد الإمام الحسين (عليه السلام) بكربلاء، وأعطى المجاورين له من العطاء ما يقضي منه العجب، وقيل: إن هذا اليوم هو يوم عيد جُلوسه في الملك. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

في هذا اليوم 9 /5/ 416 هجرية توفي في سجن الديار المصرية أبوالحسن علي ابن محمد التهامي العاملي الشامي الشاعر الشيعي المشهور، صاحب القصيدة الرائية التي قالها في رثاء ولده الصغير، وهي في غاية الحسن والجزالة، ومنها قوله:

حكم المنية في البرية جاري *** ما هذه الدنيا بدار قرارِ
بينا يرى الإنسان فيها مُخبِراً *** وإذا به خبر من الأخبارِ
طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقذار والأكدارِ
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نارِ
وإذا طلبت المستحيل فإنما *** تبني الرجاء على شفيرٍ هارِ
فالعيش نوم والمنية يقظة *** والمرء بينهما خيال سارِ
فاقضوا مآربكم سراعاً إنما *** أعماركم سفر من الأسفارِ
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت *** منقادة بأزمّة الأقدارِ
ليس الزمان وإن حرصت مسالماً *** خلق الزمان عداوة الأحرارِ
إني وترت بصارم ذي رونق *** أعددته لطلابة الأوتارِ
إن يحتقر صغراً فرب مفخم *** يبدو ضئيل الشخص للنظارِ
إن الكواكب في محل علوها *** لترى صغاراً وهي غير صغارِ
يا كوكباً ما كان أقصر عمره *** وكذا تكون كواكب الأسحارِ
وهلال أيام مضى لم يستدر *** بدراً ولم يمهل لوقت سرارِ
عجل الخسوف عليه قبل أوانه *** فمحاه قبل مظنة الإبدارِ
فكأن قلبي قبره وكأنه *** في طيه سرّ من الأسرارِ
ولد المعزّى بعضه فإذا مضى *** بعض الفتى فالكل في الآثارِ
أبكيه ثم أقول معتذراً له *** وفقت حين تركت َألأم دارِ
جاورت أعدائي وجاور ربه *** شتان بين جواره وجواري
أشكو بعادك لي وأنت بموضع *** لولا الردى لسمعت فيه مزاري
والشرق نحو الغرب أقرب شقة *** من بعد تلك الخمسة الأشبار
فإذا نطقت فأنت أول منطقي *** وإذا سكت فأنت في إضماري([1])

رحم الله الجميع برحمته وأسكنهم فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 786 هجرية قتل بالشام الشهيد الأول، العالم العامل، والتقي الفاضل، الشيخ محمد بن جمال الدين المكي العاملي الذي كان مرجعاً لعلماء المذاهب الأربعة في حل المعضلات العلمية مع ما هو عليه من مرجعيته للطائفة الشيعية، إلا إنه كان يخفي مذهبه من الحكومة وعامة الناس خوفاً على نفسه. وبمجرد أن عرفوا عنه التشيع أخذ إلى السجن فبقي في السجن سنة كاملة، وفي السجن ألف كتاب (اللمعة الدمشقية) في أسبوع واحد، وليس عنده مصدر يرجع إليه في تصنيفه وتأليفه إلا كتاب (المختصر النافع)، ومع ذلك فقد استطاع بسعة علمه أن يؤلف هذا الكتاب الجامع الذي لا يزال منذ زمنه وإلى اليوم يدرس في الحوزات العلمية لاحتوائه على أكثر الفروع والمباني الفقهية.

وبعد أن أنهى سنة في السجن يعاني التجويع والتعذيب حكم برهان الدين المالكي، وعبَّاد بن جماعة الشافعي بقتله فقتل بالسيف، ثم صلب ورجم بالحجارة، ثم أحرق جسده الشريف، وذرّوا رماده في الهواء لا لشيء إلّا لأنه شيعي. وكان ذلك في عهد الملك برقوق ابن أنص أو أنس العثماني المتوفى سنة 801 هجرية، وحاكمه على الشام يومئذٍ بيدمرو.

ومن شعره (رحمه الله) قوله:

غنينا بنا عن كل من لا يريدنا *** وإن كثرت أوصافه ونعوته
ومن صدّ عنا حسبه الصدّ والجفا *** ومن فاتنا يكفيه أنا نفوته([2])

رحمه الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.

***

وفي هذا اليوم 9 /5/ 1346 هجرية توفي بالنجف الأشرف آية الله العظمى السيد أبو تراب الخوانساري، وحمل جثمانه الشريف في الساعة الثالثة بالتوقيت الغروبي العربي، ولم يصل إلى المشهد الشريف إلّا في نهاية الساعة الحادية عشرة؛ لأن تشييعه كما يقول صاحب كتاب (أحسن الوديعة) لم يشهده القطر العراقي لأحد قبله على الرغم من وابل المطر يصبّ على الناس، وهم يزدحمون على السرير ببكاء وعويل، ويصرخون ويقولون:

أبوتراب قد قضـى والعلا *** فانهد أركان التقى والهدى

وبعد أن صلى عليه فقيه الأمة السيد أبو الحسن الأصفهاني المتوفى 9/ 12/ 1365 هـ، حملت جنازته إلى مقبرة وادي السلام، ودفن بالقرب من أولاده الذين فقدهم في حياته. وكان يستشكل من الدفن في الصحن الشريف؛ لاستلزامه النبش المحرم عنده. وقد أقيمت له الفواتح في أكثر البلدان الشيعية، ورثي بالقصائد الكثيرة، ونعته الصحف العديدة منها جريدة (العراق) الصادرة بتاريخ 13 /5/ 1346 هـ. وكان عمره الشريف يوم موته 75 سنة، فقد كان مولده بتاريخ 17 /7/ 1271 هجرية. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

***

وفيه من سنة 1360 هجرية توفي بالقطيف الخطيب الكبير السيد محمد ابن السيد عبد الله المعلم من أهالي بلدة الدبابية بالقطيف. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته.

________________

([1]) انظر: ذيل تاريخ بعداد 4: 38، تاريخ الإسلام 28: 405.

([2]) أمل الآمل 1: 182.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top