حدث في مثل هذا اليوم (1 صفر)

حدث في مثل هذا اليوم (1 صفر)

وفي أول يوم من صفر سنة 37 هـ نشبت الحرب بصفين بين علي (عليه السلام) ومعاوية. قال نصر بن مزاحم في كتاب (صفين): إنهم تقاتلوا في شهر ذي الحجة بتمامه، ثم تركوا القتال في شهر المحرم، ثم ابتدؤوه في شهر صفر سنة 37 هجرية([1]).

***

وفيه من سنة 61 هجرية عيَّد أهل الشام بوصول رأس الحسين (عليه السلام) وعيالات آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبايا على هزال المطايا، والرؤوس على رؤوس الرماح، وعلي بن الحسين زين العابدين مثقل بالأغلال والأقياد، ولسان حاله يقول:

أقاد ذليلاً في دمشق كأنني *** من الزنج عبد غاب عنه نصيرُ
وجدي رسول الله في كل مشهد *** وشيخي أميرالمؤمنين وزيرُ
فيا ليت أمي لم تلدني ولم أكن *** يراني يزيد في القيود أسيرُ([2])

فـ﴿إنَّا لِله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.

***

وفي هذا اليوم، وهو اليوم الأول من صفر، أو في الثاني، أو الثالث منه سنة 121، أو سنة 122 هجرية، قتل بالكوفة زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام). وروي أن هذا اليوم يوم خروجه، وهو يوم الأربعاء، وأما يوم شهادته فهو يوم الجمعة 3/ 2/ 121، وله من العمر حينئذ 42 سنة في خلافة هشام بن عبدالملك بن مروان المتوفى 7/ 4/ 125 من الهجرة. ولما قتل طافوا برأسه في البلدان، وصلبوا جسمه على الجذع خمسين شهراً، ثم أحرقوه وذرّوه، فـ﴿إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾.

***

في هذا اليوم وهو غرّة صفر، وقيل: في سابع عشر ربيع الثاني، وقيل: في غرّة جمادى الاُولى من سنة 595 هجرية توفّي بمدينة مراكش، وقيل: بمدينة سلا المغربية المنصور بالله يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الكومي الموحدي من ملوك الدولة المؤمنية. ولد بمراكش بتاريخ 4/ 3/ 554 هجرية، وبويع بعد وفاة أبيه سنة 580 هجرية، ووجه عنايته إلى الإصلاح فاستقامت الاُمور في أيامه، وعظمت الفتوحات. وكان شديداً في دينه، أباح الاجتهاد لمن اجتمعت فيه شرائطه، ونهى عن التقليد، ونهى الفقهاء عن الإفتاء إلّا بالكتاب والسنة، وبنى كثيراً من المدارس والمساجد والمستشفيات، وحفر آبار الماء في بلاد أفريقيا والأندلس والمغرب، وإليه تنسب الدنانير اليعقوبية المغربية. ومّمن مدحه من الشعراء يحيى بن عبدالجليل الأندلسي المتوفّى سنة 10/ 12 /587 هجرية، مدحه بقصيدته المشهورة:

أتراه يترك الغزلا *** وعليه شبّ واكتهلا

ثم تخلّص من الغزل إلى مدح الملك يعقوب، فقال فيه:

ما عهدنا مثله ملكا *** من رآه أدرك الأملا
أودع الإحسان صفحته *** ماء بشر ينقع الغللا
فإذا ما الجود حركه *** فاضَ في يمناه فانهملا([3])

إلى آخر القصيدة التي تحتوي على مئة وسبعة أبيات، رحم الله الجميع برحمته.

***

وفيه من سنة 677 هجرية توفي عبد الله بن نصر الوزَّان. روي عنه أنه رأى الحسين (عليه السلام) في النوم يقول له: مد المقصورة، فوقع في خاطره أنه يريد مقصورة ابن دريد الأزدي، المتوفى بتاريخ 18/ 8/ 321 هجرية، فخمسها تخميساً يرثي به الحسين (عليه السلام)، فبلغت مئتين وثلاثين دوراً، جاء منها:

لما أبيح للحسين صونه *** وخانه يوم الطعان عونه

نادى بصوت قد تلاشى كونه *** (أما ترى رأسي حاكا لونه

طرة صبح تحت أذيال الدجى)

معفَّراً على الثرى بخده *** لم تُرعَ فيه حرمة لجده
والسيف من مفرقه في غمده *** (واشتعل المبيَّض في مسودّه

مثل اشتعال النار في جمر الغضا)

هتكٌ وفتكٌ وأسارٌ وجلا *** ونسوةٌ تسبى على رأس الملا
لو أنّني في الجاهلين الأولا *** (ما خلت أنّ الدهر يثنيني على

ضراء لا يرضى بها ضبّ الكدى)

وكان (رحمه الله) أديباً وعالماً وحكيماً، شارك في علوم كثيرة، منها: الطبّ والفقه والنحو والأدب، أقام بالديار المصرية ثم بالشام مدة أكثرها ببعلبك، ثم عاد إلى مصر، وبها أدركته المنية، فمات بالتارخ المذكور 1/ 2/ 677 هجرية. رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنّته.

***

وفي هذا اليوم من سنة 683 هجرية ولد قاضي القضاة تقي الدين علي بن عبدالكافي بن علي الخزرجي، الأنصاري، الشافعي، أو المالكي المصري السبكي؛ نسبة إلى بلدة سبكة العبيد المصرية، المعروف بالفضل والعلم. وقد ذكره تلميذه الرشيد صلاح الدين الصفدي الشامي في كتابه (الوافي بالوفيات) الذي جعله ذيلاً على تاريخ ابن خلّكان، ومدحه بمدائح فاخرة، وقال:

عمل الزمان حساب كل فضيلة *** بجماعة كانت لتلك محركه
فرآهُمُ المتفرقين على المدى *** في كلّ فنّ واحد قد أدركه
فأتى به من بعدهم فأتى بما *** جاؤوا به جمعاً فكان الفذلكه([4])

وله مصنّفات جيدة، منها كتاب (شفاء السقام في زيارة خير الأنام)، ردّ فيه على ابن تيمية. وقد توفّي سنة 756 هجرية. وسيأتي بتاريخ 16/ 5 أنّه أفتى بقتل شيعي لعن ظالم آل محمد (صلى الله عليه وآله). وكان له ولدان عالمان فاضلان، اسم أحدهما أحمد، له كتاب (عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح)، وكتاب (الشرح المطول على مختصر ابن الحاجب)، وغير ذلك من المؤلّفات. وكان أبوه يعجب به ويثني عليه، وقال فيه مفضلاً له على نفسه:

دروس أحمد خير من دروس علي *** وذاك عند علي غاية الأملِ([5])

وقد توفّي قبل أبيه، فقد كانت وفاته سنة 733 هجرية.

***

وفي هذا اليوم 1/ 2/ 1377 هجرية، والموافق تقريباً 27/ 7/ 1957 م أطلق السوفييت أول صاروخ عابر للقارات.

***

وفي هذا اليوم الموافق يوم الثلاثاء من سنة 1377 هجرية توفي بالنجف الأشرف السيد جمال الدين الهاشمي، والد السيد محمد جمال المتوفّى بتاريخ 28/ 1/ 1397 كما تقدم، فشيّع تشييعاً منقطع النظير، قد حضره عامة طبقات الناس، وقد نُظّم موكب التشييع تنظيماً بديعاً، فكان في مقدّمته السادات من أهل العلم. قال المقدّس الشيخ فرج العمران: في كتابه (الأزهار)، وفي طليعة اُولئك السادات آية الله العظمى السيد محسن الحكيم المتوفّى بتاريخ 27/ 3/ 1390 هجرية، وآية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي المتوفّى بتاريخ 17/ 8/ 1394 هجرية، ثم المشايخ العظام، ثم سائر طبقات الناس على مراتبهم([6]). وقد رفعت أعلام السواد على جثمانه الشريف إشارة للحزن والأسى، حتى دفن في الغري المقدّسْ، رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنّته.

واسم الولد الثاني عبدالوهاب، كان فاضلاً قرأ على المزني، ولازم الذهبي، وأمعن في طلب الحديث ودرّس في غالب مدارس دمشق، وناب عن أبيه في الحكم، ثم استقل به، وانتهت إليه رئاسة القضاء والمناصب في الشام. وله عدّة مؤلّفات، منها: (جمع الجوامع في أصول الفقه)، (ورفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب)، و(شرح منهاج البيضاوي)، و(طبقات الشافعية الكبرى) إلى غير ذلك من المؤلفات النافعة.

وقد قيل: إنّ أهل زمانه رموه بالكفر وتحزبوا عليه، وأتوا به مقيداً مغلولاً من الشام إلى مصر، وجرى عليه من الشدائد والمحن ما لم يجرِ على قاضٍ قبله([7]). وقد توفي سنة 771 هجرية، رحم الله الجميع برحمته.

***

وفي هذا اليوم 1/ 2/ 1388 هجرية ولد في قرية التوبى ـ البلدة التي أنجبت شاعر الخليج في عصره الشيخ جعفر أبو البحر المتوفّى سنة 1028 هجرية ـ ولد السيد النجيب، والشاعر الأديب، السيد حسن علوي هاشم الجراش الذي حاز على الشهادة الجامعية من جامعة الملك فيصل بالأحساء، قسم اللغة العربية، والذي من شعره (حفظه الله) مقطوعة بعنوان: إلى الاُم الحانية فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، قال فيها:

زهراء زهراء هذي أحرفي عطشت *** إلى معينك يا كوناً من الخفرِ
يا درة الوحي يا صون العفاف ويا *** ستر الإله ويا تسبيحة المطرِ
إلى معينك إنّ القلب في ضرمٍ *** وهذه الأعين الحرى على سقرِ
ترنو إليك فيا اُم الحسين ألا *** تسقى القلوب فقد أودت على الخطرِ

ومن شعره مقطوعة بعنوان: إلى ملاذ الفقراء، إلى أبي محمد الزكي (عليه السلام)، قال فيها:

لملم جراحاتيَ الثكلى وآهاتي *** واسكب حميم الرؤى في قلب مشكاتي
فإنّني سيدي بحَّت مخيّلتي *** وهدَّني الشوط من طول المسافات
أفراسي السمر قد أدمى قوادمها *** شوك المسير فما أندى جراحاتي
قد جئت يحملني شوقي إليك فهل *** مازال بابك ملجا المتعب الآتي
قد جئت والقلب يا مولاي نبض  هوى *** أنتم مناي وعوني في ملمّاتي

إلى غير ذلك من الشعر الجيد، وفّق الله شاعرنا الحبيب إلى ما فيه الخير والصلاح.

***

وفيه من سنة 1399 هجرية، والموافق تقريباً 31/ 12/ 1978 م غادر شاه إيران محمد رضا بهلوي طهران إلى غير عودة.

***

وفي هذا اليوم1/ 2/ 1425 هجرية ـ وكان يوم الاثنين ـ بعد صلاة الفجر استشهد بصبرا من مدينة غزّة الفلسطينية العلامة الجليل الشيخ أحمد إسماعيل ياسين، مؤسّس حركة حماس للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، على الرغم من كونه مقعداً بسبب الإصابة التي أصابته بها إسرائيل قبل سنين عديدة. وقد استشهد معه نحو تسعة من المصلّين الذين أدوا معه فريضة الصبح في المسجد، وبعد خروجهم من المسجد استهدفتهم المروحيات الصهيونية بثلاثة صواريخ، فقضوا شهداء، وإلى الله المشتكى. وقد نعتهم الإذاعات، وأبّنهم الإنسانيون بالقصائد والكلمات. ومن تلك القصائد قصيدة للشيخ عبدالرحمن العشماوي، قال فيها:

هم أكسبوك من السباق رهانا *** فربحت أنت وأدركوا الخسرانا
هم أوصلوك إلى مناك بغدرهمْ *** فأذقتهم فوق الهوان هوانا
غدروا بشيبتك الكريمة جهرةً *** أبشر فقد أورثتهم خذلانا
أهل الإساءة هم ولكن ما دروا *** كم قدّموا لشموخك الإحسانا
لقب الشهادة مطمع لم تدّخر *** وسعاً لتحمله فكنت وكانا
يا أحمد الياسين كنت مفوّهاً *** بالصمت كان الصمت منك بيانا
ما كنت إلا همّة وعزيمةً *** وشموخ صبر أعجز العدوانا
يا أحمد الياسين إن ودعتنا *** فلقد تركت الصدق والإيمانا
يا فارس الكرسي وجهك لم يكن *** إلاّ ربيعاً بالهدى مزدانا
دمك الزكي هو الينابيع التي *** تسقى الجذور وتنعش الأغصانا
ستظلّ نجماً في سماء جهادنا *** يا مقعداً جعل العدو جبانا

رحمه الله برحمته، وأسكنه فسيح جنّته.

_______________________

([1]) وقعة صفين: 202.

([2]) شجرة طوبى 2: 277.

([3]) وفيات الأعيان 7: 13، 14.

([4]) الوافي للوفيات 21: 167.

([5]) الوافي بالوفيات 7: 162.

([6]) الأزهار الأرجية م3، ج7: 33.

([7]) الكنى والألقاب 2: 308.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.

© 2016 كل الحقوق محفوظة لمؤسسة المصطفى للتحقيق والنشر

Scroll to top