حدث في مثل هذا اليوم (28 ربيع الثاني)
قال صاحب كتاب (وقايع الشهور والأيام): في هذا اليوم كان هلاك نمرود بعد أن عذبه البقّ أربعين ليلة. وفي قتله بالبق أو البعوض أكبر عبرة للإنسان؛ فإن ذلك الملك الجبار المتمرد الذي حاجّ إبراهيم الخليل (عليه السلام) في ربّه وادعى أنه يحيي ويميت، وأنه وأنه، قتله الله بأضعف مخلوقاته: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ﴾([1]).
***
وفي هذا اليوم من سنة 407 هـ قتل بالأهواز الوزير أبوغالب محمد بن علي الواسطي الملقب «فخر الملك» وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة البويهي، والذي تقدم ذكر مولده بتاريخ 22/ 4، أي من هذا الشهر نفسه. قالوا: وكان الوزير قد أهمل بعض الواجبات، فعوجل بالعقوبة؛ فقد روي أن بعض خواصّه قتل رجلاً ظلماً، فجاءت زوجة المقتول إلى الوزير تشكو إليه قاتل زوجها، فلم يلتفت إليها، ولم يهتم لشكواها، فلقيته ليلة في مشهد باب التين، قيل: وهو مشهد الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وقد حضر للزيارة، فقالت له: يا فخر الملك، إن القصة التي رفعتها إليك، فلم تلتفت إليها صرت أرفعها إلى الله جلّ وعلا، وأنا أنتظر خروج التوقيع من قبله. فلما قبض عليه قال: لا شك أن توقيعها خرج، فكان كما قال. وقد تقدم أن وفاته بتاريخ 28/ 3، رحم الله الجميع برحمته.
***
وفيه من سنة 588 هـ توفي أبو المرهف نصر بن منصور النمري الضرير الشاعر. وسيأتي إن شاء الله أن مولده بتاريخ 13 /6/ 501؛ وهجرية بموجب ذلك يكون عمره 87 سنة. رحمه الله برحمته.
***
وفي هذا اليوم 28 /4/ من سنة 1374 هجرية توفي خالد بن محمد الفرج، عبقري الشعر والأدب أول رئيس لبلدية القطيف التي تأسست بتاريخ 2 /5/ 1346 هـ، الذي ساهم في مراثي العلماء والأعيان من أهالي القطيف، كالشيخ منصور الزاير المتوفى بتاريخ 24/ 12/ 1351 هجرية، والحجة الشيخ علي أبي حسن الخنيزي المتوفى بتاريخ 21 /11/ 1363، والحجة السيد ماجد العوامي المتوفى بتاريخ 7 /4/ 1367 هـ، وغيرهم من الأعلام. وله مرثيه في الحاج حمادي بن مهدي بن جلال الذي كان ملتصقاً به حتى كأنه أحد أولاده، فكان يعتمد عليه في المشتريات التي يحتاج لها البيت. وقد رأى منه الأمانة والعفة والاستقامة، فلما مات سنة 1350 هجرية وهو ابن ستين سنة (رحمه الله) حزن عليه، ورثاه بتلك المرثية الرائعة التي قال فيها:
بكيت عليك حمادي *** كأنك بعض أولادي
بكاء عينه قلبي *** ودمع العين إنشادي
بكاء كله صمت *** بلا لطم وتعداد
وكان الموت يفجعني *** بآبائي وأجدادي
فتغسل دمعتي حزني
وأنت قضيت لاتدري *** بشيء من خفا أمري
وأنت أحبّ من لاقيـ *** ـت أو ناجيت في عمري
وما أحببت فيك الجسـ *** ـم فهو كما ترى مزري
بلى أحببت منك الرو *** ح ذات القدس والطهرِ
ملاك أنت أم جني
عرفت الناس أصنافا *** مئات بل وآلافا
ومن خاللته عمري *** ومن عادى ومن صافى
فلم أجدِ الذي أدعو *** ه بالإنسان إنصافا
إذا ما احتطت من وحش *** فخذ للناس أضعافا
وإني منهُمُ إني
يهيج البحر والزلزا *** ل والبركان بالنارِ
وتنفث سمها الأفعى *** ويعدو الضيغم الضاري
فتنجو بابتعادك عن *** مناطق ذات أخطارِ
ولا تأتي إلى غابٍ *** ولا تقربْ من الغار
كفى بالبعد من حصنِ
ولكن أين تهرب من *** بني حواء في الأرضِ
بغى بعضهُمُ بعضاً *** فلم يبقوا على بعضِ
تجيش بهم مطامعهم *** فما تقدر أن ترضي
يريد الفرد أن يبلـ *** ـغ كل الطول والعرض
لحاه الله من بطنِ
هُمُ الليل فلا منجى *** هُمُ الظل فلا مهربْ
إذا باعدتهم جنوا *** وإن خالطتهم تجربْ
وإن قاومتهم صمدوا *** وحدوا الناب والمخلبْ
وإن سالمتهم طمعوا *** وصاروا اللأذى أقرب
فخذ عني وخف مني([2])
وقد طبعت هذه القصيدة الغراء بكاملها في كتاب (مجمع الاُنس في شرح حديث النفس) للمقدس الشيخ فرج العمران المتوفى 22 /3/ 1398. رحمه الله برحمته.
_________________
Related posts
Leave a Comment
You must be logged in to post a comment.