حدث في مثل هذا اليوم (5 رجب)
قال الأمين في الأعيان: كانت واقعة اليرموك لخمس مضين في رجب سنة 13 هجرية. وقد قيل: إنّ فيها قُتل أبان بن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي القرشي الذي أسلم بعد الحديبة وكان والياً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) على البحرين بعد أن عزل عن ولايتها العلاء بن الحضرمي. ولم يزل والياً عليها إلى أن تُوفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرجع إلى المدينة، فأراد أبو بكر أن يردّه إلى البحرين فأبى وقال: لا أعمل لأحد بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم يبايع أبا بكرحتى بايعه بنو هاشم([1]).
قال الأمين: وهذا يدلّ على عدم رضاه بخلافة أبي بكر، وإلّا فما الذي أخّره عن البيعة، ومَنَعَهُ عن العمل([2])؟ رحمه الله برحمته.
واليرموك وادٍ بناحية الشام في طرف الغور، وقد كانت فيه هذه المعركة بين المسلمين والروم في خلافة الخليفة أبي بكرt، وقد تُوفّي الخليفة أبو بكرt بتاريخ 22 / 6 / 13 هجرية، ولكنّ الخبر لم يصل إلى اليرموك إلّا بعد ذلك.
***
في هذا اليوم من سنة 244 أو 245 هجرية استشهد العالم الإمامي الكبير يعقوب بن إسحاق الشيباني المعروف بـ «ابن السكّيت»&. قالوا: وكان المتوكّل قد طلب عالماً متمكّناً من فنون العلم ليعلِّم أولاده ويعطيهم من كلّ علم أحسنَه، فأشاروا عليه بابن السكّيت، فلمّا جاؤوا به إليه وجد فيه ضالّته المنشودة، فقرّبه وعظّمه، وكان (رحمه الله) يعلَمُ ما عليه المتوكّل من البغض لعليّ وذرّيته (عليه السلام) في حال أنّه (رحمه الله) كان من محبّيهم ومواليهم، فكان لذلك يلتزم التقية، وينشد دائماً لنفسه:
يُصاب الفتى من عثْرةٍ بلسانه *** وليس يُصاب المرءُ من عثرةِ الرِجْلِ
فعثرتُه بالقول تُذهِب رأسَه *** وعثرتُه بالرِّجْلِ تبرا على مَهْلِ([3])
ولكنّه مع هذا الالتزام والتحفّظ فقد استطاع المتوكِّل أن يستثيره وأن ينسيَه نفسه، وذلك عندما نظر يوماً إلى ولديه المؤيَّد والمعتز، فقال لابن السكّيت: أيّهما أحبّ إليك هذان أم الحسن والحسين؟ فغضب ابن السكّيت ونسي ما هو فيه من التحفّظ والتستّر فقال: قنبر خادم عليّ خير منهما ومن والدهما. فقامت قيامة المتوكّل، وأمر الجرّاحين أن يحفروا رقبته من خلفه وأن يُخْرِجوا لسانه من قفاه، ففعلوا به ذلك في اليوم المذكور وهو ابن خمس وخمسين سنة([4]). رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنّته.
***
وفي ليلة هذا اليوم 5 /7 /1297هجرية ـ وكانت ليلة جمعة ـ ولد الميرزا يحيى ابن الميزا محمد حسن الرضوي المشهدي.
في (الأعيان) عن كتاب (الشجرة الطيبة) أنّه مركز السياحة والرياسة، ومعدن السخاوة والحماسة، نخبة الأشراف، وزبدة الأعيان من كفاة العصر ودهاة الدهر وأباة الضيم، يقضي نهاره بخدمة الأستانة الشريفة، مفاخره مشهورة، ومآثره منشورة([5]). رحمه الله برحمته.
***
وفي هذا اليوم 5 / 7 / من سنة 1304هجرية ـ وكان يوم الأحد ـ تُوفّي ببلدة مشهد السيد الميرزا إبراهيم بن الميرزا محمد الرضوي النسب، المشهدي البلد.
في كتاب (الأعيان)([6]) أنّه واحد عصره، ونادرة دهره في تنقيح الأحكام، وغَوْرالفكر ولطافة النظر، وفي الزهد والتقوى والإعراض عن الدنيا. وقد بلغ من شدّة وثوق الناس به أنّهم لا يقبلون معاملة أو قبالة غير ممهورة بخاتمة الشريف، ولم يقبل مدّة عمره شيئاً من أحد، ولم يحضـر دعوة ضيافة، ولا يتكلّم في مجلسه بكلام سرّي. وكان في غاية التواضع والتكريم للناس([7]). رحمه الله برحمته.
***
وفي هذا اليوم وهواليوم الخامس من شهر رجب سنة 1359هجرية غرق بشط الفرات بالحلّة العلّامة الخطيب السيد مهدي ابن السيد راضي الأعرجي، له ديوان شعر ضخم يحتوي على كثير من المدائح والمراثي والمراسلات والتواريخ، فمن تواريخه تاريخ وفاة صديقه الخطيب الشيخ حسين الفيخراني النجفي الذي تُوفّي ببغداد على إثر عملية جراحية سنة 1354، فقال:
مات في الكرخ حسينٌ *** نائيَ الدارِ غريبْ
فابْكِهِ وانْدُبْ وأرّخ *** (وا حسينُ واغريبْ)
(1354)
ومن مراسلاته الأدبية رسالة للمرجع الديني الأعلى السيد أبي الحسن الإصفهاني (رحمه الله) المتوفّى بتاريخ 9 / 12 / 1365، قال فيها:
جاء الشتاء وليس لي من عدّة *** أعتدّ فيها من طوارق الزَمَنْ
وها أنا أريد لي عباءَةً *** وإنْ من أهل العبا أبا الحَسَنْ
ومن مدائحه قصيدته في الإمام المصلح الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء المتوفّى بتاريخ 18 / 11 / 1373 عند رجوعه من المؤتمر الإسلامي بفلسطين سنة 1350 هجرية، قال فيها:
طلعتَ علينا طلوع القمرْ *** فأهلاً بهذا المُحَيّا الأَغَرْ
فهذي نوادي العلا أشرقتْ *** وأفقُ الكمال ازْدَهَى وازْدَهَرْ
وأمّا مدائحه ومراثيه في أهل البيت فأكثر من أن تحصر، وقد تحدّث يوماً على منبره عن حياة زيد بن علي بن الحسين الشهيد فارتجل قائلاً:
أبا يحيى ويا مَن فاق قَدْراً *** على هام السهى والفرقدَيْنِ
لَموقِفُكَ الذي استُشْهِدْتَ فيه *** كموقفِ جَدِّكَ السبْطِ الحُسَيْنِ
ومن قصائده في المراثي لأهل البيت (عليهم السلام) قصيدتُه التي مطلعها:
ليتَ الهلال هلال شهر محرّم *** عجل الخسوفَ له ولم يتمّمِ
وقصيدتُه التي أوّلها:
حتّى متى أجفاننا عَبْرَى *** وإلى متى أكبادُنا حَرَّى
وقصيدته التي أوّلها:
ما بال فِهْر أغفلتْ أوتارَها *** هلا تُثير وغىً فتُدْرِكَ ثارَهَا
إلى غير ذلك من القصائد الغرّاء. وقد غرق في الشط بالتأريخ المتقدّم: 5/ 7/ 1359 وعمره (37) سنة فقط، وقدأرّخ وفاتَه الخطيبُ الشيخ ابن الشيخ كاظم سبتي فقال (رحمه الله):
قد هَجَرَ الدنيا أبو صالح *** مهاجِراً لله أوَّابَا
أعمالُه صالحةٌ لا يَرى *** قطٌّ بدينِ الله مُرْتَابَا
أَفْديه ليثاً غابَ عن أهلِهِ *** واتَّخَذَ القبرَ لهُ غَابَا
عُوّذ بالخمسةِ إذ أرَّخوا *** (مهدي آل المصطفى غابَا)
رحمه الله برحمته فأسكنه فسيح جنّته.
***
في ليلة هذا اليوم ـ وكانت ليلة السبت ليلة النيروز ـ من سنة 1372 هجرية تُوفّي العالم الفاضل الشيخ منصور ابن الحاج علي بن حسن آل غنّام التاروتي القطيفي عن عمر يناهز الستين، تغمّده الله برحمته وأسكنه فسيح جنّته.
__________________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.