حدث في مثل هذا اليوم ( 4 رمضان )
في اليوم الرابع منه من سنة 53 هجرية هلك زياد بن أبيه. قالوا: وكان قد جمع أهل الكوفة ليعرضهم على البراءة من أمير المؤمنين (عليه السلام)، وتوعدهم بالقتل إن أبوا ذلك. قال عبد الله بن السائب الأنصاري: فإني لمع نفر من قومي، والناس يومئذٍ في أمر عظيم، إذ هومت تهويمة، فرأيت شيئاً له عنق كعنق البعير قد أقبل، فقلت له: ما أنت؟ قال أنا النقاذ ذو الرقبة، بعثت إلى صاحب هذا القصر. فاستيقظت فزعاً، فقلت لأصحابي: هل رأيتم ما رأيت؟ قالوا: وما الذي رأيت؟ قلت: رأيت كذا وكذا. فقالوا: لم نرَ شيئاً.
وبينا نحن كذلك إذ خرج علينا خارج من القصر فقال: انصرفوا؛ فإن الأمير مشغول عنكم بنفسه، وإذا بالطاعون قد ضربه في رقبته، فمات بعد ثلاثة أيام([1]). وفي ذلك يقول عبدالرحمن المذكور:
ما كان منتهياً عما أراد بنا *** حتى تناوله النقاذ ذو الرقبه
فأثبت الشق منه ضربة عظمت *** لما تناول ظلماً صاحب الرحبه([2])
وصاحب الرحبة هو أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي جمع بعض من يحضره من الصحابة في رحبة مسجد الكوفة، وجعل يقرّرهم بما رأوه وسمعوه من فضائله، وهم يعترفون له بذلك إلّا بعضَهم.
***
وفي هذا اليوم 4 من شهر رمضان سنة 442 هجرية توفي أبو علي الحسن بن المظفر الضرير النيسابوري المحتد، الخوارزمي المولد، الإمامي المذهب، الذي قيل عنه: إنه كان شاعراً أديباً، نبيلاً مصنفاً، حتى إنه يعد في عصره مؤدب أهل خوارزم وشاعرهم، والمقدم فيهم، والمشار إليه منهم. وله ولد أسمه عمر، وكنيته أبوحفص، كان أديباً فقيهاً فاضلاً. وقد توفي في شعبان سنة 532. ومن شعره، أو من شعر ولده المذكور قوله:
سبحان من ليس في السماء ولا *** في الأرض ندٌّ له وأشباه
أحاط بالعالمين مقتدراً *** أشهد أن لا إله الا هو
وخاتم المرسلين سيدنا *** أحمد رب السماء سماه
أشرقت الأرض يوم بعثته *** وحصحص الحق من محياه
اختار يوم الغدير حيدرة *** أخاً له في الورى وآخاه
وباهل المشركين فيه وفي *** زوجته يقتفيهما ابناه
هم خمسة يُرحم الأنام بهم *** ويستجاب الدعا ويرجاه([3])
رحم الله الجميع برحمته.
***
وفيه من سنة 624 هجرية هلك جنكيز خان المغولي منشئ الإمبراطورية المغولية التي انتشرت في العالم أجمع. ولد في إقليم دولون بلدة من بلاد الروس، وهزَّ بفتوحاته أركان جميع الدول فيما بين الصين والبحرالأسود، وملك نحو ثلاث وعشرين سنة. ولما هلك تولى بعده ولده تولي خان والد هولاكو. وسيأتي ذكره إن شاء الله.
***
في هذا اليوم 4 من شهر رمضان المبارك سنة 1325 توفي بالمشهد الرضوي العالم الفاضل، الفقيه الكامل، الشيخ حسن علي بن محمود التبريزي الأصل، الطهراني المولد والمنشأ، المشهدي المسكن والمدفن. قال عنه الأمين في (الأعيان): إنه فقيه ورع، قرأ في سامراء على الميرزا حسن الشيرازي الشهير المتوفى في تاريخ 24 / 8 / 1312، وكتب تقريرات درسه من أول البيع إلى آخر الخيارات([4]). رحم الله الجميع برحمته، وأسكنهم فسيح جنته.
_________________
([1]) بحار الأنوار 39: 321، شجرة طوبى 1: 13.
([2]) الأمالي (الطوسي): 233، 620، كنز الفوائد: 62، بحار الأنوار 39: 321، شرح نهج البلاغة 3: 199، تاريخ مدينة دمشق 19: 204، النصائح الكافية: 104.
([3]) أعيان الشيعة 5: 312، وذكر أن الأبيات الثلاثة الأخيرة زادها صاحب (الطليعة من شعراء الشيعة).
([4]) أعيان الشيعة 5: 214.
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.